قال قائد
الحرس الثوري الإيراني، اللواء
محمد علي جعفري، إن التهديدات عقب الاتفاق النووي أصبحت أكثر جدية ضد إيران، داعيا إلى المزيد من الحذر إزاء ذلك، وفقا لمقابلة مع التلفزيون الإيراني، نقلتها وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، الخميس.
وأكد جعفري أن هذه التهديدات باتت أكثر جدية عقب التوصل إلى الاتفاق النووي، وعلينا أن نكون على حذر أكبر، ولكن للأسف فإن بعض الأشخاص على الصعيد السياسي لا يكترثون لدماء الشهداء ومكاسبهم، "ونأمل بأن ينتهي عدم الاكتراث هذا"، على حد تعبيره.
وشدد على أن أهم التحديات التي تواجه المنطقة هي على الصعيد السياسي، وقال للأسف إن بعض الدول مثل السعودية تتناغم مع سياسات الكيان الإسرائيلي، لكننا واثقون من أن صحوة ومقاومة شعوب المنطقة جدية، وستحبط كل المؤامرات.
ونوّه جعفري، خلال مقابلته مع التلفزيون الإيراني، إلى أن أمن البلاد اليوم لا يتوقف على السلاح والمعدات، وقال إن العدو يملك أجهزة أكثر تطورا من جميع أسلحتنا ومعداتنا، لكنهم يخشون من طاقاتنا المؤمنة والثورية المتمسكة بالنظام الإسلامي، التي تحمل هذا السلاح بيدها.
هجوم على سياسات السعودية
وهاجم جعفري في معرض تصريحاته السعودية، وسياساتها الخارجية، ودورها الإقليمي في المنطقة.
إذ قال إن "بعض دول المنطقة مثل السعودية، أصبحت سياساتها الخارجية تتناغم مع السياسة الإسرائيلية، ولكن نحن نعوّل على صحوة شعوب المنطقة، وأن وعي هذه الشعوب سوف يبدد كل ما خطط من قبل السعودية"، على حد قوله.
قدرات إيران الصاروخية
ووفقا لوكالة أنباء "فارس"، قال جعفري إنهم -أي الغرب- يملكون صواريخ كثيرة، حتى أنها تحمل رؤوسا نووية، ولكن يجري تجاهل ذلك، وأن الضجة المثارة حول قدراتنا الصاروخية تأتي من أجل قدرتها الردعية، ولا يريدون أن تزداد هذه القدرة، لكي يمارسوا الضغوط علينا متى شاءوا.
وأشار في حديثه إلى أن "البعض في الداخل للأسف يتناغمون عن علم أو غير علم مع العدو من دون أن ينظروا إلى نواياه"، في إشارة واضحة إلى الإصلاحيين.
دفاع عن الحرس الثوري
وشدد جعفري على أن مهمة جهاز الحرس هي الحفاظ على الثورة ومكاسب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مضيفا أن نشاطات الحرس الثوري على صعيد البناء والإعمار ليست لأهداف اقتصادية، ورغم مليارات التومانات من الديون المترتبة على الحكومة إزاء جهاز الحرس الثوري، فإننا نقوم بذلك من أجل إنجاز الأعمال، ولكن للأسف، فإن الضجيج الكبير الذي يثار حول الحرس الثوري كله غير صحيح.
وقال: "إننا نعتبر أنفسنا من حماة الحكومة؛ لأنها تتحمل أعباء مسؤولية ثقيلة، وإذا استثمرت طاقات الحرس الثوري والتعبئة -التي تعد طاقة كامنة كبيرة- فسيلعب دورا مؤثرا في حقل الاقتصاد المقاوم".
وحول الخلاف بين الحرس الثوري والحكومة،كشف جعفري وجود العديد من الخلافات السياسية بين الحرس الثوري الإيراني وحكومة روحاني، حول ملفات عدة، قائلا: "لدينا خلافات عديدة حول بعض القضايا والملفات، منها سياسية وأخرى اقتصادية، وبعضها ثقافية، ولدينا وجهة نظر تختلف عن وجهة نظر حكومة روحاني لحل هذه القضايا، ولكن ما زلنا نتعاون معها، ولم تحصل حتى الآن قطيعة كاملة بيننا".
ونقلت "فارس" عن جعفري قوله في الرد على تساؤل حول شعوره عندما يصفه الإعلام الأمريكي بأنه واحد من بين أقوى 500 شخصية في العالم، إنه ليس لديه شعور خاص؛ لأن هذه التحليلات عادة ما تكون خاطئة، "ونحن نستمد قوتنا من الشعب والنظام الإسلامي وقيادة الثورة"، على حد قوله.
الحظر المالي والعلاقة مع سليماني
وقال جعفري عن موقفه من الحظر المالي المفروض عليه في الخارج وتجميد أرصدته المالية إن وجدت، إنه ليس لديه أي رصيد في البنوك المحلية فضلا عن البنوك بالخارج، وإن هذا الحظر هو مجرد للحرب النفسية من قبل الأعداء.
وأما بالنسبة لعلاقته باللواء
قاسم سليماني، و"سر شعبية الأخير في أوساط الشباب"، قال اللواء جعفري إن "علاقتي مع سليماني علاقة ودية جدا، ونظرا لسجله الطويل الذي يرقى إلى ثلاثة عقود في جبهات الحرب والجهاد، والدفاع عن الثورة وأمن البلاد، وجبهات المقاومة، فمن الطبيعي أن يحظى بشعبية بين الجميع، وأنا أوصيه على طول الخط بأن يكون في حذر على نفسه".
خلافات في البيت الإيراني
وهاجم جعفري بشدة التيار الإصلاحي في إيران، ووصفهم بـ"المنحرفين"، بسبب "عدم تمسك هذا التيار بمبادئ الثورة الإيرانية"، على حد قوله.
وأشار إلى أن الخلافات الداخلية في البيت الإيراني ازدادت وتيرتها بعد الاتفاق النووي.
وقال جعفري الذي ظهرت تصريحاته على التلفزيون الإيراني، إن إيران أصبحت تتعرض لتهديد حقيقي بعد التوافق النووي الذي حصل بين إيران والقوى الغربية، "ومن سوء حظنا هناك بعض الجهات الداخلية الفاعلة في الساحة السياسية انحرفت عن أهداف ومبادئ الثورة الإيرانية، وأصبحت تردد ما يقال ضدنا في الخارج، وتوجهه إلى الداخل، لذا علينا أن ننتبه جدا لهذه التهديدات الداخلية".
وانتقد تصريحات علي أكبر هاشمي رفسنجاني، التي قال فيها: "إن عالم الغد هو عالم الحوار، وليس الصواريخ"، إذ رد جعفري قائلا: "بعض الدول تمتلك صواريخ تحمل رؤوسا نوويا، ولم يتم انتقادها، ولكن نشاهد بأن الدول الغربية زادت من هجومها على منظومة الصواريخ الإيرانية، وهناك من في الداخل بعلم أو دون علم أصبح يسير على خطى العدو، وينتقد ويهاجم برنامج الصواريخ الإيرانية، وهؤلاء أصبحوا يحققون أهداف العدو ضد إيران"، وفق اتهامه.