طرح تصريح مستشار المرشد الأعلى
الإيراني، علي أكبر ولايتي، قبل يومين، بشأن "تدخل قريب لبلاده في
اليمن بدعم من
روسيا، على غرار ما يحصل في سوريا"، تساؤلات حول مدى قدرة طهران على القيام بتدخل فعلي، لإنقاذ حلفائها
الحوثيين، عقب ظهور مؤشرات على تراجع قدراتهم وحلفائهم العسكرية بعد أكثر من 10 أشهر من الحرب في أكثر من جبهة.
واعتبر محللون وخبراء أن حديث ولايتي الأخير لا يعدو كونه "وهما"؛ لرفع معنويات حلفاء إيران في صنعاء، فضلا عن محاولة للبحث عن فرصة لـ"مقايضة" الرياض بملفات أخرى في المنطقة.
من جهته، قال رئيس مركز "ساس"، المتخصص في شؤون الخليج وإيران، عدنان هاشم، إن قيام إيران بتدخل في اليمن على نحو مماثل لسوريا والعراق صعب جدا، نظرا لبعد المسافة بين "صنعاء وطهران".
لكنه استدرك قائلا: إن حدود الدور الإيراني الاكتفاء بمحاولة دعم أدواتها -أي الحوثيين- بالمال السلاح، أو بخدمتهم في السياسة الخارجية، عبر الضغط في مجال حقوق الإنسان؛ لأجل إيقاف الحرب في اليمن.
وقال هاشم -في تصريح خاص لـ"
عربي21"- إن التهديد الإيراني ناتج عن مخاوف حقيقية من استعادة قوات الحكومة الشرعية للعاصمة صنعاء، ولذلك يبحثون عن فرص "للمقايضة" مع الرياض، غير أن إيران تحاول إطالة أمد الحرب في اليمن؛ لجر السعودية إلى الاستنزاف فقط؛ حتى تبقى بعيدا عن سوريا.
ولفت الخبير اليمني إلى أن روسيا ليست بذلك القدر من الاهتمام للتدخل في اليمن عسكريا، حتى وإن وجدت مبررات لذلك"، مؤكدا أنها ستعمل جاهدة من أجل الضغط على الرياض في الملف اليمني بمجلس الأمن الدولي؛ من أجل تخفيف حدة التحركات الخليجية في الملف السوري".
وذكر المتحدث ذاته أن طهران تعتقد أن موسكو ستتدخل في اليمن لصالح حلفائها الحوثيين؛ بهدف تخفيف وطأة التحرك السعودي -التركي في سوريا".
وهم لإعانة الحوثيين
وفي شأن متصل، وصف رئيس مركز أبعاد للدراسات، عبدالسلام محمد، حديث المسؤولين الإيرانيين عن تدخل مرتقب في اليمن بأنه وهم قد يعين مليشيات الانقلاب -الحوثي وعلي عبدالله صالح- على الصمود، لكنه يفقدها الكثير من الفرص، ويضاعف كلفة هزيمتها.
وأضاف في منشور له، على حسابه بموقع "فيسبوك"، أن إيران مستنزفة في سوريا منذ خمسة أعوام، وتمرغت كرامتها في الوحل، ولولا التدخل الروسي لكانت انسحبت مهزومة.
وأوضح محمد أن أقصى طموح لطهران في اليمن هو إدخال البلد الفقير في فوضى وحروب أهلية، ناهيك عن توسيع رقعة الجماعات الإرهابية، مثل "داعش والقاعدة"، لجر أمريكا إلى تدخل جديد، تنفذ من خلاله مرة أخرى، وعبر مليشياتها، تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.
ولفت رئيس مركز أبعاد إلى أن الفوضى التي تعمل على إثارتها، من خلال عدم الوصول إلى برنامج إيقاف الحرب وبدء مرحلة انتقال سياسي، الهدف منها "إطالة أمد الصراع؛ لإشغال السعودية ودول الخليج بخاصرتهم بدلا عن الأمن الإقليمي، الذي يدخل في إطاره العراق وسوريا ولبنان اللاتي تبتلعهن إيران بهدوء".
وكان علي أكبر ولايتي ألمح، السبت، إلى تدخل قريب لبلاده في اليمن، بدعم من روسيا، على غرار ما يحصل في سوريا.
وقال ولايتي، بحسب وكالة "نادي الصحفيين الإيرانيين"، التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، إن "هناك تحولا غير مسبوق في التنسيق بين إيران وروسيا، ولن يقتصر على سوريا، وإن رقعة هذا التعاون، بالإضافة إلى العراق ولبنان، ستمتد إلى اليمن أيضا".