أعلنت جبهة
البوليساريو، حالة الاستنفار الشامل في جميع قواتها، تحسبا لأي مواجهة محتملة مع
المغرب، على خلفية القرارات التي اتخذتها الرباط مؤخرا كرد على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حيث اعتبرت جبهة البوليساريو قرار المغرب تقليص قوات "المينرسو" الدولية بداية تصعيد جديد مع الجبهة.
وقالت مصادر خاصة لـ"
عربي21" إن جبهة البوليساريو بدأت فعلا بتعبئة شاملة في صفوف قواتها، في منطقة "بئر لحلو" القريبة من الأراضي الموريتانية. وأشارت المصادر إلى أن المناطق القريبة من حدود
موريتانيا والخاضعة لسيطرة جبهة البوليساريو تشهدا حراكا مكثفا للآليات العسكرية.
وأعلنت "وكالة الأنباء الصحراوية" التابعة لجبهة البوليساريو، أن الجبهة أصدرت قرارا لجنودها للاستعداد لأي خطوات قد يتم اتخاذها، في تلويح واضح بالعودة للمواجهة المسلحة مع المغرب.
وكانت جبهة البوليساريو قد نظمت قبل أسابيع استعراضا عسكريا، عرضت من خلاله آلياتها العسكرية وتشكيلاتها المسلحة، فيما أعلنت الرئاسة الجزائرية استمرارها في دعم البوليساريو.
وفي السياق ذاته، أجرى الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، ظهر الاثنين، لقاء مطولا مع مبعوث البوليساريو في نواكشوط، بشير مصطفى، حيث دار الحديث حول المشهد عقب الضجة التي أثارتها تصريحات بان كي مون وقرار المغرب تقليص بعثة
الأمم المتحدة المكلفة بمتابعة اتفاق وقف إطلاق النار في منطقة الصحراء المغريبة.
وقال القيادي بجبهة البوليساريو مصطفى السيد، في تصريحات للصحفيين بنواكشوط، إن الرئاسة الموريتانية طالبت جبهة البوليساريو باعتماد الأساليب السلمية وتفادي الصدام، والسعي لروح السلام.
وظل الموقف الموريتاني من النزاع في الصحراء طيلة السنوات الأخيرة؛ محايدا، وصرح ولد عبد العزيز مؤخرا بأن بلاده ماضية في موقفها المتمثل فيما سماه "الحياد الإيجابي" في ملف الصحراء الشائك.
غير أن متابعين يعتقدون أن الجمود الحاصل في العلاقات بين نواكشوط والرباط، منذ أكثر من سنتين، قد يكون وراء الزيارات المتتالية لقادة من جبهة البوليساريو لموريتانيا، قابل ذلك تطور لافت لعلاقات النظام الموريتاني مع جبهة البوليساريو.
وتعتبر الصحراء منطقة شاسعة شمال غرب إفريقيا، ويدير المغرب نحو 80 في المئة منها، فيما تسيطر جبهة البوليساريو على حوالي 20 في المئة من الأراضي الصحراوية. ويقع مقر قيادة جبهة البوليساريو حاليا في ولاية تيندوف بالجزائر؛ التي تستضيف أيضا آلاف اللاجئين الصحراويين المؤيدين للبوليساريو.