اعتبر الخبير والمحلل العسكري
الإسرائيلي، أليكس فيشمان، أن صفقة
صواريخ "S-300"، التي تمت بين
روسيا وإيران مؤخرا؛ هي "صفقة رمزية أكثر منها تهديد حقيقي لإسرائيل"، منوها أنها تأتي "كجزء من سباق تسلح في المنطقة".
غارات جوية
وقال فيشمان في تحليل له نشره موقع "i24" الإسرائيلي، "في الوقت الذي كانت تشن فيه إسرائيل حملة ضد البرنامج النووي
الإيراني، لم تكن هذه الصفقة ترمز إلى كسر الحظر المفروض على إيران فقط، وإنما بشكل أساسي، كانت مؤشرا على قدرة إيران على بناء تحصينات للدفاع ضد غارات جوية إسرائيلية محتملة على منشآتها النووية".
وأشار الخبير في الشؤون العسكرية؛ إلى أن "الوضع المختلف، والحظر الذي لم يعد قائما. من الممكن أن يجعلنا نفترض أن إسرائيل قد تخلت عن فكرة مهاجمة إيران في المستقبل القريب".
وأضاف: "من وجهة نظر إسرائيل، فإنه طالما بقيت هذه الصواريخ على أراض إيرانية ولا تصل إلى سوريا أو لبنان، فإن للصفقة عواقب سياسية فقط، وتحاول روسيا تحدي حلف شمال الأطلسي والغرب، في حين ترى إيران أنها حققت إنجازا دوليا آخر بعد التوقيع على الاتفاق النووي".
أوضح فيشمان، أنه "حتى اللحظة؛ لم تصادق وزارة الخارجية الروسية على الصفقة، التي تم التوقيع عليها في عام 2007 ومرة أخرى في عام 2015"، منوها إلى أن "التقارير الإيرانية التي تفيد بأن الصفقة قد تم تنفيذها لا تعني بالفعل أنها نُفذت قبل 6 أشهر، حيث أفادت تقارير بأن الاتفاق تم البدء بتنفيذه، لكن الروس أوقفوا عملية تسليم الصواريخ في اللحظة الأخيرة لأن الإيرانيين لم يحولوا الدفعة المالية المطلوبة".
خطورة صواريخ
وقال: "لن يكون مفاجئا لو اتضح أن التقرير الإيراني أحادي الجانب (الذي تضمن صورة لشاحنة تحمل شيئا ما مغطى) هو جزء من عملية مساومة بين البلدين"، موضحا أن "الصفقة الأصلية تضمنت أربع بطاريات من صواريخ "S-300"، لكن بعد قرار إيران بملاحقة روسيا قضائيا للحصول على تعويض مالي بسبب تأخير تنفيذ الصفقة، وافق الروس على زيادة عدد البطاريات التي سيتم نقلها إلى إيران، لكن العدد ما زال غير معروف".
وعبر عن اعتقاده من جهة أخرى؛ أنه في "حال اتخذت إسرائيل إجراءات ضد إيران في المستقبل، فإنها ستقوم بذلك ضمن إطار تحالف دولي"، مؤكدا أن "هنالك أيضا حلولا تكنولوجية أخرى للتصدي لصواريخ "S-300" من جميع أنحاء العالم".
ونوه إلى أن اليونان حصلت على صواريخ مشابهة في الماضي، وتستخدم كمنصة تجارب لحلف شمال الأطلسي لمواجهة هذه الصواريخ"، مشيرا إلى أن دولة الاحتلال من "المقرر أن تحصل على طائرات F-35 الشبح مع نهاية العام الحالي".
ورأى الخبير العسكري، أن خطورة صواريخ "S-300"، تتمثل في وجودها في سوريا ولبنان، لأنها "ستجعل كل طائرة إسرائيلية في مرمى الخطر، وهذا تهديد عسكري خطير"، منوها إلى أن "روسيا تحدت إسرائيل بصواريخ مضادة للطيران مثل صواريخ "SA-5"، التي أرسلتها إلى سوريا مطلع الثمانينيات، لكن لم يكن ذلك بمثابة نهاية العالم، وتعلمت إسرائيل كيفية التعايش مع هذه الصواريخ واستمرت بالعمل في لبنان وسوريا كلما ارتأت ذلك ضروريا".
بأسرع وقت
ويعتقد فيشمان أن الروس "سيحترمون صفقتهم مع الإيرانيين وسيزودونهم بالصواريخ المذكورة؛ لأن الجيش الروسي يملك الآن صواريخ أكثر تطورا من طراز "S-400"".
وقال: "صفقة صواريخ "S-300" هي أول إشارة على أن العالم قد فتح أبوابه لبيع أسلحة متطورة إلى إيران، التي يزعم أنها ستستثمر 20 مليار دولار لإعادة تأهيل جيشها، فالروس لوحدهم قاموا ببيع طائرات شحن، وطائرات حربية، وطائرات تدريب، وطائرات مراقبة وقيادة بالإضافة إلى صواريخ مضادة للسفن، إلى الإيرانيين".
واعتبر أن "التحالف السني، بقيادة السعودية، قلق أيضا من هذا التطور، لأنه موجود في مواجهة مستمرة مع إيران ويحاول القضاء على التأثير الشيعي في المنطقة، ولذلك فإن هذا التحالف (بقيادة السعودية) يسعى لإبرام صفقات بمبلغ 60 مليار دولار مع دول لا تعتبر بالضرورة صديقة لإسرائيل".
وختم بأنه "لا يمكن لإسرائيل أن تتجاهل سباق التسلح في المنطقة، ولذلك عليها أن توقع على صفقة المساعدة العسكرية مع الولايات المتحدة، وبأسرع وقت ممكن".