استمرارا لتفسير كل المشكلات التي تعاني منها البلاد، وفقا لنظرية المؤامرة، أكد نواب في
البرلمان المصري أن تجاوزات
أمناء الشرطة الأخيرة هي محاولة من جماعة
الإخوان المسلمين لإسقاط الدولة، حسب قولهم.
وكانت القاهرة شهدت أحداثا ساخنة مساء الخميس الماضي، عقب حادث مقتل سائق على يد أمين شرطة بالقرب من مديرية أمن القاهرة؛ بسبب الخلاف على دفع أجرة نقل بضائع، وهو ما دفع الأهالي للاعتداء على أمين الشرطة وإصابته بجروح بالغة.
وعلى مدار يومين متتالين، تجمهر المئات من المواطنين أمام مديرية أمن القاهرة، مرددين هتافات معادية للداخلية والنظام، ومطالبين بالقصاص للسائق القتيل، في مشهد ذكر المصريين بأجواء ما قبل ثورة يناير 2011.
أمناء الشرطة إخوان
وقال سمير غطاس، النائب عن دائرة مدينة نصر، إن من أسماها "خلايا إخوانية نائمة" هي التي تحرك بعض أمناء الشرطة وتحرضهم على انتهاك حقوق المواطنين؛ بهدف تشويه صورة الداخلية، ودفع المواطنين إلى مهاجمة الشرطة.
وأضاف غطاس، في تصريحات صحفية، أن الكثير من أمناء الشرطة المنتمين لجماعة الإخوان أعيدوا إلى الخدمة في فترة حكم الإخوان، ولم يتم فصلهم بعد 30 يونيو، وهؤلاء هم من يثيرون المشكلات ويتعمدون الإساءة إلى المواطنين، ومن بينهم الأمين الذي قتل سائق الدرب الأحمر.
وطالب النائب بمراجعة ملفات هؤلاء الأمناء والشرطة، وفضحهم أمام الشعب، ومحاكمتهم عسكريا؛ لردعهم ومنعهم من الاعتداء على المواطنين.
مخطط استخباراتي
أما عضو البرلمان، حمدي بخيت، الذي اشتهر بالعديد من التصريحات الغريبة وغير المنطقية، فأكد أن حادث الدرب الأحمر هو مخطط استخباراتي خارجي معاد لمصر.
وأضاف بخيت، وهو لواء سابق بالجيش، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "العاصمة"، أن دولا أجنبية معادية لمصر وأجهزة مخابراتها أشعلوا هذا الحادث؛ حتى يهيجوا الجماهير ويدفعوها لمهاجمة الداخلية، في تكرار لما حدث في يناير 2011.
وبدلا من المطالبة بمحاسبة المخطئ من رجال الشرطة، طالب بخيت بعدم السماح لأي فئة بالتجمع في الشارع، والتصدي لأي مظاهرات بالقوة، محذرا من أن وقفات الأطباء والأولتراس والعمال هي بداية لعودة الفوضى للشارع المصري من جديد.
اعترافات الأمين
وأدلى أمين الشرطة المتهم بقتل سائق الدرب الأحمر باعترافاته أمام النيابة، التي انتقلت إلى المستشفى لسماع أقواله، حيث أكد أنه اختلف مع المجني عليه على قيمة تحميل بضاعة خاصة به، ونشبت مشاجرة بينهما، قام على إثرها عدد من أنصار السائق بمحاولة التعدي عليه.
وأكد أنه حاول تخويفه بسلاحه الناري، إلا أن المجني عليه حاول أخذ السلاح منه، فأطلق النار عليه وقتله في الحال؛ دفاعا عن النفس، وبعدها اعتدى عليه الأهالي، وحاولوا الفتك به، وأصابوه بجروح خطيرة نقل بعدها إلى المستشفى.
وفي سياق ذي صلة، قالت صحيفة اليوم السابع المقربة من الأجهزة الأمنية، إنها بدأت في اتخاذ خطوات عملية للتخلص من المشكلات المتتالية التي يسببها أمناء الشرطة؛ بإلغاء هذه الوظيفة تدريجيا، وإحالة الآلاف منهم للمعاش المبكر.
وأوضحت أن الداخلية ستستبدل الأمناء بوظيفة "معاون أمن"، حيث سيخضع المتقدمون لهذه الوظيفة لبرامج تأهيلية وتدريب مكثف لمدة 18 شهرا دراسيا؛ بهدف مواجهة موجة الغضب الشعبي من أمناء الشرطة وتجاوزاتهم التي لا تنتهي، حتى باتوا يمثلون الوجه القبيح للشرطة.
مسلسل لا ينتهي
وعلى الرغم من حالة الغليان والسخط الشعبي الذي تشهده مصر؛ بسبب تجاوزات أمناء الشرطة، إلا أن هذه الفئة، على ما يبدو، لا تريد أن تتوقف عن الاعتداء على المواطنين، ضاربة عرض الحائط بكل القوانين.
وبعد يومين فقط من حادث الدرب الأحمر، اعتدى أمين شرطة على أفراد الأمن الإداري بمستشفى طنطا التعليمي في محافظة الغربية؛ بسبب منعهم من زيارة والدتهم بشكل جماعي، حسب لوائح المستشفى.
وقام أمين الشرطة بإصابة العاملين في المستشفى بإصابات متنوعة بسلاح أبيض، وأحدث حالة من الذعر في المكان، وانتقل مدير أمن الغربية إلى المستشفى، وأجرى محاولات للصلح بين طرفي الواقعة لاحتوائها.
ونظم العشرات من العاملين في المستشفى وقفة احتجاجية أمام قسم طنطا؛ احتجاجا على إصابة زميليهم على يد أمين الشرطة، وطالبوا بإحالته للمحاكمة.
وفي القليوبية، أطلق أمين شرطة النار على جاره بعد نشوب مشاجرة بينهما في مدينة الخصوص، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة في ساقه، نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط أمين الشرطة، وأحيل إلى النيابة لتولي التحقيق.