هاجم رئيس الحكومة
اللبناني الأسبق
سعد الحريري، الأحد،
حزب الله، واتهمه، من دون أن يسميه، بعرقلة انتخاب رئيس للجمهورية، المنصب الشاغر في لبنان منذ 21 شهرا.
وأضاف الحريري، رئيس تيار المستقبل، في خطاب في الذكرى الـ11 لاغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق
رفيق الحريري، أن بلاده "لن تكون ولاية إيرانية"، مشددا على عدم السماح لأحد بجر بيروت للعداء مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي.
وتابع "لا أحد سيسطو على لبنان لا بالسلاح ولا بالتطرف"، مشيرا إلى أن "هناك من قرر أن يقاتل في المكان الخاطئ وتحت شعارات خاطئة"، في إشارة لحزب الله الذي يقاتل بشكل معلن منذ العام 2013 إلى جانب النظام السوري.
ودعا الحريري إلى "الاعتراض السياسي على اقحام لبنان في الصراعات العسكرية"، مناشدا أبناء الطائفة الشيعية "العمل على تفكيك الألغام التي تهدد العيش المشترك".
وانتقد "التهجم على السعودية ودول الخليج العربي التي لم تبادرنا يوما بأي أذى"، مضيفا "نحن عرب ولن نسمح لأحد بجر لبنان إلى خانة العداء للسعودية وأشقائه العرب".
وشدد أنه "لن يكون لبنان تحت أي ظرف من الظروف ولاية إيرانية"، متابعا "فخورون بأنه ليس لدينا أي دور إقليمي فيما غيرنا يريد أن يغرق بدماء شعوب عربية ويرسل شباباً لبنانيين إلى الموت خارج الحدود(في إشارة لحزب الله)".
وأضاف الحريري أن "لبنان سيحكم في لبنان، ولن يحكم من دمشق أو طهران أو أي مكان آخر".
ودعا من أجل "التفرغ لحل مشاكل لبنان السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وإنهاء مشكلة الفراغ الرئاسي"، مضيفا "لن نخشى وصول أي شريك بالوطن للسلطة، طالما يلتزم باتفاق الطائف والدستور ومصلحة اللبنانيين".
وقال: "بات لدينا ثلاثة مرشحين: الوزير (سليمان) فرنجية، الجنرال (ميشال) عون والنائب هنري حلو. ويمكن أن يكون هناك مرشحون آخرون"، مضيفا "لدينا دستور ونظام ديمقراطي يقول: تفضلوا إلى مجلس النواب وانتخبوا رئيسا، إلا إذا كان مرشحكم الحقيقي هو الفراغ".
ويقيم الحريري خارج لبنان وهذه هي المرة الثالثة التي يزوره فيها منذ خروجه من الحكم في العام 2011.
وأضاف الحريري "أما أن يحملونا مسؤولية الفراغ، بعد 21 شهرا من تعطيل جلسات انتخاب، ويقولوا إما أن يعلن تيار المستقبل أن الجنرال عون مرشحه أو أن الفراغ سيستمر وليست هناك عجلة، فهذا أمر لا ينطلي على أحد".
وتابع "تقاطعون كل جلسة، وتمنعون النصاب، ولا تقبلون إلا أن تعرفوا النتيجة سلفا، وتريدون تحميلنا نحن المسؤولية"، في إشارة إلى حزب الله.
ولم يتمكن البرلمان منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في 25 أيار/ مايو 2014 من توفير النصاب القانوني لانتخاب رئيس.
ويقاطع نواب حزب الله والتيار الوطني الحر بزعامة عون وحلفائهما جلسات الانتخاب مطالبين بالتوافق على مرشح لحضور الجلسة.
وينقسم البرلمان بين قوتين كبيرتين: قوى 14 آذار، وأبرز أركانها الحريري والمدعومة من السعودية، وقوى 8 آذار وأبرز مكوناتها حزب الله والمدعومة من سوريا وإيران.
ولا تملك أي من القوتين الكبيرتين القدرة على تأمين نصاب الثلثين لعقد جلسة الانتخاب، وهناك كتلة ثالثة صغيرة من وسطيين ومستقلين، أبرز أركانها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الذي رشح هنري حلو للرئاسة.
وكانت قوى 14 آذار أعلنت بعيد انتهاء ولاية سليمان دعمها لترشيح سمير جعجع، فيما رشحت قوى 8 آذار ميشال عون.
إلا أن الأشهر الأخيرة شهدت تغيرا في المواقف، إذ برز اسم سليمان فرنجية الذي ينتمي إلى قوى 8 آذار كمرشح بعد لقاء جمعه بالحريري في باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر، ثم أقدم جعجع في 18 كانون الثاني/ يناير وفي خطوة مفاجئة على تبني ترشيح عون، خصمه اللدود، للرئاسة.
ولم يحظ فرنجية بدعم حلفائه في فريق 8 آذار وفي مقدمتهم حزب الله الذي جدد دعمه لوصول حليفه عون إلى سدة الرئاسة، كما رفضت الأطراف المسيحية في كلا الفريقين دعم فرنجية.