أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي
لافروف، في ختام اجتماع المنتدى الروسي - العربي بموسكو، الجمعة، أن مواقف
روسيا والجامعة العربية "متطابقة حول ضرورة محاربة الإرهاب بلا هوادة"، بحسب تعبيره.
وقال لافروف، في مؤتمر صحفي عقده في أعقاب الاجتماع بمشاركة وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، وأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي: "إننا أولينا اهتماما خاصا بقضية الإرهاب الدولي. ولدينا مواقف متطابقة بشأن ضرورة محاربة هذا الشر بلا هوادة بالأساليب العسكرية، وعن طريق قطع قنوات التمويل والإمداد لما يسمى بتنظيم الدولة، بالإضافة إلى ضرورة التصدي لأيديولوجية المتطرفين والإرهابيين"، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء.
وأشاد بدعم
الجامعة العربية لمبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تشكيل تحالف واسع مناهض للإرهاب تحت رعاية الأمم المتحدة، معلنا أن هناك أسسا جدية لتعزيز التحرك الإيجابي للتسوية السورية، إلا أنه شكك بذلك قائلا: "طبعا، لا أحد يستطيع أن يعطي ضمانات 100 بالمائة، لكن هناك أسسا جدية للغاية، لتعزيز هذا التحرك الإيجابي، وجعله متواصلا".
وأضاف لافروف، أن نجاح الهدنة في
سوريا يتعلق بالمراقبة الصارمة للحدود، وفق ما جاء في قرارات مجلس الأمن الدولي، موضحا أن "النجاح في تنفيذ اتفاق وقف العمليات القتالية، يتعلق بقدرة المجتمع الدولي على تنفيذ القرارات المتخذة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن الدولي 2199 و2254 لوقف تسلل الإرهابيين الأجانب وغيرهم من المسلحين إلى سوريا".
وأضاف أن "اللاعبين الخارجيين يجب أن يضغطوا على من هو في داخل سوريا، وهذا يعتمد على الدعم من هذا الطرف أو ذاك. وهذا الضغط يجب أن يكون موجهاً، ليقوم الجميع بتنفيذ شروط وقف إطلاق النار، كما جاء في قرار مجلس الأمن الدولي".
وتابع قائلا إنه وحتى في مرحلة ما قبل دخول فترة وقف العمليات حيز التنفيذ، أعلن عدد من المشاركين في النزاع عن انضمامهم إلى نظام الهدنة.
تصريحات أوباما تتعارض معنا
وأعلن لافروف، أن تصريحات واشنطن عن استحالة التسوية في سوريا بدون تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، تتعارض تماما مع اتفاقات روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وقال: "بالأمس، على سبيل المثال، أثناء خطاب الرئيس
أوباما حول مسائل محاربة تنظيم الدولة، قيل إنه من المستحيل توحيد المجتمع الدولي على محاربة الإرهاب بفعالية، ما دام الرئيس الأسد في السلطة. وهذا يتناقض تماما مع جميع تلك القرارات التي وقعت الولايات المتحدة الأمريكية عليها، داخل مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة، والتي تنص على أن الإرهاب لا يمكن تبريره بأي شيء".
وقال نبيل العربي، بدوره، إن التعاون العربي الروسي يمثل ركيزة هامة بالنسبة للدول العربية في سياستها الخارجية.
من جانبه، شدد وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد آل نهيان، الذي ترأس الجانب العربي في الاجتماع، كونه يمثل الدولة التي تترأس جامعة الدول العربية في دورتها الحالية، على أن "الجامعة العربية ترحب بالاتفاق الروسي — الأمريكي للهدنة بسوريا، وهو خطوة على الطريق الصحيح".
وأضاف: "نشيد بالدور الروسي والأمريكي في المساعي لإنهاء الأوضاع المأساوية في سوريا".