اتهم رئيس المجلس النائب المطرود بإهانة المجلس- أرشيفية
وصف عضو مجلس نواب ما بعد الانقلاب في مصر، سمير غطاس، واقعة طرده من الجلسة العامة للمجلس، الاثنين، بأنها غير مقبولة، واتهم رئيس المجلس، "علي عبدالعال"، بأنه يريد أن يكمم الأفواه، مشددا على ضرورة ألا يكون هذا البرلمان "حديقة حيوانات مستأنسة"، على حد قوله.
وطالب غطاس رئيس المجلس بأن يكون رئيسا للأعضاء جميعا، وليس لفصيل معين، وفق قوله.
وأضاف - في تصريحات عدة لصحف وفضائيات مختلفة -: "عندما أتحدث عن رأيي، ويطلب رئيس البرلمان إخراجي من القاعة فهو أمر غير مقبول، خاصة أن عدد من صوتوا ضدي لا يتجاوز 17 عضوا".
وتابع: "برغم أنه رفض كلمتي، فإنه أعطى الكلمة لثلاثة نواب لم يطلبوا الكلمة، وكلهم من تيار واحد، يحاول أن يقيد الحريات".
واستطرد أنه عندما طالب رئيس المجلس بالتصويت الإلكتروني رفض، وهو ما يؤكد أن من صوت ضده أقلية، "وليست أغلبية حتى يتم إخراجي من القاعة الرئيسية"، بحسب قوله.
وشدد على أن هناك تيارا داخل المجلس يرغب دائما في توجيه البرلمان، وأن هذا التيار يريد أن يكون مجلس النواب برلمانا للصوت الواحد، وأن يعود عصر تكميم الأفواه، في محاولة لبسط السيطرة على جميع الأعضاء.
وكشف أن قرار طرده جاء بعد قراءة رئيس المجلس لبيان مقدم إليه من عدد من النواب لم يسمهم، يتناول انتقادات لاذعة للإعلام المسموع والمرئي والمقروء، ويطالبون فيه وزير الاستثمار بغلق القنوات التي تستهدف الهجوم الممنهج على مجلس النواب، حسبما قال.
وأشار إلى أنه وسط موجة الهجوم على الإعلام، وقف وسط الجلسة، وقال إنه لا يجوز أن يطالب هذا البرلمان بإغلاق القنوات، وإنه حال وجود تهم سب وقذف فعلى المتضرر أن يلجأ للقضاء، وتابع: "الفكر لا يواجه إلا بالفكر.. لا بغلق القنوات والصحف".
وأضاف أن موقف رئيس المجلس يعد مخالفا للائحة الداخلية، مؤكدا وجود حالة من التربص به من جانبه، وأنه تتم محاسبته على تصريحات إعلامية له بأثر رجعي.
وحول تشكيل لجنة للتحقيق معه، قال: "لا يهمني ذلك بقدر ما تهمني معالجة ما يُعتقد أنه مخالف للوائح". وأضاف أنه متقبل جميع القرارات التي ستصدرها بشأنه عدا الغرامات المالية.
وقرر مجلس النواب، برئاسة علي عبد العال، إحالة سمير غطاس إلى لجنة خاصة للتحقيق معه عما بدر منه داخل الجلسة، من أفعال تمثل إهانة وإساءة للمجلس.
وقال عبد العال: "هذا العضو دأب على إهانة المجلس سواء داخل القاعة أو خارج القاعة، والمجلس إذ يشجب هذا الإجراء من العضو، سيتخذ إجراء بإحالته للجنة القيم"، لكنه تراجع بعد ذلك، وقال: "طالما أن لجنة القيم لم تشكل بعد هل توافقون على إحالته للجنة خاصة، وصدر قرار المجلس بالموافقة".
من هو سمير غطاس؟
نجح غطاس في الفوز بمقعد البرلمان عن دائرة مدينة نصر بالقاهرة، وحصد نحو 54 ألف صوت على الرغم من أن أبناء دائرته لا يعرفون على وجه اليقين اسمه الحقيقي أو دينه أو حتى طبيعة عمله.
وقبل أن يعلن خوض الانتخابات البرلمانية ظهر غطاس في لقاءات صحفية وتلفزيونية، واعترف أن محمد حمزة كان اسما حركيا له، استخدمه في أثناء فترة تعاونه مع حركة فتح الفلسطينية، بل اعترف أن لديه خمسة جوازات سفر بأسماء وجنسيات أخرى مختلفة.
ولم يكن اسمه فقط هو الشيء الغامض، بل إن ديانته أيضا ظلت لغزا، إذ يوضح لقب سمير غطاس انتماءه لعائلة مسيحية، وتناولت وسائل الإعلام فوزه في الانتخابات باعتباره أول نائب مسيحي يفوز بمقعد البرلمان من الجولة الأولى، لكن عمرو هاشم ربيع، الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية؛ أكد أن ناخبي مدينة نصر صوتوا لغطاس، وهم يظنون أنه مسيحي لكنه في الحقيقة مواطن مسلم.
وبعد فوزه في الانتخابات، أكد غطاس أن فوزه بالانتخابات يعد إنجازا مهما لمصر التي يحلم بها الجميع وهزيمة للطائفية وللإخوان.
ويقول سمير يوسف غطاس إنه ولد في القاهرة عام 1948 لعائلة مسيحية مصرية، وحصل على بكالوريوس العلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 1974، وفي أثناء دراسته الجامعية كان ناشطا سياسيا، وترأس اتحاد الطلاب في الجامعات المصرية.
وعمل غطاس مديرا لمركز "مقدس" للدراسات الاستراتيجية التابع لقسم الأمن الوقائي الفلسطيني، وكان من المقربين للقيادي في حركة فتح محمد دحلان.
وبعد سيطرة حماس على قطاع غزة ترك الإقامة في فلسطين، وعاد إلى مصر.
وفي تصريحاته الأخيرة عن جزيرتي تيران وصنافير قال إن المسألة لم تعد تتعلق بالسيادتين المصرية أو السعودية، أو أي منهما أحق بالجزيرتين، فهناك أربع جزر مصرية أخرى واقعة تحت السيادة السعودية بحجة حماية أمنها القومي، بحسب قوله.