يبدأ ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي، الشيخ
محمد بن زايد آل نهيان، زيارة رسمية إلى
مصر غدا الخميس، لم يعلن عنها من قبل، وتستمر ثلاثة أيام، ويلتقيه فيها رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة.
وتشهد الزيارة الاتفاق على تعاقدات ومشروعات كبيرة، تنفذها الإمارات في مصر، في وقت يعاني فيه
الاقتصاد المصري من تراجع حاد، وتمر فيه العملة المصرية بأسوأ مرحلة من تاريخها، وباتت على مشارف 11 جنيها لكل دولار أمريكي، مع تراجع الاحتياطي النقدي، وتزايد العجز في الميزانية، وغلاء الأسعار، ما يهدد بالإطاحة بما تبقى من شرعية وشعبية للسيسي لدى بعض المصريين، من مؤيديه.
ورجحت تقارير إعلامية مصرية أن تشهد الزيارة منح مصر مساعدات نقدية وعينية، قد تصل إلى مليار دولار، ومتابعة إيداع ملياري دولار في البنك المركزي، تم وضعها بالفعل في البنك، فضلا عن تخصيص ملياري دولار أخرى في صورة مشروعات تنموية، يتابعها وزير الدولة الإماراتي، الشيخ سلطان الجابر.
ويصطحب "ابن زايد" معه وفدا كبيرا يضم عددا كبيرا من المستثمرين الإماراتيين، سيكون الأكبر في تاريخ البلدين، ويلتقي عددا كبيرا من المسؤولين المصريين، ويتولى الاتفاق على مشروعات تتعلق بتعهدات الإمارات التي أطلقتها خلال المؤتمر الاقتصادي الذي عقد بشرم الشيخ، في آذار/ مارس 2015.
ونقلت صحيفة "المصري اليوم"، الأربعاء، عن مصادر لم تسمها قولها إن الزيارة ستتخللها كذلك مفاوضات مع الجانب الإماراتي حول شراء أذون خزانة وسندات مصرية بالدولار، على أن يتم تحويلها إلى الجنيه في خلال فترات ما قبل استحقاق سدادها، مشيرة إلى أن هناك لقاءات يجرى ترتيبها مع الجانب الإماراتي، وتشارك فيها وزارات الاستثمار والتعاون الدولي والصناعة والإسكان والسياحة، من مصر.
وعلّق رئيس هيئة الاستثمار المصرية، علاء عمر، على الزيارة المرتقبة، قائلا: "نحن جاهزون لأي زيارات إماراتية، خاصة أن هناك توسعات لشركات إماراتية أجريت منذ فترة"، بحسب الصحيفة.
وذكرت تقارير صحفية مصرية أن لقاء السيسي مع ابن زايد، سوف يتناول متابعة مسار العلاقات الثنائية بين مصر والإمارات، والتشاور حول العلاقات الإقليمية والدولية في الشرق الأوسط، وعلى رأسها ما يسمى "جهود مكافحة الإرهاب"، والأوضاع في سوريا وليببا واليمن، فضلا عن تطورات القضية الفلسطينية.
وكان موقع "24" الإماراتي، ذكر الثلاثاء،أن زيارة ابن زايد إلى مصر، الخميس، تستمر لعدة ساعات، لكن المصادر المصرية أكدت أنها ستستمر ثلاثة أيام.
ويستقبل السيسي، ابن زايد في مطار القاهرة، وسط استقبال رسمى.
وتأتى زيارة الأخير إلى مصر بعد قرابة أسبوعين من زيارة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى مصر.
وكان إعلاميون إماراتيون هاجموا الإعلام المصري بسبب طريقة تعاطيه مع زيارة العاهل السعودي للقاهرة، متهمين هذا الإعلام "بالتطبيل الفج" للزيارة، وبالغفلة عن حجم مصر ودورها.
وتأتي زيارة ابن زايد إلى القاهرة، قادما من الرياض، في أعقاب مشاركته في القمة الخليجية-الأمريكية، التي تعقد في الرياض، الأربعاء، بحضور قادة دول مجلس التعاون الخليجي، والرئيس الأمريكي باراك أوباما، ووزير خارجيته جون كيري.
وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف زياني، صرح بأن القمة تهدف لتوثيق العلاقات الوطيدة القائمة بين منظومة مجلس التعاون والولايات المتحدة.
وكانت زيارة بن زايد إلى مصر في التاسع من حزيران/ يونيو من العام الماضي، مفاجئة أيضا، ولم يعلن عنها قبلها.
وفي المقابل زار السيسي العاصمة الإماراتية أبوظبي، يوم 27 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وقبلها التقى السيسي وابن زايد في روسيا، يوم 25 آب/ أغسطس 2015، قبل لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويتهم معارضون محمد بن زايد، والمسؤولين الإماراتيين، بدعم كل الانقلابات في المنطقة، وإفساد ثورات الربيع العربي، وإنفاق المليارات على كوارث الثورات المضادة في مصر وليبيا واليمن.