نشرت صحيفة البايس الإسبانية تقريرا؛ استعرضت فيه مختلف الأطراف المنخرطة في
الصراع السوري، والظروف التي أدت لتغيير المشهد خلال الخمس سنوات الماضية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الصراع في
سوريا، الذي يتواصل منذ خمس سنوات وأدى إلى مقتل أكثر من 260 ألف شخص، شهد تغيرا كبيرا في التحالفات وموازين القوى، حيث إن أهم فصيل في المعارضة في البداية كان الجيش السوري الحر، ولكنه الآن أصبح ضعيفا ومهمشا، بينما باتت
الفصائل الإسلامية المعتدلة والمنظمات المتشددة أكثر قوة.
كما أن تدخل عدة أطراف خارجية أدى لتعقيد الوضع في سوريا، ومن ذلك تدخل إيران التي زادت من دعمها للمليشيات الشيعية بعد الاتفاق النووي، ومخاوف تركيا من نشاط
المليشيات الكردية في الشمال، والحرب الباردة التي تخوضها روسيا والولايات المتحدة في المنطقة، فيما تجاوز خطر تنظيم الدولة النطاق المحلي ليصبح كابوسا مرعبا للدول الغربية.
وذكرت الصحيفة أن أول مكون في معسكر النظام السوري، هو الجيش النظامي الذي يقوده بشار الأسد خلفا لوالده منذ سنة 2000، والذي يعد بين 170 ألف و220 ألف مقاتل، ولا زال يسيطر على مدن هامة مثل دمشق وحمص واللاذقية وطرطوس وحماة وحلب.
وقوات الدفاع الوطني التي أنشأها النظام السوري في سنة 2012 كفرع للجيش السوري، وهو متكون من جنود الاحتياط والمتطوعين المدنيين الموالين للنظام، وعددهم بين 80 ألف و100 ألف، ويشاركون في المعارك.
أما المكون الثالث المهم في معسكر النظام فهي اللجان الشعبية، التي تم تكوينها أثناء الحرب لتحمي الأحياء والمناطق التابعة للنظام في دمشق، وهي تتواجد خاصة في المناطق التي تعيش فيها الأقليات مثل الدروز والعلويين والمسيحيين، وفي المناطق السنية التابعة للنظام.
كما ذكرت الصحيفة أن الحلفاء الإقليميين لبشار الأسد هم بالأساس مليشيا حزب الله اللبناني، التي أنشئت في سنة 1982 لمواجهة إسرائيل في بادئ الأمر، وهي تحظى بدعم إيران ويتراوح عدد مقاتليها في سوريا بين 8 آلاف و10 آلاف. ويتواجد مقاتلو حزب الله بكثرة على الحدود السورية اللبنانية، وفي مناطق حلب واللاذقية وضواحي دمشق.
وهناك الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي تأسس في لبنان سنة 1932، ولديه فروع في سوريا والعراق، وهو يدافع عن حلم تأسيس "سوريا العظمى"، ويضم بين 6 آلاف و8 آلاف مقاتل.
أما أهم حليف إقليمي لنظام الأسد فهي الجمهورية الإيرانية الإسلامية، التي توفر الدعم المالي والعسكري لدمشق، وقد أرسلت الآلاف من رجالها من الحرس الثوري الإيراني لتقديم الدعم التكتيكي والعسكري.
والحليف الدولي الأهم للنظام السوري هو الجمهورية الفدرالية الروسية، التي سارعت لدعم بشار الأسد منذ اندلاع الثورة السورية، وتقوم بتقديم الحماية السياسية والدبلوماسية له منذ فترة الحرب الباردة، وقد أرسلت الآلاف من الخبراء والمستشارين العسكريين لسوريا وشرعت منذ أيلول/ سبتمبر الماضي في القيام بطلعات جوية ادعت أنها موجهة ضد تنظيم الدولة، ولكنها تستهدف بالأساس المعارضة المعتدلة، وتهدف لمنع انهيار النظام. وتتواجد القوات الروسية في دمشق وحمص واللاذقية والحسكة وطرطوس.
