تلقت
جبهة النصرة ضربة موجعة بخسارتها عددا من قيادييها، على رأسهم المتحدث باسمها
أبو فراس السوري، في غارة جوية الأحد تبنتها واشنطن، في وقت تستمر الحملة ضد
تنظيم الدولة بهدف استنزافه خلال فترة الهدنة التي تستثني الجهاديين في سوريا.
ومني تنظيم الدولة خلال الأسابيع الأخيرة بخسائر فادحة، كان آخرها طرده الأحد من مدينة القريتين، أحد آخر معاقله في محافظة حمص (وسط) وسيطرة الجيش السوري عليها.
وقتل المتحدث باسم جبهة النصرة أبو فراس السوري ونجله وعشرون جهاديا آخرين في غارات جوية استهدفت إحداها اجتماعا في قرية كفرجالس في ريف إدلب الشمالي، وفق ما أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن.
وأعلن المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك الاثنين أن الجيش الأمريكي شن غارة في شمال غرب سوريا الأحد أسفرت عن مقتل العديد من الجهاديين، وفي مقدمهم أبو فراس السوري.
وأضاف: "نعتبر أن المسؤول الكبير في القاعدة أبو فراس السوري كان يحضر هذا الاجتماع، ونعمل لتأكيد مقتله".
وتابع كوك بأن أبو فراس السوري "عمل مع أسامة بن لادن وأعضاء مؤسسين آخرين في القاعدة؛ لتدريب إرهابيين، وتنفيذ اعتداءات في العالم".
وبين القتلى، بحسب عبد الرحمن، سبعة قياديين من جبهة النصرة، بينهم سعودي وأردني، ومن تنظيم جند الأقصى الذي يقاتل إلى جانب جبهة النصرة في مناطق عدة من سوريا. وبين القتلى عدد من الأوزبك.
وقاتل أبو فراس السوري واسمه الحقيقي رضوان النموس ضد السوفيات في أفغانستان، حيث التقى أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة. وعاد إلى سوريا مع بدء الأزمة في العام 2011، بحسب مؤيدين لجبهة النصرة على موقع تويتر.
ويقول الخبير المتابع لشؤون الجهاديين بيتر فان أوستين إن "أبا فراس السوري عضو قديم في تنظيم القاعدة، وكان مقربا من كل من أسامة بن لادن وعبد الله عزام (أبرز قادة الفكر الجهادي العالمي)".
ويُعد مقتله "ضربة لجبهة النصرة، وإن كان لن يغير كثيرا على الأرض"، وفق فان أوستين.
ويأتي مقتل أبي فراس السوري بعد ثلاثة أيام من سيطرة جبهة النصرة على بلدة استراتيجية في ريف حلب الجنوبي، وبعد مرور أكثر من شهر من اتفاق الهدنة في سوريا الذي يستثنيها مع تنظيم الدولة ومجموعات مقاتلة أخرى.
وقد يكون الهدف من استهداف قياديي جبهة النصرة، وفق عبد الرحمن، تحذيرها من شن عمليات إضافية.
ورغم استثنائها من وقف إطلاق النار، حدّت جبهة النصرة طوال فترة الهدنة من نشاطها العسكري في سوريا. ويقول عبد الرحمن: "جبهة النصرة بدت كأنها مشاركة بالهدنة".
وتتحالف جبهة النصرة مع فصائل أخرى تشملها الهدنة وتقاتل النظام السوري، كما توجد في محافظات عدة إلى جانب تلك الفصائل.
وتخوض الجبهة مع فصائل مقاتلة أخرى منذ ثلاثة أيام معارك ضد قوات النظام في ريف حلب الجنوبي؛ حيث سيطرت على بلدة العيس المطلة على طريق حلب دمشق الدولي. وقتل خلال تلك الاشتباكات 12 عنصرا من حزب الله اللبناني، بحسب المرصد.
ويُعد هجوم الجمعة على بلدة العيس، وفق عبد الرحمن، "أبرز عملية تقوم بها جبهة النصرة خلال فترة الهدنة".