أعلن مسؤولو الصحة في
كولومبيا، الأحد، أن عدد السيدات
الحوامل اللاتي أبلغ عن إصابتهن بفيروس زيكا زاد بأكثر من الضعف خلال أسبوع، ليتجاوز ألفي سيدة، فيما حذر معهد التجارب السريرية
البرازيلي من أن غالبية سكان البرازيل معرضون للإصابة بالفيروس.
وبحسب تقرير لشبكة "بي بي سي"، فإن كولومبيا تتوقع أن يصل إجمالي عدد الأشخاص المصابين بالفيروس إلى نصف مليون شخص هذا العام، وذلك وسط تنامي القلق من وجود علاقة محتملة بين الإصابة بالفيروس وإصابة المواليد بعيوب خلقية.
يذكر أن الفيروس الذي ينتقل عن طريق البعوض، يسبب أعراضا تشبه أعراض الإنفلونزا، غير أنه في البرازيل اعتبر سببا محتملا في زيادة عدد الأطفال الذين يولدون برؤوس صغيرة بشكل غير طبيعي.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت من أن ما بين 3 و4 ملايين شخص قد يصابون بفيروس زيكا في الأمريكتين خلال عام 2016.
وقالت المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، مارغريت تشان، إن زيكا انتقل "من مرحلة التهديد البسيط إلى التهديد المثير للقلق".
وشكلت المنظمة الدولية "فريق طوارئ" بعد الانتشار "المدوي" للفيروس، كما أنها ستعقد اجتماعا الاثنين المقبل لتقرير ما إذا كان يجب التعامل مع "زيكا" كحالة طوارئ عالمية.
وكانت آخر مرة أعلنت فيها حالة الطوارئ العالمية هي بسبب انتشار فيروس إيبولا في غرب أفريقيا، والذي حصد أرواح أكثر من 11 ألف شخص.
واكتشف
فيروس زيكا أول مرة في أوغندا عام 1947، لكنه لم ينتشر على هذا النطاق من قبل.
ورصدت البرازيل الحالات الأولى من الإصابة بالفيروس في أمريكا الجنوبية، في أيار/ مايو 2015، فيما لا يوجد علاج لفيروس زيكا حتى الآن، وهناك محاولات في الولايات المتحدة لإنتاج لقاح له.
من جهته، يعكف متخصصون في الكيمياء الحيوية في معهد "بوتانتان" في مدينة ساو باولو البرازيلية على مجموعة من اللقاحات لعلاج الدفتيريا، أحد الأمراض والأوبئة المتأصلة التي يساعد المركز في مكافحتها. لكن الآن ظهر عدو جديد في المدينة فرض تغيرا في الأولويات.
عدد مجهول
وكشف مدير معهد التجارب السريرية واليقظة الدوائية ألكسندر بريشوس، أن المخاوف بشأن فيروس زيكا حقيقة ومبررة.
وقال بريشوس، بحسب "بي بي سي"، إن "غالبية السكان في البرازيل معرضون بصورة أساسية للإصابة بفيروس زيكا، لذلك فإننا نتوقع إصابات عدة بالمرض وهذا يفسر مدى أهيمة لقاح يعمل على الحد من انتشار المرض".
وأضاف الطبيب البارز أنه "لا يتعين علينا أن نتوقع حلا سريعا لأزمة صحية عامة تتفشى في أنحاء الأمريكتين".
ومع وجود علاقة محتملة بين زيكا والحالات المتفشية من صغر حجم الرأس لدى حديثي الولادة، التي لم تثبت حتى الآن، فإن الأطباء يوضحون أن الأوساط الطبية العالمية لم تتوصل حتى الآن إلى طرق تأثير الفيروس في جسم الإنسان.
وتابع: "بمجرد معرفتنا بوجود علاقة أكيدة بين فيروس زيكا وصغر حجم الرأس، سنكون في وضع أفضل لمعرفة ما إذا كان اللقاح أو العلاج سيكون متوفرا خلال مدة زمنية معينة".
وأقر بريشوس بأن الأوساط البحثية والطبية لا تزال بعيدة عن إيجاد حل فاعل لمكافحة الفيروس في الوقت الحالي.
وأوضح أن "لدينا فرضيات بوجود علاقة (بين زيكا وصغر حجم الرأس) لكننا بحاجة إلى مواصلة البحث سعيا لتحديد العلاقة بين الفيروس وجسم الإنسان لإيجاد أفضل لقاح أول علاج".
وسجلت 3893 حالة ولادة لأطفال برأس صغير في البرازيل منذ تشرين الأول/ أكتوبر، مقارنة مع حوالي 160 فقط خلال الفترة نفسها من العام السابق.