أكد زعيم حركة
النهضة، راشد
الغنوشي، أنه ضد التدخل العسكري الأجنبي عموما بليبيا وغيرها، مستدركا بقوله "كل مجموعة إرهابية تُخطط بالعالم لضربنا لابد أن نحبط مخططاتها قبل أن تنفذ".
وأضاف رئيس النهضة، الغنوشي، في لقاء إعلامي، الأحد، على هامش مؤتمر الحركة بمحافظة صفاقس، العاصمة الاقتصادية لتونس، "تغيير الأوضاع بليبيا شأن ليبي ونحن نتحاور معهم لدفعهم نحو الحوار والتوافق ولا نتدخل في شؤونهم الداخلية".
ولفت الغنوشي إلى أن
تونس "لا تنتظر من يستغل الوضع هناك للتآمر، حتى يكمل مخططه وهذا هو الأمن الوقائي".
ثقة العالم
وأشار إلى أن من يهدد أمن تونس "هي عصابات قليلة أضرت بتنمية البلاد من خلال هجومي باردو وسوسة، وتسببت في بطالة مئات الآلاف العاملين بالقطاع السياحي".
وتابع الغنوشي بقوله "نريد أن نكسب ثقة العالم وطمأنة المستثمرين بالداخل والخارج، لذلك نحن حريصون على الاستقرار (...) وانتصار النموذج التونسي انتصار على كل "الدواعش" وما أكثرهم ذات اليمين وذات الشمال".
وعلق رئيس "النهضة" على المظاهرة الاحتجاجية الأخيرة التي نفذتها إحدى النقابات الأمنية أمام قصر الحكومة بالقصبة بقوله إن "الثورة هي التي سمحت للأمنيين بتكوين نقابات، وبالحق في التظاهر، لذلك هم مدعوون للحفاظ عليها"، منوها برفع رئيس الحكومة قضية ضد أعوان الأمن الذين اعتدوا على حرمة رئاسة الحكومة".
تطاول على الدولة
وأوضح بقوله "لا أتحدث عن كل النقابات الأمنية، بل عن بعض ممن تطاولوا على الدولة وهم المعول عليهم لحمايتها.. هناك مواطنون جاؤوا في السابق من محافظة القصرين للتظاهر بالقصبة (ساحة الحكومة) فمنعتهم الشرطة".
وتابع، إن الثورة التونسية تصدت لبوليس بن علي وكل من أراد أن يحرم هذا الشعب من الحرية، مؤكدا أن "هذه الدولة كانت بالأمس دولة قمع كنا ضدها وتعرضنا لما تعرضنا له، لكن هذه الدولة هي دولة الشعب التونسي، ومن اعتدى على رئيس الحكومة اعتدى على الشعب التونسي، والذي اعتدى على رئيس الدولة اعتدى على الشعب التونسي وعلى كل مرفق من المرافق العامة، نقول له اخطأت".
وكان الغنّوشي قال، السبت، خلال افتتاح مؤتمر الحركة بمحافظة العاصمة، إنه كان يتمنى أن يكون الأمن التونسي هو الذي قضى على تلك الزمرة الفاسدة (في إشارة إلى الغارة الأمريكية الأخيرة على
صبراتة الليبية)، واصفا إياها بأنها كانت تتآمر على تونس "ولا نحتاج للأمريكان لأن يخلصونا من هؤلاء المجرمين، كان ينبغي لأمننا أن يقوم بذلك بدل أن يتظاهر عدد من أبنائنا الأمنيين بالقصبة".
المؤتمر سيّد نفسه
وحول المؤتمر العاشر لحركة النهضة، قال الغنوشي، إن 11 مليون تونسي لهم الحق في هذا المؤتمر ومعنيون بنجاحه، معتبرا إياه سيد نفسه "ولا وصاية من أحد عليه، وهو الذي سيُقرر اسم رئيس الحركة القادم"، لافتا إلى أن "النهضة" ليست حزبا سريا ولا حزبا مغلقا.
وقال "عندنا اختلافات بالنهضة لكنها تدار بالشورى ولا تهددها بالانقسام.. ثمة من يسرهم أن يقولوا بأن كل الأحزاب بتونس ممزقة.. لكن النهضة لم تكن في يوم من الأيام موحدة مثل اليوم".
وأوضح أن الأغلبية بالحركة "متجهون اليوم نحو الفصل بين أبعاد مشروع الحركة ليتخصص الحزب في شؤون الدولة.. وهناك مشاريع لوائح نوقشت بـ 270 مؤتمرا قاعديا، والآن تناقش بـ 50 مؤتمرا جهويا وقطاعيا ستحسم بالمؤتمر العاشر".