دعا الشاب البريطاني
جاك ليتس، الذي انضم إلى
تنظيم الدولة، وأصبح يطلق عليه "الجهادي جاك" الشعب البريطاني إلى اعتناق الإسلام، ووصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد
كاميرون بـ"المخلوق الشرير". وقال إن الحملة الأمريكية ضد تنظيم الدولة ما هي إلا "مؤامرة مريضة"، تهدف إلى "قتل المسلمين واحدا بعد واحد".
وأكد جاك في مقابلة أجرتها معه صحيفة "إندبندنت"، بعدما اتهمته تقارير بأنه أول بريطاني "أبيض"يسافر إلى
سوريا؛ بغرض الانضمام إلى تنظيم الدولة، أنه سافر إلى سوريا لنشر كلمة الله، والمساعدة في هزيمة نظام بشار الأسد في دمشق.
وتنقل الصحيفة عن جاك قوله: "أتحدث اللغتين العربية والإنجليزية، وهذه مهارتي الوحيدة، وقضيت وقتا للإطاحة بالحكومة السورية".
وتشير "إندبندنت" إلى أن المقابلة مع جاك أجريت عبر تطبيق "تلغرام"، حيث أكد الجهادي جاك أنه لا يزال في سوريا، ولكنه اعترف بأنه سيسجن حالة عودته إلى
بريطانيا. ودعا جاك البريطانيين كلهم لاعتناق الإسلام، وقال إن ديفيد كاميرون "إن لم يكن مريضا في عقله فهو مخلوق شرير"، وأضاف: "عندما تتوقف بريطانيا عن قصف المسلمين في سوريا فسيتوقفون عن استهدافها، هل من الصعب فهم هذا؟".
وتلفت الصحيفة إلى قول الشاب البريطاني، البالغ من العمر 20 عاما، إن تنظيم الدولة تعرض إلى "جنون إعلامي"، مؤكدا أن التنظيم لا يقوم بارتكاب مذابح في سوريا، كتلك التي يرتكبها الأمريكيون وتحالفهم، الذين يقصفون البلد منذ 18 شهرا. ووصف التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بـ"الخطة التي طبخت في قلوب وعقول أعداء الله"، وبأنه "مؤامرة تهدف إلى تجميع المسلمين، الذين يؤمنون بالعمل من أجل دينهم في مكان واحد، ومن ثم قتلهم واحدا تلو الآخر". وأضاف: "رغم الجنون الإعلامي الذي يثار حولهم لم أر تنظيم الدولة يقتل الأطفال المسلمين، ولكنني شاهدت التحالف يفعل هذا".
وتورد المقابلة أنه تم الكشف في الأسبوع الماضي عن ليتس، وأنه انضم إلى الجهاديين في سوريا، وظهر في صورة وهو يشير بإصبع السبابة، وهي الطريقة التي ترتبط بجهاديي التنظيم، مشيرة إلى أن ليتس درس في مدرسة "تشيرول" الثانوية في أوكسفورد، واعتنق الإسلام في حداثته، وغادر محل إقامته قبل عام، واعترف لعائلته بأنه انضم إلى التنظيم منذ عام 2014.
وتذكر الصحيفة أن ليتس اتهم على صفحته في "فيسبوك" الإعلام بنشر الأكاذيب حول إسلامه، وتعلق "إندبندنت" بأنها شاهدت ما كتبه على الصفحة، التي توقفت منذ أيام، لافتة إلى أن والده جون، الذي يعمل في مجال الزراعة العضوية وعلم النباتات، ووالدته سالي، التي تعمل في مجال النشر، وصفا جاك بـ"اللطيف والمرح والحساس"، وقالا إنهما يشعران بـ"الخيانة" من طريقة تغطية الإعلام لشأن ابنهما، وقالا إنه من الصعب التأكد من دقة ما تزعمه الصحف.
وتفيد المقابلة، التي ترجمتها "
عربي21"، بأن الصحيفة طلبت تسجيلا صوتيا لجاك من والده، وتمت مقارنته من خلال خبير مع صوته في المقابلة، وتطابق التسجيلان، وكشفت عن أنه لم يبد أنه يتحدث مكرها في المقابلة، إلا أنه لم يتم التأكد من طبيعة أجوبته.
ويقول جاك للصحيفة إنه قرر ترك بريطانيا وسافر إلى سوريا من أجل "ترك دار الكفر"، وقال إنه في سوريا "لنشر دين الله ومساعدة المسلمين، أستطيع التحدث باللغتين العربية والإنجليزية، وهذه مهاراتي، وقضيت وقتا للإطاحة بالحكومة السورية، وهذا كل ما أريد قوله". وردا على ما يقال عن انضمامه لتنظيم الدولة، قال جاك: "لقد كنت واضحا، وإن أردت سؤالي مرة أخرى لن أكرر ما قلته، فقد أجبت عليه، إن شاء الله".
