عملية موسعة للجيش المصري لاستعادة السيطرة على سيناء

قال المتحدث العسكري المصري إن القوات المسلحة تشن عملية برية موسعة يشارك فيها الجيشان الثاني والثالث ضد مسلحي تنظيم "أنصار بيت المقدس" في شمال سيناء، والتصدي لأي اختراقات للحدود المصرية مع قطاع غزة.

وأشار العقيد محمد سمير إلى أن القوات تنفذ خطة شاملة لتشديد الإجراءات الأمنية بشكل غير مسبوق في مدن العريش ورفح والشيخ زويد، بمشاركة قوات الصاعقة والتدخل السريع ومجموعات قتالية من الأمن المركزي التابع لوزارة الداخلية، تحت غطاء جوي من الطائرات الحربية ومروحيات الأباتشي الهجومية.

وأضاف أن هذه الخطة تأتي وفق توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة بضرورة تطهير سيناء من البؤر الإرهابية، وتحقيق السيطرة الكاملة عليها، والقضاء على العناصر التي تحاول إثارة الفزع بين الأهالي.

مقتل العشرات من المسلحين

وقطعت قوات الجيش خدمة الاتصالات والإنترنت عن شمال سيناء بالكامل تزامنا مع الحملة الأمنية، ولم تعد الخدمة إلا مساء السبت.

ولليوم الثالث على التوالي، قال شهود عيان إنهم سمعوا أصوات الانفجارات جراء عمليات القصف الجوي في مناطق الشيخ زويد ورفح والعريش.

ونقلت قناة "سكاي نيوز عربية" عن مصدر أمني مصري قوله إن 10 إرهابيين قتلوا في قصف لمروحيات الجيش جنوب مدينة رفح وجنوب الشيخ زويد مساء السبت، وتم إلقاء القبض على عشرات الأشخاص المشتبه في انتمائهم للجماعات الإرهابية في حملة مداهمات موسعة.

وكثيرا ما صدرت بيانات من القوات المسلحة عن عمليات موسعة في سيناء ضد المسلحين، وبعدها بأيام قليلة يفاجأ المصرين بمقتل العديد من الجنود في استهداف أحد المراكز الأمنية أو الأكمنة، كما حدث الأسبوع الماضي في تفجير كمين الصفا بالعريش، الذي أسفر عن مقتل وإصابة نحو عشرين جنديا.

ضربات مؤثرة

وكان المتحدث العسكري قد أعلن يوم الجمعة قيام عناصر قوات مكافحة الإرهاب، يوم الجمعة، بتوجيه ضربات مؤثرة للبؤر الإرهابية جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد، وتمكنت القوات من قتل 60 إرهابيا وإصابة 40 آخرين، بالتعاون مع القوات الجوية.

وأكد المتحدث العسكري -في بيان صحفي- تدمير عدد كبير من مخازن السلاح والذخيرة وسيارات الدفع الرباعي التي يستخدمها الإرهابيون في تنفيذ أعمالهم، وشدد على أن القوات المسلحة ستواصل عملياتها؛ للقضاء الكامل على كافة العناصر الإرهابية في سيناء، والقصاص لشهداء القوات المسلحة والشرطة المدنية والمواطنين الأبرياء.

ونشر موقع وزارة الدفاع على الإنترنت صورا ومقاطع فيديو لضربات جوية استباقية قامت بها الطائرات العسكرية على ما قالت إنه معاقل الجماعات الإرهابية ومناطق النشاط الإرهابي في شمال سيناء.

 وأضاف البيان أن الطائرات المقاتلة والمروحيات الهجومية قصفت أيضا عربات دفع رباعي تابعة للعناصر التكفيرية ومخازن للأسلحة والذخائر. 

استهداف قوات في الغردقة

إلى ذلك، قالت مصادر طبية بمحافظة البحر الأحمر الساحلية إن لغما أرضيا انفجر السبت في ناقلة جنود أثناء سيرها في الطريق بين سفاجا والغردقة، ما اسفر عن تدميرها ومقتل خمسة من الجنود وإصابة سبعة آخرين، وتم نقل القتلى والمصابين إلى المستشفى العسكري بالغردقة لتلقي العلاج.

 وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استهداف قوات الجيش في هذه المنطقة القريبة من مدينة الغردقة، التي تعد ثاني أهم مدينة سياحية مصرية بعد شرم الشيخ.

وفي مدينة العريش، أصيب أربعة جنود في انقلاب مدرعة شرطة مساء السبت، وتم نقل المصابين إلى المستشفى العسكري بالعريش لتلقي العلاج.

كما أعلنت القوات المسلحة اكتشاف عبوتين ناسفتين تم زرعهما في طريق القوات، وتم تفجيرهما عن بعد دون خسائر أو إصابات، كما تم ضبط عشرات الهاربين من أحكام قضائية متنوعة.

بيت المقدس يستغيث بداعش سوريا

ونقلت صحف مصرية عن مصادر عسكرية قولها إن عناصر تنظيم بيت المقدي استغاث بتنظيم "داعش" في سوريا بعد تعرضه لخسائر هائلة في الأرواح والمعدات؛ بسبب الضربات القوية والمكثفة من الجيش المصري.

وأكد المصدر أن عناصر التنظيم طالبوا بالسماح لسيارات الإسعاف بالدخول إلى بعض مناطق تواجد التنظيم؛ لعلاج المصابين، بحجة وجود مدنيين من أهالي سيناء بين الجرحى.

وأضاف المصدر أن هذه العملية تعد الأكبر والأشرس على "بيت المقدس"، حيث تعرضت مواقع التنظيم لأكثر من 100 غارة من طائرات إف 16 في العريش ورفح والشيخ زويد، مؤكدا أن ساعة الصفر بدأت، وأن قوات كبيرة من الجيش المصري قادمة من وسط سيناء إلى مدن شمال سيناء بغطاء جوي؛ لإغلاق جميع المداخل، وبدء عملية برية وجوية واسعة".