أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أن نظام بشار الأسد، وروسيا التي تدعمه، ودول أخرى، ومنظمات إرهابية في مقدمتها "حزب الاتحاد الديمقراطي"، ارتكبوا
جرائم كبيرة ضد الإنسانية بسوريا قائلا: "إنهم ينتهكون القانون الدولي بشكل واضح، من أجل السيطرة على مناطق واسعة، قبل التوصل لحل".
وأوضح داود أوغلو، في مؤتمر صحفي عقده، الاثنين، مع نظيره الأوكراني، أرسيني ياتسينيوك، في مقر الحكومة الأوكرانية بالعاصمة كييف، أن "هناك انتهاكا واضحا لحقوق الإنسان في القرم، وأود أن أذكر المسؤولين الروس، بأن عهد الاتحاد السوفيتي، قد انتهى قبل 25 سنة، وإن محاولة إحيائه، لن تجلب النفع والخير لروسيا، كما أن الشعب الروسي أيضا لن يتبنّى ممارسات قادتهم الذين يعتمدون على ورقة الفيتو في مجلس الأمن الدولي".
وأضاف: "في الحقيقة، إن وحدة أراضي ثلاث دول هي جورجيا، و أوكرانيا، وسوريا، واقعة تحت تهديد
روسيا حاليا، كما أن وحدة الأراضي الأذرية مهددة أيضا جراء الدعم الروسي لأرمينيا".
وتطرق داود أوغلو إلى الغارات الروسية في
سوريا، مضيفا: "للأسف، تتواصل الهجمات البربرية لروسيا والنظام السوري والمنظمات الإرهابية ضد المدنيين فيها، ونتبنى موقفا مشتركا (مع أوكرانيا) ضد الموقف العدواني لروسيا سواء في شبه جزيرة القرم، أو في أوكرانيا أو في سوريا".
وفيما يتعلق بالادعاءات حول دخول قوات تركية إلى سوريا، أكد داود أوغلو، عدم وجود أي عنصر من قوات الأمن التركية داخل سوريا حاليا، منوها إلى أن "تركيا تقف بجانب الشعب السوري، ولم تكن يوما قوة محتلة".
وأكد رئيس الوزراء التركي، عزم بلاده الرد بالمثل على "وحدات حماية الشعب"، الجناح العسكري لمنظمة "حزب الاتحاد الديمقراطي" (الذراع السوري لمنظمة بي كا كا المسلحة)، إذا ما استمرت في شن الهجمات على مدينة إعزاز بريف حلب، وتسببت في موجة لجوء جديدة نحو تركيا، واصفا عناصر "الاتحاد الديمقراطي" و"وحدات حماية الشعب" بالأداة بيد روسيا، والبيادق لسياساتها على الأرض.
وجدد داود أوغلو دعم بلاده للشعب السوري، مؤكدا مواصلة بلاده إرسال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين بمدينة حلب (شمالي سوريا) في كل الأحوال، وتضميد جراحهم.
وتطرق داود أوغلو إلى المباحثات الرامية لحل الأزمة السورية، قائلا: "إذا كانت تجري في ميونيخ وجنيف مسرحية دبلوماسية، وتستمر المجارز بحق الشعب السوري، فإن المجتمع الدولي سيتحمل وزرا كبيرا جراء ذلك".