نشرت صحيفة الموندو الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الكارثة الإنسانية التي يواجهها حوالي 60 ألفا من سكان مدنية
الفلوجة العراقية التي يسيطر عليها
تنظيم الدولة منذ كانون الثاني/ يناير 2014.
ونقلت الصحيفة عن سكان في المدينة -التي تحاصرها القوات العراقية- أن الهروب من الفلوجة يكلف ثمنا باهظا، إما الموت علنا على يد تنظيم الدولة في حال اكتشاف محاولة الهرب، أو دفع مبلغ كبير للمهربين لتأمين خروجهم.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن السكان يتغذون على النباتات، ويلجأون لحرق أثاث البيت لطبخ الطعام؛ بسبب نقص الوقود.
وذكرت الصحيفة أنه بعد 71 يوما من
الحصار، يسيطر الجوع على أبناء الفلوجة، مع نقص الغذاء والدواء، حيث اعتادت بطونهم على فتات الخبز، أو على حساء النباتات الخضراء المتواجدة في الحقول المجاورة.
ونقلت الصحيفة عن محمد العيساوي، الذي يسكن قرب الفلوجة، قوله إن "الفلوجة تشهد أسوأ فترة في تاريخها".
كما أوردت الصحيفة قول ماجد، أحد سكان الفلوجة الذين نجوا من الحصار، أن "الوضع غير مستقر وعلى نحو متزايد، كما يفتقر السكان للغذاء والدواء، إضافة إلى أن أطفالا كثيرين يتضورون جوعا".
وقالت الصحيفة إنه وفقا لقائمة قدمها مسؤول عراقي إلى هيومن رايتس ووتش، تبين أنه في الأشهر الأخيرة، ارتفعت حصيلة الوفيات إلى 140 شخصا على الأقل، أغلبهم من الأطفال، بسبب الحصار.
وبينت الصحيفة أنه كما هو الأمر في الموصل، يعدّ الاتصال بسكان الفلوجة أمرا مستحيلا، فقد منع تنظيم الدولة الاتصالات الهاتفية أو وصول خدمات الإنترنت إلى المنطقة. ومنذ شهر شباط/ فبراير، تمكنت الصحافة فقط من جمع شهادات بعض السكان الفارين.
ونقلت الصحيفة شهادة أم أحمد التي قالت إنها "اعتادت هي وابنها أكل الأعشاب التي تنمو في ضواحي منزلها وبعض الخضروات التي تتمكن من شرائها من السوق. لكن نقص الوقود يكاد يكون في درجة نقص الغذاء ذاتها".
وتضيف أم أحمد قائلة: "النار اللازمة لطهي الطعام التهمت ما تبقى من الأثاث.. لم تتبق قطعة واحدة من أثاث البيت.. الخزائن والأسرّة، وإطارات الأبواب.. وحتى الصور، والكتب... كل شيء احترق".
وتلفت الصحيفة إلى أن أسعار المواد الغذائية في الفلوجة ارتفعت بشكل كبير، حيث يبلغ سعر كيس الطحين (50 كيلو غراما) حوالي 650 يورو، والسكر 440 يورو، بينما يبلغ سعر هاتين المادتين في بغداد 13 يورو و35 يورو على التوالي. فقد تضاعف سعر القمح ست مرات منذ كانون الأول/ ديسمبر.
وأوردت الصحيفة قول أحد الشهود أن "الوضع في الفلوجة هو عبارة عن كارثة إنسانية. فالناس يأكلون الحشائش والقمامة من أجل البقاء".
ونقلت الصحيفة قول هاشم الهاشمي، وهو مستشار أمني للحكومة العراقية، أن "تنظيم الدولة ما زال يحتفظ ببعض من المخزون الغذائي في متاجره، لكنه يرفض توزيعه على السكان".
ووفقا لتقديراته، ينشر التنظيم في المدينة حوالي 1250 عنصرا. ويضيف أن "من بين هذه المجموعة، هناك حوالي 800 مقاتل عراقي، والباقي من الجنسيات الأجنبية".
وتقول الصحفة إن تنظيم الدولة قتل 15 مدنيا حاولوا الفرار من المدينة، كما أنه في أواخر الشهر الماضي تم إعدام 35 شخصا آخر في الساحة المركزية للمدينة للسبب ذاته.
ويؤكد محمد العيساوي أن "الخروج من الفلوجة يكلف نحو ثلاثة آلاف دولار. وهناك العديد من العصابات التي تعمل في القرية وتؤمن مخرجا آمنا للفارين".
وترفض السلطات العراقية توزيع الغذاء عبر الجو؛ بحجة الخشية من أن تقع المساعدات في أيدي "العدو".
وأطلق العديد نداء استغاثة عبر مواقع التواصل الاجتماعية تحت شعار "في الفلوجة، الناس يتضورون جوعا"، مشيرة إلى أن أُمّا أغرقت نفسها مع نجليها في مياه نهر الفرات للهروب من هذا الواقع.