ويضيف جاك: "لست من تنظيم الدولة، ولكنني أؤمن بالشريعة، وأؤمن باتباع الإسلام، كما فعل المسلمون من قبل"، ويتابع قائلا: "أعتقد أنه مهما قلت، فإن الإعلام سيغير كلامي، وسيخترع ألقابا لي، وهذا نتيجة الفراغ في حياتهم".
وردا على سؤال الصحيفة حول ما يعرفه عن تنظيم الدولة، قال: "أنا أقوم بعملي الخاص، ولا أركز على ما يفعله تنظيم الدولة، وقد يبدو هذا غريبا، لكنه صحيح. وأول مرة قال لي فيها أحدهم إنهم يخططون لضرب بريطانيا، كان ذلك مؤسفا أن أكون في سوريا وأسمع عن شيء حدث هناك، ولو توقفت بريطانيا عن قصف المسلمين في سوريا، فسيتوقفون عن مهاجمتها، هل يصعب فهم هذا؟".
ويقول جاك تعليقا على معاملة المسلمين في سوريا: "يحرق المسلمون أحياء ويغتصبون وينتهكون ويسجنون وأكثر من هذا، وهناك مسلمون قابلتهم يمشون مثل جبال متحركة مليئة بالكرامة". وعن المسؤول عن هذا كله قال جاك إن "هناك عددا من الدول والناس، بشار وأزلامه، وروسيا وأعوانها والإعلام... إلخ".
ويجيب جاك عن سؤال الصحيفة عما إذا كان يفكر بالعودة إلى بريطانيا، ورسالته إلى البريطانيين، قائلا: "لن يسمحوا لي بالعودة إلى بريطانيا دون وضعي في السجن، وأريد أن أكون واضحا مع ديفيد كاميرون، إن لم يكن في الحقيقة مريضا عقليا، فهو مخلوق شرير فشل في أن يفهم معنى وجوده، وبناء على الأساس الذي قامت عليه شخصيته، فقد أصبح يتحدث كلاما تافها، وكذب حتى وصل إلى السلطة، قبل أن يخرج الضغوط المتراكمة في داخله، عندما تعرض للبلطجة في المدرسة، مستخدما الأسلحة التي أعطوه إياه الأمريكيون".
ويواصل جاك قائلا للصحيفة: "رسالتي لهم اعتنقوا الإسلام، وفكروا جيدا، هل خلق هذا الكون من العدم، أم خلق نفسه بنفسه؟ وعليكم ألا تردوا على الإعلام. القران باللغة العربية، والإسلام هو دين الأنبياء كلهم، وقرر الله أن يرسل آخر الأنبياء من مكة، وأقول لهم اتركوا عبادة المال والنجوم والقذارات الأخرى، ووجهوا عبادتكم لمن يستحقها بحق، وآمل أن تكتشفوا السبب الذي يحمل الناس على التضحية بكل ما لديهم من أجل دين محمد (صلى الله عليه وسلم)، وتعلموا الشهادتين وافهموها، وانطقوا بها عن إيمان، وبهذه الطريقة تنجحون".
ويجيب جاك عن سؤال الصحيفة عما إذا كان يوافق على ما يقوم به تنظيم الدولة، قائلا: "أؤمن بحكم الشريعة".
وتنوه المقابلة إلى أن جاك يعتقد أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هو "خطة دبرت في قلوب وعقول أعداء الله المريضة، وهي مؤامرة لتجميع المسلمين المخلصين، الذين يؤمنون بالتحرك من أجل دينهم في مكان واحد، وقتلهم واحدا تلو الآخر، وهذا كله بسبب كراهيتهم للحقيقة، ونظرتهم المقززة للعالم، لدرجة أن غير المسلمين يكرهونهم. طبعا أختلف مع أي من إخواني المسلمين الذين يرتكبون أخطاء، وسيظلون إخواني طالما لم يقعوا في الشرك، أيا كانوا. ولكنني أعتقد أن الولايات المتحدة ورفاقها يستخدمون أشياء مثل تنظيم الدولة للتنفير من أعدائهم، وشيطنة الإخوة والأخوات، ويقدمونهم على أنهم أهداف يضربها الطيارون المتحجرة قلوبهم؛ وهذا بسبب حقدهم على الإسلام والمسلمين. لقد شاهدت مسلمين يحرقون نتيجة لما يطلق عليه الأمريكيون (صاروخ جهنم) (هيلفاير ميسايل). وشاهدت فتيات صغيرات يعشن بالقرب من بيتي القديم وهن يختبئن من الطائرات الأمريكية، ويغطين آذانهن من صوت الطائرات".
وتختم "إندبندنت" مقابلتها مع جاك بالإشارة إلى قوله: "ارتكب تنظيم الدولة أخطاء كبيرة، لا أنكر هذا، ولكن التحالف كان أسوأ. ورغم الجنون الإعلامي حوله، فإني لم أر مطلقا تنظيم الدولة يقتل الأطفال المسلمين، ولكنني شاهدت التحالف يفعل هذا".