تصر وسائل الإعلام
اللبنانية المحسوبة على
حزب الله، على أن الانسحاب الروسي لم يفاجئ القيادة السورية، بل خدمها، وأنه بتنسيق كامل مع
الأسد ويصب في مصلحته.
وعلى الصفحة الرئيسة في صحيفة السفير اللبنانية، قال الكاتب سامي كليب (زوجته لونا الشبل مستشارة إعلامية لبشار الأسد) إن دمشق مرتاحة للقرار الروسي، وإنه جاء بتنسيق كامل مع دمشق ويعزز دور "الدولة السورية" في المرحلة المقبلة، ويساعد على إقناع المعارضة وداعميها على القبول بحل سياسي يتفق مع "الدولة والسيادة".
ورأت الصحيفة أن الانسحاب الروسي "الجزئي" سيساعد في التخلي عن أوراق الإرهاب، والدعم الخارجي للمعارضة، وسيعيد للسوريين حرية اختيار مستقبلهم.
ونقلت عن مسؤول سوري، لم تسمه، قوله إن الانسحاب الروسي "أحرج المعارضة".
وذهبت الصحيفة إلى أن القرار الروسي كان "ثمرة تفاهم بين الأسد وبوتين"، بل صورته وكأنه مطلب سوري حيث بدت القيادة السورية "أكثر هدوءا ويقينا".
وأوردت الصحيفة توضيحات الرئاسة السورية حول الانسحاب وأنه ليس انسحابا تاما، وأن الضربات الروسية لـ"الإرهابيين" مستمرة، وأن قاعدتي طرطوس وحميميم العسكريتين مستمرتان في العمل.
وأضافت أن المستشارين، وضباط الارتباط، ما زالوا في
سوريا، مؤكدة أن "
بوتين لم ينخرط كل هذا الانخراط العسكري والسياسي في سوريا لكي ينسحب بهذه البساطة ويترك خلفه بؤرة وفخاخا ضد مصالح بلاده".
وطمأنت الصحيفة أنصار الأسد بأن الانسحاب لم يأت إلا بعد أن اطمأنت القيادة الروسية على قدرة الدولة السورية في التعامل مع الخصوم، ملمحة إلى تدخل جديد في حال أخفقت الدولة السورية مجددا.
في سياق آخر، نوهت الصحيفة إلى أن الانسحاب الروسي ينزع فتيل التدخل الخارجي، ويجبر تركيا على التراجع، ويزيد من التأييد الغربي لدور روسيا، وإشراك أطراف معارضة جديدة وأكراد في مفاوضات جنيف بحيث لا يقتصر الأمر على الهيئة العليا للمعارضة، والمقربة من الرياض وأنقرة.
صحيفة الأخبار بدورها دفعت بالاتجاه نفسه، وقالت إنها علمت من مصادرها أن خطة الانسحاب الروسي مرسومة مسبقا، وإن العمل السوري الروسي المشترك مستمر.
وذكّرت بتصريحات مصدر دبلوماسي عسكري روسي للوكالة الرسمية، بأن المستشارين العسكريين الروس مستمرون في تقديم الدعم لجيش النظام السوري.
ونقلت عن مصادر خاصة، لم تسمها، أن تعديلات حصلت على جسم المستشارين الروس دون المس بجوهر مهمتهم، مشددة على أن "موسكو جاءت إلى سوريا لتحقّق أهدافا واضحة".
ورغم أن محور دمشق- طهران- حزب الله، الذي أتى الجيش الروسي قبل ستة أشهر لمشاركته في معركته، لم يكشف بعد عن قراءة رسمية لـ"مفاجأة موسكو"، فإن الصحيفة طمأنت بأن مسؤولي محور المقاومة عبروا عن "عدم قلقهم" ممّا جرى.
أما سبب ارتياح "محور المقاومة" فهو أن الانسحاب جاء كما تم تأكيده عشرات المرات على كل المنابر الخاصة بالحزب ومؤيدي النظام السوري، بالتنسيق مع دمشق.