نشرت صحيفة "لاستمبا" الإيطالية تقريرا حول المسلمين الإيغور الذين قدموا من
الصين إلى
سوريا لمحاربة
نظام الأسد، وحول انعكاسات تواجدهم على الدور الصيني في
الحرب القائمة في سوريا.
وذكرت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، أن المسلمين الإيغور توجهوا بالآلاف إلى سوريا واستقروا في القرى العلوية المهجورة في ريف إدلب، بعدما تكبّدوا عناء رحلة طويلة وخطرة بدأت من أفغانستان، ثم جمهوريات آسيا الوسطى، مرورا بتركيا وصولا إلى سوريا، وذلك لهدف واحد هو محاربة الأسد.
وذكرت الصحيفة أن المسلمين الإيغور، الذين يمثلون الأغلبية العرقية في منطقة شينغيانغ غرب الصين، سيطروا على عدة مواقع نائية واستراتيجية في محافظة إدلب، وذلك بهدف التصدي لبطش نظام الأسد، والمساهمة في المعركة التي تدور رحاها على الأراضي السورية، مع العلم أن المقاتلين الإيغور مشهورون بحنكتهم القتالية ويعدون السلاح السري للمعارضة السورية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحزب الإسلامي في تركستان، وهو منظمة مسلحة إيغورية تدعو إلى إنشاء دولة إسلامية مستقلة في تركستان الشرقية شمال غرب الصين وتسعى إلى الحصول على استقلال إقليم شينغيانغ؛ درّب المقاتلين الإيغور حتى يكونوا على أهبة الاستعداد عند محاربة نظام الأسد.
ويذكر أنه بعد سيطرة المعارضة السورية على محافظة إدلب، فقد تدفق الآلاف من المقاتلين الأجانب الذين أرادوا الانضمام إلى صفوف المعارضة، ومن أبرزهم المسلمون الإيغور الذين التحقوا بالقتال بطلب من جبهة النصرة آنذاك.
ويبلغ عدد هؤلاء المقاتلين حوالي خمسة آلاف شخص، يحتلون الصفوف الأمامية خلال المعارك للدفاع عن المدن الاستراتيجية في محافظة إدلب، مثل جسر الشغور والمناطق المحيطة بها.
وأضافت الصحيفة، أنه وفقا لأشرطة فيديو الدعاية، فإن المقاتلين في محافظة إدلب أصبح بحوزتهم العديد من الأسلحة المتطورة، مثل الصواريخ المضادة للدبابات التي استولوا عليها خلال المعارك. وقد بات التحالف الذي يجمع بين المقاتلين الإيغور وجبهة النصرة، يسيطر تقريبا على كامل محافظة إدلب.
وأشارت الصحيفة إلى أن المقاتلين الإيغور المنتمين إلى الحزب الإسلامي لتركستان كانوا متواجدين داخل معسكرات التدريب في باكستان، حيث قتل زعيمهم "عبد الحق" على يد القوات الباكستانية سنة 2010، ثم لاذوا بعد ذلك بالفرار وتوجهوا إلى أفغانستان ومن ثم إلى آسيا الوسطى وصولا إلى سوريا.
وذكرت الصحيفة أن المعارضة المعتدلة في سوريا تخشى من تأزم الوضع عبر تدخل الصين في سوريا، بهدف القضاء على المقاتلين الإيغور الذين استهدفوا في عدة مناسبات الصين ونفذوا عمليات عسكرية على أراضيها.
وفي الفترة الأخيرة، أعلنت الحكومة السورية عن "تعزيز للوفد الأمني" قرب السفارة الصينية في دمشق، وعن وصول "فريق من الخبراء العسكريين الصينيين" إلى مطار مزة العسكري في العاصمة.
وفي الختام، فقد بيّنت الصحيفة أن المقاتلين الإيغور لا ينوون الرحيل من سوريا، وهم يستقرون في الوقت الراهن في المناطق التي كان حلفاء الأسد من العلويين يعيشون فيها، كما أن عائلاتهم بدأت تنضم إليهم بهدف العيش على الأراضي السورية.