كما ذكرت الصحيفة أن هنالك قوات من الأقليات تساند النظام السوري، خاصة وحدات حماية الشعب الكردية، وهو فصيل يساري معروف بتجنيد النساء إلى جانب الرجال في المعارك ومرتبط بتنظيم حزب العمال الكردستاني المصنف كتنظيم إرهابي لدى تركيا وعدة دول أخرى. وتضم بين 40 ألف و50 ألف مقاتل، و400 مقاتل أجنبي.
كما يوجد عدد من المقاتلين الفلسطينيين إلى جانب النظام، وهم من اللاجئين الذين يعيشون منذ وقت طويل في دمشق ويتمتعون بوضع قانوني وحقوق شبه مساوية للسوريين. ومن أبرز المجموعات الفلسطينية، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، التي أسسها أحمد جبريل في 1968، ولديها جناح مسلح يقاتل في المخيمات الفلسطينية إلى جانب النظام.
كما تحدثت الصحيفة عن قتال مجموعة درزية إلى جانب النظام، إذ إن القيادات الدينية للدروز الذين يبلغ عددهم نصف مليون، يتواجدون خاصة في السويداء في الجنوب، وهم كحال القيادات المسيحية بالنسبة لعلاقتهم بالنظام. لكن كان هناك الشيخ وليد البلعوس الذي رفض الوقوف إلى جانب النظام أو المعارضة، وقد قتل العام الماضي في انفجار سيارة مفخخة.
أما بالنسبة لفصائل المعارضة التي تسيطر على أقل من ربع مساحة سوريا، فهي أيضا متعددة ومتنوعة، ومن أهمها الجيش السوري الحر الذي أسسه العقيد المنشق رياض الأسعد في 29 حزيران/ يونيو 2011، ولكنه لم يعد رقما صعبا في المعادلة السورية بعد أن انضم أغلب مقاتليه لفصائل وتنظيمات أخرى.
كما أشارت الصحيفة إلى حركة أحرار الشام، وهي تحالف بين عدة مجموعات إسلامية وسلفية، يقودها أبو يحيى الحموي، ويبلغ عدد مقاتليها ما بين 10 آلاف و20 ألف مقاتل، وتتواجد خاصة في إدلب.
وجيش الإسلام الذي يعد أهم فصيل معارض في ضواحي دمشق، وكان يقوده زهران علوش قبل اغتياله وقد خلفه أبو همام البويضاني، ويعد في صفوفه بين 20 ألف و25 ألف مقاتل.
أما جيش الفتح، وهو تحالف عدة فصائل، مثل جبهة النصرة وأحرار الإسلام، فقد تكون في آذار/ مارس 2015 في إدلب، ويحظى بدعم من تركيا وقطر والسعودية، كما تقول الصحيفة.
وجبهة النصرة هي الفرع المحلي لتنظيم القاعدة، وهي موجودة على قائمة المنظمات الإرهابية في الأمم المتحدة، وهي في تنافس مع تنظيم الدولة.
وهناك تنظيم الدولة الذي سيطر خلال 30 شهرا فقط؛ على حوالي نصف الأراضي السورية. وقد تأسس هذا التنظيم بعد انفصاله عن جماعة التوحيد والجهاد في العراق في سنة 1999، ولكنه تطور كثيرا بعد غزو الولايات المتحدة للعراق في سنة 2003، واختلف عن تنظيم القاعدة، وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام عن "إقامة الخلافة" بقيادة أبي بكر البغدادي في 2014.
ويقدر عدد مقاتلي التنظيم بما بين 25 ألفا و40 ألف مقاتل، حوالي نصفهم هم من المقاتلين الأجانب المتحدرين من 80 دولة.
كما أشارت الصحيفة إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي يستهدف تنظيم الدولة، ويضم دولا عربية وغربية، تشارك في قصف مواقع التنظيم في سوريا والعراق.
أما عن الأحزاب والفصائل السياسية التي تعارض النظام السوري، فقد ذكرت الصحيفة المجلس الوطني السوري، الذي تم تشكيله في آذار/ مارس 2011.
والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي تشكل في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 بهدف تشكيل حكومة انتقال سياسي في سوريا.