انضمت جريدة "هآرتس" الاسرائيلية الى مجموعة الصحف والمواقع الأجنبية التي نشرت تسريبات عن لقاء بين الملك الأردني عبد الله الثاني وبين أعضاء كبار في الكونغرس الأمريكي في يناير الماضي، حيث كشفت الصحيفة العبرية أن العاهل الأردني قال إن الطائرات المقاتلة
الإسرائيلية عملت جنبا إلى جنب مع المقاتلات الأردنية، وتصدت معا لطائرات سلاح الجو الروسي على الحدود الجنوبية لسوريا.
وبحسب ما نشرت الصحيفة الإسرائيلية، فلم يكشف
الملك عبد الله في الاجتماع الذي جرى في واشنطن عن تاريخ تلك المواجهة.
وكانت جريدة "الغارديان" البريطانية وموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، نشرا تفاصيل الاجتماع المشار إليه، والذي اتهم فيه الملك تركيا بأنها ترسل الإرهابيين إلى سوريا، كما أنه كشف في ذلك الاجتماع لأول مرة عن عمليات عسكرية أردنية بريطانية مشتركة في ليبيا، إضافة إلى أنه كشف لأول مرة عن أن قوات أردنية خاصة تحارب في سوريا بشكل سري، وهي التي منعت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على نقطة الوليد الحدودية بين سوريا والعراق.
وبحسب التقرير الذي نشرته "هآرتس" الإسرائيلية السبت، فقد كانت الطائرات الإسرائيلية في مهمة استطلاعية لمسح مواقع الدفاعات الإسرائيلية على الحدود السورية عندما تعاونت مع المقاتلات الأردنية، وقال الملك في اللقاء: "رأينا الروس وهم يحلقون، ولكنهم ما لبثوا أن قوبلوا بطائرات إسرائيلية وأردنية من طراز "إف 16" تحلق معا جنبا إلى جنب في الأجواء الإسرائيلية والأردنية. لقد صُعق الروس، وفهموا أنهم لا يستطيعون أن يعبثوا معنا".
وقالت "هآرتس" إنه بعد الحادثة، جرت جهود ثلاثية مكثفة بهدف خفض التوتر الناجم عنها، وكشف الملك أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي اتصل به وطلب منه الاتصال بالروس، فيما أرسل بوتين مبعوثا خاصا، وقبل ذلك اجتمع الملك برئيس الموساد في عمان حيث ناقشوا "فكرة: كيف نبقي الروس في أماكنهم".
وقال الملك إنه كلما تحدث مع الروس، فإن الاْردن يتحدث موحدا مواقفه مع إسرائيل، وهو يتحدث "نيابة عن إسرائيل" كلما حصل نقاش مع الروس حول المهمات المتعلقة بجنوب سوريا.
ورفض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على المعلومات التي نشرتها "هآرتس".
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن الأردن اتفق مع روسيا فيما بعد على الحدود التي تفصل بين عملياتهما.
وبالإشارة إلى فرع تنظيم القاعدة في سوريا، قال الملك عبد الله: "لقد قلنا للروس إننا نريد تصفية جبهة النصرة. وطلب منا الروس تحديد مواقع النصرة حتى يضربوها، ولكننا رفضنا ذلك حتى لا نعطيهم مبررا لضرب الجيش السوري الحر هناك".
وقال الملك عبد الله إنه تم تحذير الروس من أنه "إذا ما أطلقت رصاصة واحدة عبر الحدود التي تم الاتفاق عليها في الجنوب، فإن جميع القفازات ستخلع".
وبحسب الصحيفة فقد أفلحت الجهود التي بُذلت لتقليص التوتر، فيما عدا حادث واحد أقدم خلاله الروس على ضرب جبهة النصرة بالقرب من خط وقف إطلاق النار الذي كان قد جرى الاتفاق مع موسكو بشأنه، وقال عبد الله: "لقد بالغنا في رد فعلنا، وبذلك وصلتهم الرسالة".
إلا أن الوضع في شمال سوريا كان مختلفا، حيث "كان الروس يضربون الكل" حسبما قال الملك عبد الله. وبعدما اشتكى الروس من أنهم لم يكونوا يتلقون معلومات حول الأهداف التي ينبغي أن يضربوها، فقد بادر الأردن بتزويدهم بإحداثيات محددة تلقاها من الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال عبد الله إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شن ضربات جوية في سوريا، جاء استجابة لالتماس توجه به إليه رئيس الحرس الثوري الإيراني.
وقال الملك عبد الله أمام أعضاء الكونغرس: "لقد صُعق الروس لما رأوا حالة الضعف الشديد التي كان يعاني منها نظام الأسد، ثم باتوا يشعرون بأنهم يتورطون. ولذلك كان بوتين بحاجة إلى مخرج. لقد فقد بوتين طائرة ركاب وطائرة مقاتلة، ولذلك فقد حدد لنفسه موعدا للخروج ألزم نفسه به".
وحينما سُئل عما حفز بوتين وما إذا كان يسعى لأن يصبح "ملك العالم في ما يتعلق بالعظمة الروسية" فقد لاحظ الملك عبدالله أن التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية جرى النقاش بشأنه في محادثاته مع بوتين، وأن كل ما يمكن أن تعانيه أوروبا من مشاكل الإرهاب فإن روسيا تعاني عشرة أضعافه بسبب أعداد الروس والمواطنين من بلدان الاتحاد السوفياتي السابقة الذين يقاتلون في روسيا.