•• إذا كان الاتفاق الأميركي/ الروسي، بإيقاف إطلاق النار في
سوريا ابتداء من فجر السبت القادم بمثابة خطوة عملية جادة نحو الدخول في مرحلة انتقالية حقيقيه تضع حداً للدمار الذي لحق بسوريا في ظل حكم بشار الأسد.. فإن الجميع يرحب به.. ويأمل في مواصلة الجهد في هذا الاتجاه بوضع نهاية مقبولة من قبل جميع الأطراف بما فيها المعارضة المعتدلة لوضع نهاية للمأساة وخروج الأسد من السلطة والبدء في إدارة شؤون البلاد بأيدي السوريين أنفسهم.. ودون أي وصاية عليهم من الخارج..
•• أقول دون أي وصاية من الخارج.. لأن مستقبل سوريا لا بد وأن يُدار من قبل السوريين أنفسهم.. وليس من خلال روسيا.. أو إيران.. أو أي جهة أو طرف آخر..
•• هذا إذا كنا نريد لسوريا الخير.. وللشعب السوري السلامة.. لأنه لا معنى لأي نظام جديد يقوم في البلد الشقيق ولا يُدار من قبل أبنائه.. وأصحاب المصلحة الحقيقية في عودة الحياة الطبيعية فيه.. وعودة الملايين من المهجرين إليه.. ورفع العبء الثقيل عن كاهل الدول التي تحملت مصاعب وتكاليف هذه الهجرة.. وعذابات السوريين بعيدا عن وطنهم ومصادر حياتهم فيه..
•• ونحن.. وكل العرب.. سنكون -بكل تأكيد- في مقدمة من يضع يده في يد من يتولون إدارة المرحلة الانتقالية من أبناء سوريا الشرفاء للعمل على إعادة إعمار بلادهم وضمان سلامتها في المستقبل بدون الأسد وعصابته..
•• لكن.. إذا كان وقف إطلاق النار مجرد توقف لالتقاط الأنفاس من قبل النظام وأعوانه.. وترتيب الأوضاع في الاتجاه الذي يُكرس استمرار الأسد وبدء عمليات التصفية للخصوم من أبناء سوريا الشرفاء.. فإن العملية تصبح مجرد خدعة الهدف منها الإجهاز تماماً على قوى المعارضة الشريفة والمعتدلة وتمكين أكبر لكل من النظام.. والمنظمات الإرهابية التي تساعده على الحياة وتثبيت قواعده في الأرض لأجيال قادمة.. وبالتالي فإن تضحيات الشعب السوري الضخمة تذهب هباءً.. ومئات الآلاف من القتلى لا قيمة لهم على الإطلاق..
•• كل ذلك سوف يتضح في الفترة القريبة القادمة.. لتظهر لنا وللشعب السوري المناضل حقيقة ما تخبئه الأيام وما تنطوي عليه مثل هذه الاتفاقات المبهمة وغير واضحة المعالم..
•• وما نتمناه ونرجوه هو أن تكون أميركا وروسيا مع حق الشعب السوري في الحياة الحرة الكريمة.. وفي الاستقرار والاستقلال للبلد.. وتحقيق العزة والكرامة للوطن الذي استباحه نظام مستبد وظالم.
•• هذا إذا كانت هناك رغبة حقيقية لإعادة الاستقرار للمنطقة انطلاقاً من سوريا.. ولم تكن هناك صفقات سرية من نوع أو آخر..
•• وفي كل الأحوال.. فإن كل عربي ومسلم مع كل عمل يؤدي إلى إيقاف نزيف الدم.. وحفظ حقوق الشعوب.. والسعي بإخلاص نحو تطهير الوطن العربي من "الخمائر" السامة التي تثير الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.. وتجزئة الأوطان وتقسيمها وفي مقدمتها خميرة "الطائفية" المقيتة التي بذرتها إيران وراحت تغذيها بشتى الطرق وعن طريق الاتباع والأعوان والمرتزقة لا بارك الله فيهم.
ضمير مستتر:
•• نعم لإيقاف إراقة الدماء.. ولا للخديعة.. بهدف الإجهاز على الشعوب.
(عن صحيفة الرياض السعودية ـ 25 شباط/ فبراير 2016)