رحلة نزوح جديدة لنازحي مخيمات ريف اللاذقية بسبب القصف
ريف اللاذقية - عربي21 - أحمد حاج بكري06-Feb-1604:26 AM
0
شارك
يفضل الكثيرون العودة لبيوتهم رغم الدمار والمخاطر - عربي21
تتعرض مخيمات في قرية أوبين التي تقع في جبال اللاذقية على مقربة من الحدود التركية، لقصف مدفعي وصاروخي من جانب قوات النظام السوري، ما دفع بكثير من سكان المخيم لإزالة خيامهم والعودة لقراهم رغم الدمار الكبير والقصف الجوي المستمر، فيما يحاول آخرون عبور الحدود إلى الأراضي التركية.
فبعدما تعرض المخيم لقصف الطيران الروسي يوم السبت الماضي، أوقع قتلى وجرحى، توالت القذائف الصاورخية المدفعية بالسقوط، لتوقع إصابات وتحرق عددا من الخيام.
وتستخدم قوات النظام في قصفها لقرية أوبين والمخيمات المحيطة بها؛ تلال برج القصب وجبل زاهية وعددا من المراصد الأخرى المشرفة على القرية.
وكانت هذه المناطق آمنة بشكل كبير على مدى العامين الماضيين، ولكن بعد التدخل الروسي تعرض أحد المخيمات بالقرب من قرية أوبين لقصف بصاروخ عنقودي من البحر، وبعد تقدم قوات النظام والسيطرة على بلدة سلمى وناحية ربيعة، أصبحت هذه المناطق في مرمى نيران قوات النظام.
من جهته، قال عبد الجبار خليل، أحد المسؤولين عن مخيمات أوبين، إن آلاف العائلات نزحت مؤخرا من المخيمات الحدودية مع تركيا في مناطق ريف اللاذقية التي يسيطر عليها الثوار، باتجاه مدينة إدلب وريفها، في حين ينتظر مئات آخرون دخول الأراضي التركية.
وتؤوي المخيمات آلاف العائلات من مناطق متفرقة، من محافظات إدلب وحماة واللاذقية. ويعيش كثير من السكان في هذه المخيمات منذ حوالي ثلاثة أعوام، في حين تضاعف أعداد سكانها مع بداية الهجوم الذي شنته قوات النظام مدعومة بغطاء جوي روسي على مناطق ريف اللاذقية، ما دفع سكان هذه المناطق للنزوح باتجاه هذه المخيمات.
وأوضح خليل، في حديث لـ"عربي21"، أنه بعد تحرير مدينة جسر الشغور تجاوز عدد سكان المخيمات بريف اللاذقية الحدودية مع تركيا أكثر من 30 ألف شخص، عاد أكثر من 20 ألفا منهم إلى مناطقهم على الرغم من تعرضها للقصف، أما ما تبقى منهم فهم منتشرون على المعابر مع تركيا وهدفهم الدخول إلى تركيا.
وذكر خليل أن أحد المخيمات كان يضم 1500 عائلة، ولكن بعد تعرضه للقصف بدأت العائلات بالنزوح بشكل فردي والعودة إلى قراهم أو الدخول إلى تركيا، ولكن بعد اشتداد القصف واستهداف القرى الحدودية بشكل مباشر والتحليق المكثف لطيران الحربي الروسي، انتشرت حالة من الرعب بين النازحين في المخيم، وبدأت عمليات النزوح بشكل جماعي ولم يبق أي عائلة داخل المخيم الآن.
وقد رصدت كاميرا "عربي21" قيام النازحين بتفكيك خيامهم للعودة إلى قراهم، وقال أحدهم إنه يفضل الموت في يبته على أن يموت في المخيم.
من جانبه، قال أبو محمد، وهو أحد سكان مخيم أوبين: "تركت المخيم مع عائلتي منذ يومين بسبب القصف العنيف، وإلى الآن أنا موجود على الحدود مع تركيا عند معبر خربة الجوز، حيث تُدخل الحكومة التركية كل يوم عددا من العائلات، ويتم نقلهم إلى مخيمات داخل تركيا، وأنا أنتظر أن يُسمح لي بالدخول ونقل عائلتي إلى مكان آمن"، بحسب قوله.
وأضاف لـ"عربي21": "سكنت المخيم منذ ثلاثة أعوام، حيث كانت مناطق المخيم آمنة ولا يطالها القصف، وكنا نشعر بالاستقرار والأمن على الرغم من كوننا نسكن الخيام، لكن كان يكفينا أننا موجودون في مناطق آمنة وداخل سوريا".
ويبيّن خالد عمر، وهو أحد النازحين في المخيمات، أنه جاء قبل حوالي عامين من إحدى قرى ريف جسر الشغور في محافظة إدلب، باتجاه مخيم أوبين في جبل التركمان بريف اللاذقية"، موضحا أنه كان يعيش بأمان مع عائلته ضمن المخيم، لكنه الآن مجبر على العودة إلى قريته رغم القصف الذي تتعرض له، فـ"المخيمات هنا باتت تتعرض للقصف بشكل يومي مع تقدم قوات النظام في ريف اللاذقية وسيطرته على أغلب القرى والبلدات، حيث باتت مخيمات النازحين مستهدفة من المدفعية، إضافة إلى رصد الطرقات التي تصل إليها".
ولفت، خلال حديثه لـ"عربي21، إلى أن الخيم لا يمكن أن تحمي في حال تعرض المخيم للقصف، وأن أي قذيفة كفيلة بإشعال الخيم، لذلك فضل العودة مع عائلته إلى قريته، منوها إلى أنه ليس هو فقط من ترك المخيم فأغلب العائلات تستعد للرحيل.
يذكر أن المناطق الحدودية في ريف اللاذقية بين قريتي أوبين واليمضية تضم أكثر من عشرين مخيما، إضافة إلى عشرات الخيم العشوائية، تم تأسيس الكثير منها بعد تحرير مدينة إدلب ومدينة جسر الشغور. ومؤخرا تم تأسيس عدد آخر من المخيمات مع بداية الهجوم الروسي ومحاولات قوات النظام التقدم على جبهات الساحل مع استهداف مناطق المدنيين في ريف اللاذقية.