نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن الأزمة التي يواجهها فريق
برشلونة، بعد النتائج السلبية المتتالية التي حققها في رابطة أبطال أوروبا والدوري الإسباني.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن فريق برشلونة يواجه أزمة حقيقية تتعلق بنتائجه في الدوري الإسباني، حيث لم ينتصر الفريق خلال المباريات الست الأخيرة من الدوري الإسباني سوى في أربع مباريات.
وذكرت الصحيفة أن الفريق الذي اعتاد على إمتاع الجماهير ورفع الألقاب المحلية والقارية في المواسم الأخيرة، يواجه خطر "موسم أبيض"، بعدما انسحب أمام أتلتيكو مدريد في رابطة الأبطال الأوروبية، وتراجع ترتيبه في الدوري الإسباني لصالح منافسيه ريال وأتلتيكو مدريد من صدارة الترتيب.
وأضافت الصحيفة أن صورة جيرارد بيكيه وهو يدفن رأسه بين يديه بعد إضاعته فرصة للتسجيل في مرمى فريق فالنسيا خلال المباراة التي جمعت بين الفريقين، تلخص حالة اليأس التي وصل إليها النادي الكتالوني في الفترة الأخيرة، فقد أدّت هزيمته في الدوري الإسباني أمام فريق فالنسيا إلى خسارة نقطتين كان في أمسّ الحاجة إليهما للانفراد بصدارة الترتيب، عن منافسه المباشر أتلتيكو الذي يحتل المركز الثاني في ترتيب الدوري الإسباني، متأخرا بفارق الأهداف عن برشلونة، وبفارق نقطة واحدة عن غريمه التقليدي ريال مدريد.
وأشارت الصحيفة إلى أن بوادر الأزمة في برشلونة ظهرت منذ أسابيع خلال مباراة الكلاسيكو. قبل مباراته ضد ريال مدريد، كان برشلونة يتصدر الترتيب بفارق عشرة نقاط عن منافسيه، وكل ما كان يحتاجه ليحسم سباق الدوري لصالحه هو هدف واحد في مباراة الكلاسيكو ضد ريال مدريد.
قبل مباراة الكلاسيكو، قال لويس أنريك: "هزيمة أخرى ويصبح ريال مدريد خارج سباق الليغا"، أمّا مدرب أتلتيكو فقد صرّح في سياق حديثه عن مباراة الكلاسيكو بأن "هؤلاء اللاعبين لا يخطؤون"، لكنهم ارتكبوا أخطاء كثيرة، ليس فقط في مباراة الكلاسيكو التي أصبح بعدها ريال مدريد أول فريق يهزم برشلونة بعد 39 مباراة دون هزيمة، ولكن أيضا في بقية المباريات.
وأضافت الصحيفة أن الدوري الإسباني لم يشهد منذ سنوات انهيارا مماثلا بهذه السرعة لأي فريق، كما لم يشهد النادي الكتالوني مثل هذا التراجع منذ سنة 2003، عندما كان "خوان غاسبرت" "أسوأ رجل في تاريخ النادي الكتالوني" رئيسا له.
وذكرت الصحيفة أن بعض الأشخاص فقط استطاعوا أن يتنبؤوا بأزمة برشلونة، ومن بينهم لاعب ريال مدريد، غاريث بيل الذي ذكر بعد مباراة الكلاسيكو أنّ "كرة القدم تخفي مفاجآت كثيرة، مثلما يحدث أحيانا عندما تخسر دون أن تدري ما الذي يحدث، فالجميع يحتاج بعض النتائج السلبية، بينما يحتاج ريال مدريد بعض النتائج الإيجابية".
عندما تمكن برشلونة من العودة في النتيجة خلال مباراته ضد فياريال، بعدما كان متأخرا بنتيجة هدفين مقابل صفر، اعتقد الجميع أن ذلك كان مؤشرا إيجابيا على تحسن الفريق، لكن الأمر لم يتطلب سوى ثلاثة أيام، ليتأكد الجميع أن الأزمة في برشلونة لا يمكن أن تنتهي بهذه السهولة، بعد أن انهزم الفريق مرة أخرى من أتلتيكو مدريد.
وأضافت الصحيفة أن كل المتابعين للدوري الإسباني كانوا يعتقدون قبل أسابيع من الآن أن برشلونة قد يعيد سيناريو الموسم الماضي، وقد يفوز بالألقاب الثلاثة التي لم يكن هناك منافس قادر على إزاحته منها، لكن المشكلة الحقيقية هي أن هذا الاعتقاد ترسخ أيضا داخل فريق برشلونة، بين اللاعبين ومسؤولي الفريق، الذين كانوا يعتقدون أن "الألقاب الثلاثة حسمت لصالحهم".
وذكرت الصحيفة أن المباراة الأخيرة ضد فريق فالنسيا أثبتت أن برشلونة ما زال قادرا على استعادة قوته. رغم أن هذه المباراة انتهت لصالح فالنسيا، فإن النادي الكتالوني لعب بطريقة جيدة، وهو ما اعترف به اللاعبون أنفسهم، فقد نشر لاعب وسط الميدان، إيفن راكيتيش، على حسابه على تويتر بعد المباراة تغريدة ذكر فيها أن "النتيجة كانت يمكن أن تنتهي 4 مقابل 3 أو 5 مقابل 4"، بينما كتب جيرارد بيكيه: "أفضل الخسارة بهذه الطريقة، على الفوز بالطريقة التي لعبنا بها في الفترة الأخيرة".
وأضافت الصحيفة أن مباراة برشلونة ضد فريق فالنسيا أثبتت أن لويس أنريك قد يكون محقا عندما أكد أن اللاعبين لا يشكون من أي إرهاق بدني، لكن ذلك لا ينفي حقيقة أن مدرب برشلونة لم يتخذ عديد القرارات المناسبة، ففي المباراة الأخيرة لم يفكر أنريك في تغيير أي لاعب، رغم أن التشكيلة الاحتياطية للفريق تضم عديد اللاعبين الموهوبين.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن أزمة برشلونة قلبت عديد المعطيات حول حظوظ كل فريق في الفوز بالدوري الإسباني. ففي الوقت الذي كان يعتقد فيه الجميع أن برشلونة الأوفر حظا للفوز بالليغا، أصبح من الصعب التكهن بمصير الدوري الإسباني، الذي يبدو أنه انحصر بين ريال مدريد، أتلتيكو مدريد، وبرشلونة.