نشرت جريدة "المدينة"
السعودية تقريرا صحفيا من داخل جزيرتي "
تيران" و"
صنافير" المتنازل عنهما مؤخرا من قبل الرئيس
المصري عبد الفتاح السيسي لصالح السعودية.
المفارقة كانت أن من أعد التقرير صحفيان مصريان، هما أمين رزق ومحمد عمر الجهني، وكان المصور مصريا أيضا، وهو أحمد حسن.
ولفتت "المدينة" إلى أن "أهم المشاهدات التي رصدتها في تيران وصنافير، هي الموقع الاستراتيجي لهما وبخاصة تيران"، إضافة إلى "التشديدات الأمنية والتحذيرات من الاقتراب منهما، وغلبة الأصل السعودي على السكان المحليين، واحتواء جزيرة تيران على مطار صغير".
واستعرضت الصحيفة الموقع الاستراتيجي لتيران، قائلة إنها تقع بمنطقة تسمى بيت القرش، بشرم الشيخ، على بعد 4.5 ميل بحري عن جنوب
سيناء، فيما تبعد صنافير ستة أميال بحرية شرقا.
وتتوسط تيران المسافة بين ميناء إيلات وخليج العقبة، حيث تبعد عن كليهما بمقدار 100 ميل بحري تقريبا، ويمارس الهواة السباحة بالقرب منها، في أحضان الجبل، فيما يزور السائحون غابات الشعاب المرجانية التي تبدو واضحة من تحت صفحة المياه، وفقا لـ"المدينة".
وتابعت الصحيفة: "الطريق إلى الجزيرتين لم يكن سهلا، فبعد وصولنا إلى شواطئ البحر الأحمر، استعدادا للانطلاق إلى هناك، فوجئنا بتعليمات، أمنية مشددة، تقضي بعدم السماح بالنزول على الجزيرتين، وبالأخص جزيرة تيران، ولم نتمكن من الوصول إليها، إلا بعد ساعة كاملة من الالتفاف حولها، دون أن نجد فرصة للنزول؛ بسبب دوريات قوات الأمم المتحدة، وحرس الحدود المصري".
وأضافت: "رصدنا مرور سفينة قادمة من ميناء إيلات الإسرائيلي، على مسافة لا تزيد على كيلومتر واحد فقط، من جزيرة تيران، وهو ما يوضح بجلاء أهمية الجزيرة الاستراتيجية؛ في ظل عدم إمكانية مرور السفن، إلا عبر الممر الملاحي الموازي".
والتقت "المدينة" مع سكان من أصول سعودية، حيث قال أحد الشيوخ المقيمين بمنطقة جنوب سيناء، والخبير بدروبها، وهو مبارك حميد صبيح، إن "معظم السكان المحليين بهذه المنطقة من أصول سعودية".
وأشار صبيح إلى أن "جزيرة تيران لا يوجد بها سوى قوات حفظ السلام، التابعة للأمم المتحدة، والتي تقيم معسكرها بأعلى نقطة، على الجبل الموجود بالجزيرة، وهو ما يبدو واضحا بالفعل، من الأضواء التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة ليلا من على شواطئ جنوب سيناء".
ولفت إلى أنه "تم خلال الأسابيع الماضية إزالة العشش التي كان يستخدمها الصيادون للاستراحة بجزيرة تيران، فيما شهدت المنطقة تشديدات أمنية، وتحذيرات من الاقتراب من شواطئ الجزيرتين، سواء من قوات حفظ السلام، أم خفر السواحل المصري".
وينتشر في المنطقة ما يعرف بـ"التمساح البحري"، وهو أحد وسائل قوات حفظ السلام الدولية، لمراقبة المنطقة المحيطة بالجزيرتين بحريا، وهي قوارب ضخمة عالية التقنية، وتستخدمها أيضا قوات حرس الحدود المصرية.
وفي الوقت الذي تخلو فيه جزيرة صنافير من البشر تماما، فإنه يوجد في تيران بعض العشش التي أقامها الصيادون للاستراحة فيها أثناء عمليات الصيد، وفقا لـ"المدينة".
وبالانتقال إلى الصيد والغطس في تيران، فقد أوضح الصياد أيمن بايك أن "أغلب الأنشطة البحرية التي تتم ممارستها في محيط الجزيرتين، منذ عام 1983، هي أنشطة الصيد والغطس. ويصل عمق المياه في هذه المنطقة إلى 500 متر، وهو ما يجعل إقامة الجسر البري، بين المملكة ومصر بحاجة إلى دراسات مستفيضة، بحسب رأيه، داعيا إلى استبداله بنفق، لتفادي التكاليف الباهظة للمشروع".
ونقلت "المدينة" على لسان أهال قولهم إنه "سبق العثور في جزيرة صنافير على مقابر، فضلا عن وجود حطام سفينة تركية تحطمت؛ لاصطدامها بالشعاب المرجانية، عام 1981، ولم يتم نقل بقاياها؛ لارتفاع التكاليف، وهي موجود بمحاذاة الخط الملاحي في تيران".
اقرأ أيضا: ستراتفور:
سياسة بناء الجسور بين السعودية ومصر.. إلى أين؟