أصوات انفجارات ضخمة، وحركة كثيفة لسيارات الشرطة والإسعاف والدفاع المدني، وانتشار واسع لأفراد الأجهزة الأمنية.. هذا ما استيقظ عليه سكان
قطاع غزة صباح الثلاثاء، الذين علموا فيما بعد أنها مناورة عسكرية تجريها وزارة الداخلية؛ ضمن خطتها لرفع جهوزية أجهزتها، واستعدادها لحالات الطوارئ.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة، إياد البزم، إن هذه المناورة التي تخللها إخلاء مدارس ومقرات، وانتشار لأفراد الأجهزة الأمنية "تهدف لرفع كفاءة وأداء أجهزة وزارة الداخلية، وجاهزيتها في مواجهة أي طارئ يقع في قطاع غزة".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "المناورة تعكس مدى التطور الذي وصلت إليه أجهزة الداخلية في تحسين أداء أجهزتها الأمنية والخدماتية، وتقديم خدمة أفضل لحماية أبناء شعبنا في أصعب الظروف"، لافتا إلى أن "جهودا كبيرة بذلتها الوزارة طوال الفترة الماضية لأجل الارتقاء بأداء كافة الأجهزة".
وحول مدى تطور أداء الأجهزة الأمنية بعد تعرض قطاع غزة لثلاثة حروب إسرائيلية متتالية، دمرت خلالها كافة مقرات الداخلية؛ قال البزم إن "هذه هي المناورة الخامسة التي تجريها الداخلية في كافة محافظات قطاع غزة، وهي تعكس صورة قوية لأجهزتنا، وجاهزيتها لمواجهة أي طارئ، وذلك من أجل تعزيز صمود جبهتنا الداخلية".
وكشف البزم، أن وزارة الداخلية بغزة "ستجري في آن واحد، خلال الأسابيع القليلة القادمة، مناورة ختامية شاملة في كافة محافظات القطاع الخمس".
استعراض للقوة
من جانبه؛ رأى الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة، أن هذه المناورات "استعراض للقوة، ودليل ثقة واستخفاف بالقدرات العسكرية الإسرائيلية".
وقال لـ"
عربي21" إن "التجارب في
ثلاثة حروب سابقة، أثبتت أن المقاومة بكافة أذرعها الفلسطينية؛ تمتلك القدرة على الصمود والانتصار، وإفشال هدف العدو الإسرائيلي في تصفية المقاومة"، مؤكدا أن "المناورات التي تمت في قطاع غزة المحاصر؛ تحمل تحديا واضحا لجيش الاحتلال".
وأشاد أبو شمالة بهذه المناورات التي تأتي بالتوازي مع ما يقوم به
الاحتلال الإسرائيلي من "تسخين" جبهة غزة، وقال: "لمَ لا يكون هناك استعراض للقوة، في اللحظة التي يفكر فيها العدو بنوايا شريرة ضد غزة، وإرسال رسالة من المقاومة ووزارة الداخلية للعدو؛ مفادها أننا جاهزون؟".
وأضاف أن "هذه الجاهزية هي التي أجبرت وزير الحرب الإسرائيلي موشي يعالون؛ على أن يُطمئن المستوطنين أمس الاثنين في غلاف قطاع غزة بقوله: (اطمئنوا واهدأوا؛ نحن نسهر على راحتكم، وليس في نيتنا أن نشن حربا على قطاع غزة)".
مناورات إسرائيلية
من جهته؛ أوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي، عدنان أبو عامر، أن المناورة التي أطلقها جيش الاحتلال الاثنين، وتستمر لمدة أسبوع، في
هضبة الجولان المحتل ومنطقة غور الأردن؛ تأتي "لتحقيق هدفين؛ الذهاب إلى أي حرب طارئة، والاستعداد للحرب التالية".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "القادة العسكريين الإسرائيليين، يسعون إلى أن يكون جيش الاحتلال على جهوزية تامة على مدار الساعة، ومستنفرًا ميدانيا؛ تحسبا لأي تطور غير محسوب"، مشيرا إلى أن "هذه المناورات المفاجئة؛ استخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة، في محاولة من قبل الاحتلال لمحاكاة نشوب حرب على أي جبهة".
وأكد أبو عامر أنه "لا توجد رغبة إسرائيلية في المرحلة الحالية للذهاب إلى أي حرب"، لافتا إلى أن قادة الاحتلال "يعتقدون أن الحدود الإسرائيلية في مختلف المناطق متوترة، ورمالها متحركة وقابلة للانفجار في أي لحظة".
يشار إلى أن إذاعة "صوت إسرائيل" أوضحت الاثنين، أن هذه المناورة "كان قد خطط لها مسبقا، وتندرج في إطار خطة التدريبات التي أعدها الجيش للعام الحالي؛ بغية الحفاظ على جهوزية القوات".