قال الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين، الخميس، إن "هناك حربا أهلية فعلية دائرة في جنوب
تركيا التي تتعاون قيادتها الحالية مع الجماعات المتطرفة بدلا من أن تحاربها"، بحسب قوله، مضيفا أن
روسيا لديها مشاكل مع بعض الساسة الأتراك، إلا أنها "دولة صديقة".
وفي تصريحات خلال برنامج تلفزيوني سنوي يتلقى خلاله اتصالات هاتفية من المشاهدين، وجّه بوتين تحذيرا للسياح الروس من السفر إلى تركيا.
وأوضح بوتين أنه "لا توجد ضمانات" بشأن سلامة السياح الروس، وأنه من السابق لأوانه الحديث عن استئناف الرحلات إلى تركيا ومصر، إذ إن "الحكومة
المصرية لا يحالفها النجاح في كل الأحيان في مكافحتها للمتطرفين"، بحسب قوله.
وقال الرئيس الروسي إن "موسكو تعتبر تركيا صديقة"، مستدركا بقوله إن لديه "مشاكل مع بعض الساسة الأتراك الذين نعتبر تصرفاتهم غير ملائمة".
سوريا
وفي لقائه السنوي، دعا بوتين الشعب السوري "للمشاركة في محادثات سياسية، وتبني دستور جديد لبلاده"، مؤكدا، بحسب قوله، أن "روسيا تفعل ما في وسعها لضمان عدم تدهور الوضع في
سوريا".
وقال بوتين، في لقائه الذي تبثه القنوات الروسية: "نعول كثيرا على أن يقود امتناع قوات أطراف النزاع السوري بدعم (اللاعبين الخارجيين) بمن فيهم نحن، ليس إلى التهدئة فحسب بل وإلى عملية سياسية. لكن يجب الجلوس إلى طاولة المفاوضات وتبني دستور جديد، وإجراء انتخابات مبكرة على أساس هذا الدستور، والخروج من الأزمة بهذه الطريقة".
ونفى بوتين أن قرار موسكو سحب الجزء الأساسي من قواتها، تسبب في تراجع قدرات النظام السوري، موضحا بقوله: "لقد سحبنا جزءا كبيرا من مجموع قواتنا في سوريا. لكننا بعد سحب القوات الأساسية، تركنا الجيش السوري في حالة تسمح له بإجراء عمليات هجومية واسعة النطاق بدعم قواتنا المتبقية في سوريا. وبعد انسحاب قواتنا الأساسية، استعاد الجيش السوري تدمر"، بحسب قوله.
وأكد الرئيس أن موسكو ستبذل كل ما بوسعها من أجل الحيلولة دون تدهور الوضع الميداني في سوريا ولا سيما في ريف حلف، قائلا إن الوضع في هذه المنطقة الاستراتيجية معقد جدا.
الاقتصاد الروسي
داخليا، قال بوتين إن وضع الاقتصاد الروسي "لم يحل بعد"، وإن الحكومة تتوقع "انخفاضا طفيفا" في الناتج المحلي الإجمالي هذا العام.
واعترف بوتين بأن أسعار البضائع الاستهلاكية ارتفعت، مرجعا ذلك إلى العقوبات ضد الغرب، معتبرا أن قرار رفع الأسعار "ضروري لدعم الزراعة".
واستغرق الحوار المباشر السابق بين بوتين وسكان روسيا في 16 نيسان/ أبريل 2015، ثلاث ساعات و57 دقيقة رد خلالها بوتين على 74 سؤالا، وكانت المرة الأولى التي أجرى فيها بوتين حوارا مباشرا مع سكان بلاده في 24 كانون الأول/ ديسمبر، من عام 2001.