أثارت زيارة رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج، مع الوفد المرافق له، لرئيس الجيش الليبي السابق خليفة حفتر، الكثير من ردود الأفعال بين أطراف الحوار السياسي الليبي، وصلت حد التهديد بإقالته من منصبه.
وكان السراج، زار السبت، خليفة حفتر، في خطوة مفاجئة جاءت قبل أيام قليلة من المهلة الممنوحة للسراج من قبل البرلمان لتقديم تشكيلة جديدة لحكومة الوفاق الوطني، برفقة
نوابه، فتحي المجبري وعلي القطراني، ووزير الدولة عمر الأسود.
ترتيبات خاصة
وقال مصدر مقرب من حكومة الوفاق الوطني، إن الولايات المتحدة الأمريكية رتبت للزيارة عن طريق مصر، إذ إن طائرة مصرية حملت رئيس الحكومة السراج ونوابه إلى مدينة المرج، مضيفا أن مسؤولا مصريا بارزا حضر اللقاء لم يظهر في الصور.
وأكد المصدر أن السراج طلب من حفتر إيقاف الحرب في مدينة بنغازي، والانصياع للترتيبات الأمنية المخولة بها اللجنة المؤقتة التابعة لرئاسة مجلس حكومة الوفاق الوطني.
"لا يمثل إلا نفسه"
بدوره، قال النائب بحكومة الوفاق الوطني أحمد معيتيق إن "زيارة السراج لحفتر لا تمثل مجلس رئاسة وزراء الحكومة، وإن السراج لم يعلم أحدا بها في المجلس".
وأضاف معيتيق، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن الاتفاق السياسي الليبي الموقع في كانون الأول/ ديسمبر ماض، ولا يمكن لحفتر أو مجلس النواب تعديل أو إلغاء المادة الثامنة منه، والمتعلقة بالمناصب العسكرية.
وكان حفتر طالب في وقت سابق بإلغاء المادة الثامنة، كما أن البرلمان الليبي قبل الاتفاق السياسي، إلا أنه جمد العمل بالمادة التي تخرج -بحسب قانونيين- حفتر من المشهدين السياسي والعسكري الليبي.
"على المحك"
من جانبه، قال عضو الحوار السياسي الليبي فتحي باشاغا في تصريحات لقناة محلية، إن منصب رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، أصبح على المحك.
وطالب باشاغا أطراف الحوار السياسي الليبي الموقعة على اتفاق الصخيرات المغربية بمناقشة وضع مجلس رئاسة الحكومة وإجراء تعديلات عليه، بدلا من مناقشة إجراء تغييرات في التشكيلة الوزارية التي رفضها مجلس النواب.
وأكد عضو الحوار الليبي أن مجلس رئاسة حكومة الوفاق يعاني من أزمة ثقة بين أعضائه جراء التصرفات الفردية التي وصفها بـ"غير المسؤولة".
"استقالة فورية"
وفي السياق ذاته، طالب عضو المؤتمر الوطني العام الليبي عبد الرحمن السويحلي، على صفحته في "فيسبوك"، رئيس حكومة الوفاق فائز السراج بالاستقالة الفورية بسبب زيارته لحفتر بمقره في مدينة المرج شرق ليبيا.
واعتبر السويحلي أن قائد عام جيش مجلس النواب خليفة حفتر، أحد الأسباب الرئيسة للأزمة الليبية، ومتورط في ارتكاب جرائم حرب، ولا يملك أي صفة رسمية ويُعد خارجًا عن الشرعية بحسب نص المادة الثامنة من الأحكام الإضافية في الاتفاق السياسي الليبي.
وأكد عضو المؤتمر الوطني العام أن الاتفاق السياسي لن يجد طريقه إلى التنفيذ وسينهار تماما في حال خرق أي بند من بنوده، ولا يمكن تعديله إلا باجتماع وموافقة كافة أطراف الحوار السياسي الليبي دون استثناء.
"خرق للاتفاق السياسي"
من جانبه، قال مستشار فريق المؤتمر الوطني العام، الموقع على اتفاق الصخيرات أشرف الشح، في تصريح لقناة محلية، إن الزيارة خرق للاتفاق السياسي وستكون هناك مواقف لتصحيح موقف الزيارة.
وأوضح الشح أنه ستكون هناك مراجعة لمنصب السراج ولا يمكن تمرير ما حدث، واصفا رئيس المجلس الرئاسي بـ"الكاذب" وأنه لم يكن بالمستوى المطلوب.
وأبدى مستشار فريق الحوار استغرابه من ألا يترأس السراج جلسة اجتماعه بخليفة حفتر، باعتباره رئيسا للحكومة وصاحب أعلى منصب تنفيذي في الدولة الليبية.
يذكر أن المكتب الإعلامي التابع لرئيس الحكومة فائز السراج، نشر أن زيارة الأخير لحفتر جاءت في إطار محاولة إيجاد حل عملي للحرب الدائرة في مدينة بنغازي شرق ليبيا لمدة سنة ونصف، بحسب المكتب.
وزار رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج، السبت، قائد الجيش الليبي السابق خليفة حفتر، في خطوة مفاجئة جاءت قبل أيام قليلة من المهلة الممنوحة للسراج من قبل البرلمان لتقديم تشكيلة جديدة لحكومة الوفاق الوطني.
وقال المكتب الإعلامي للسراج في بيان نشره على صفحته في موقع "فيسبوك" الأحد، إن رئيس الحكومة المكلف التقى السبت في مدينة المرج شرق ليبيا بالفريق أول ركن خليفة حفتر "حيث تمت مناقشة العديد من القضايا".
وأوضح البيان أن القضايا التي جرت مناقشتها شملت مسألة "إيجاد حل عملي للحرب الدائرة في بنغازي (ألف كلم شرقي طرابلس) لمدة سنة ونصف"، وتخوضها مليشيات حفتر في مواجهة مجموعات مسلحة.
وأضاف البيان أن هذه الزيارة المفاجئة تأتي ضمن سلسلة زيارات يستمع فيها السراج "لرؤى ومخاوف وهواجس كافة الأطراف المؤثرة في الأزمة" القائمة على نزاع متواصل على حكم بين سلطتين منذ أكثر من عام ونصف.
ووقع أعضاء من البرلمان المعترف به دوليا، في الشرق، والبرلمان الموازي غير المعترف به في طرابلس، اتفاقا بإشراف الأمم المتحدة في منتصف كانون الأول/ ديسمبر، نص على تشكيل حكومة وفاق وطني بهدف توحيد البلاد وإخراجها من الفوضى الغارقة فيها منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011.