كشفت دراسة دولية، السبت، أن حوالي 108 ملايين شخص حول العالم مصابون بمشكلات ضعف الرؤية، بسبب قصر وطول النظر والاستجماتيزم، ومحرومون من العلاج بواسطة وسائل تصحيح الإبصار، ما يعرض حوالي 7 ملايين شخص إلى الإصابة بالعمى.
وأوضحت الدراسة، التي قادها باحثون بمعهد "برين هولدن" للبصريات في جنوب أفريقيا، أن ما يسمى بالأخطاء الانكسارية غير المصححة، تعتبر السبب الرئيسي لضعف الرؤية، والسبب الثاني للعمى في العالم بعد إعتام عدسة العين، ونشروا نتائج دراستهم في مجلة الأكاديمية الأمريكية لعلم
البصريات.
والأخطاء الانكسارية غير المصححة هي أحد أكثر اضطرابات العين شيوعا، وتحدث عندما لا تستطيع العين التقاط صور العالم الخارجي بوضوح، وتتسبب في تغيّم الرؤية إلى درجة تؤدي في بعض الأحيان إلى ضعف البصر.
وهناك ثلاثة أنواع شائعة للأخطاء الانكسارية، أولها قصر النظر، الذي يصاحبه صعوبة رؤية الأشياء البعيدة بوضوح، وثانيها طول النظر، وهو صعوبة رؤية الأشياء القريبة بوضوح، وآخرها الاستجماتيزم وهو اختلال في الرؤية نتيجة انحناء القرنية.
وللوصول إلى نتائج الدراسة، حلل مجموعة من كبار اختصاصيي البصريات وأطباء العيون في العالم، بيانات ما يقرب من 250 دراسة أجريت حول العالم بين عامي 1990 و2010، لرصد عدد الأشخاص الذين يصابون بالعمى وضعف البصر بسبب
الأخطاء الانكسارية غير المصححة.
ووجد الباحثون أن 108 ملايين شخص حول العالم يتضررون من الأخطاء الانكسارية غير المصححة، وهذا الرقم يمثل شخصا من بين 90 شخصا من سكان العالم، ما يفاقم أعداد المصابين بضعف الرؤية والعمى.
وعن الخيارات العلاجية المتاحة لتصحيح الأخطاء الانكسارية، أشار الباحثون إلى أن هناك ثلاثة خيارات رئيسية لعلاج قصر البصر وهي استخدام
العدسات التصحيحية، مثل النظارات أو العدسات اللاصقة، لتعويض الضعف في القرنية، وثانيا إجراء الجراحة بالليزر لتصحيح الضعف، والخيار الثالث هو زرع العدسات الاصطناعية في العين للتعويض عن طول النظر العين.
وأشارت الأبحاث إلى أن النظارات، والعدسات اللاصقة، والجراحة تنجح في تصحيح وضع النظر، لكنها لا تعالج الخلل في مقلة العين، وفي الحالات المتدهورة، يتسع التشوه مسببا ترقق أجزاء العين الداخلية، ما يزيد من إمكانية حدوث انفصال الشبكية، وإعتام عدسة العين، وحدوث العمى فى بعض الأحيان.
وكانت دراسة دولية حذرت، من أن حوالي نصف سكان العالم (ما يقرب من 5 مليارات نسمة) سيكونون عرضة للإصابة بقصر النظر بحلول عام 2050، وستتحول هذه الحالة المرضية إلى سبب رئيسي للإصابة بالعمى حول العالم.