يدخل اتفاق وقف إطلاق النار بين قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والمتمردين الحوثيين وقوات الجيش الموالي للمخلوع علي عبد الله صالح، منتصف ليلة الأحد.
وخلافا للتفاؤل، يقترب الموعد المحدد، وسط تحفظ تحالف الانقلاب على بعض نقاط مسودة الاتفاق، تزامنا مع استمرار حشود الطرفين العسكرية نحو جبهات القتال بالبلاد.
ساعات حرجة وحاسمة
وبهذا الخصوص، قال مصدر مقرب من جماعة الحوثيين، إن البلاد تمر بساعات حرجة وحاسمة، إما فشل دخول الهدنة حيز التنفيذ الليلة، أو نجاحها". مفسرا ذلك بمدى" استيعاب المبعوث الأممي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ، للملاحظات المقدمة من الحوثيين، وأغلبها إجرائية، والمتعلقة بـ"تشكيل اللجان وكيفية التعامل مع أي خروقات لوقف إطلاق النار".
وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ"عربي21" أنه لا توجد أي ضمانات لنجاح المشاورات، ومن قبلها وقف إطلاق النار"، مؤكدا أن "الأمور تجري بشكل غير مرتب".
ولفت إلى أن هناك تحركات مكثفة لقوات الطرف الآخر ـ السلطات الشرعيةـ وهو ما اعترض عليه الحوثيون وأبلغوا ولد الشيخ بأن الحشد العسكري من قبل طرف النزاع الآخر مستمر إلى جبهات القتال في منطقة نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، ومحافظتي الجوف ومأرب".
وذكر المصدر المقرب من الحوثيين أن خطوات التهدئة على الميدان غائبة تماما، على الرغم من عملية التواصل التي تقوم بها دولة الكويت، البلد المستضيف للمحادثات في 18 من الشهر الجاري، للدفع نحو إنجاح التفاوض، لكنها وعود شفهية لاغير، حسب تعبيره.
غموض يلف مصير الهدنة
من جهته، اعتبر الصحفي والكاتب، مأرب الورد أن هناك غموض يلف مصير الهدنة، نتيجة غياب التوافق بين مختلف الأطراف على المسودة النهائية لوقف إطلاق النار، لاسيما مع اشتراط الانقلابيين وقف العمليات الجوية لطيران التحالف وهذا مطلب غير مقبول.
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21" أن المطلب الحوثي تداعياته خطيرة، من شأنه تحقيق ما يرنوا إليه وهو "التمدد على الأرض" واستغلال الهدنة لتحقيق مكاسب.
وقال الورد إن الهدنة قد تبدأ منتصف الليل كما هو مفترض، وربما تتأخر يوم، لكنه توقع فشلها مثل سابقاتها، مشيرا إلى أن التحالف العربي بقيادة السعودية، سيلتزم ما التزموا على الأرض، لكنه سيتدخل إن ارتكبوا خروقات كما جرى المعتاد في هدن سابقة.
وأوضح الكاتب الورد أن الانقلابيين يريدون ضمان وقف القصف الجوي لما بعد المحادثات، بحيث يكون وقف إطلاق نار دائم، وهنا الخطورة التي تكشف حقيقة نواياهم تجاه الحل السياسي، التي تؤكد أنهم يريدون "هدنة لكسب الوقت والتمدد ليس إلا".
"الحوثيون لاعهد لهم"
وفي السياق ذاته، أكد الكاتب والمحلل السياسي، ثابت الأحمدي، أن "الحوثيين لا عهد لهم ولا أمان" واصفا إياهم بـ" الجماعة التي لا تعرف السلام ولا أي معنى له"، لأنها لا تكسب إلا من الحرب ولا تعيش إلا في الأجواء الموبوءة، حتى وإن كانت في أمس الحاجة للسلام للنجاة بجلدها في اللحظات الحرجة.
وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21" أن القضية الأساسية لليمنيين إنهاء الانقلاب وانتصار الشرعية، أما "الهدنة" فهي عملية جزئية في بداية الطريق، وقد تكون بمثابة استراحة المحارب لكلا الطرفين، لكن الأهم هل ستنجح المفاوضات بشروط الشعب؟ وفقا لتساؤله.
وبين السياسي الأحمدي أن مفاوضات الكويت لن تختلف كثيرا عن مفاوضات "جنيف 1 و2" التي جرت العام الماضي، معللا ذلك بتصريحات أمريكية تشير بطرف خفي إلى عدم نجاح المحادثات المرتقبة، لاسيما أنه تم ربط بالتعيينات الأخيرة التي لم ترق للأمريكيين طبعا، وهذا الأمر لم يعد خافيا علي الجميع، والذي يستجلب الدعم اللوجستي الأمريكي للحوثيين وصالح.
التحالف: لنا الحق في الرد
أعلن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، الذي يدعم القوات الحكومية
اليمنية ويتصدى منذ أكثر من عام للمتمردين الحوثيين في اليمن، أنه سيلتزم وقف إطلاق النار الذي يسري اعتبارا من منتصف ليل الأحد (21,00 ت غ) بناء على طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وقالت قيادة التحالف في بيان صدر في الرياض "إن قوات التحالف سوف تلتزم بوقف إطلاق النار (...) استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (...) مع احتفاظها بحق الرد على أي خرق لوقف إطلاق النار".
وتابع البيان الذي نشرته وكالة "واس" السعودية الرسمية "إن الحكومة اليمنية قررت إعلان وقف إطلاق النار بتاريخ 10 إبريل 2016 م ، وأن يستمر إلى الساعة 00 ر 12 من ظهر اليوم التالي من تاريخ انتهاء المشاورات في الكويت".
واستطرد بيان التحالف "وانسجاما مع الجهود التي ترعاها حكومة المملكة العربية السعودية.. ومواصلة إدخال مواد طبية وإغاثية للمحافظات والمناطق المتضرر ، وبما يدعم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لإيجاد أجواء إيجابية تمهيداً لإطلاق المشاورات في الكويت، فإن قوات التحالف سوف تلتزم بوقف إطلاق النار اعتباراً من الساعة (23.59) بتاريخ 3 رجب 1437 هـ الموافق 10 إبريل 2016 م ، مع احتفاظها بحق الرد على أي خرق لوقف إطلاق النار".
وتابع التحالف: "ّوقيادة التحالف إذ تعلن ذلك لتؤكد استمرارها في دعم الشعب اليمني والحكومة اليمنية في سبيل إنجاح المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية ، وبما يساعد الحكومة على القيام بواجباتها في حفظ الأمن والاستقرار في اليمن، والتفرغ لمكافحة الإرهاب".
وكان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، قد انتقد التغيير الأخير، الذي أجراه الرئيس اليمني، بتعيين الجنرال علي محسن الأحمر، نائب له، إلى جانب منصبه السابق، نائب القائد الأعلى للجيش اليمني، إضافة إلى تعيين القيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام، أحمد بن عبيد دغر، رئيسا للحكومة، خلفا لخالد بحاح الذي كان يشغل المنصبين منذ عام ونيف، معتبرا إياه "تعقيدا لجهود واشنطن الجارية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار باليمن".
ومن المقرر أن يبدأ موعد وقف إطلاق النار يوم غد الأحد وسط غموض حول مسودة الاتفاق التي كان من المفترض أن توقع عليها الحكومة المدعومة من التحالف من جهة والحوثيين وحلفائهم من جهة أخرى.