شنت قوات الأمن
المصرية حملة أمنية مساء الخميس واستمرت حتى فجر الجمعة، حيث تم اعتقال عدد من الشباب والمواطنين من المنازل والمقاهي في وسط البلد ومدينة نصر وعدد من المحافظات، أبرزهم عضو الاشتراكيين الثوريين هيثم محمدين الذي اعتقل من منزله.
وقد ندد النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بتلك الحملة الأمنية حيث دشنوا وسم "
#عواد_اتسعر"، والذي تصدر قائمة أعلى الوسوم تداولا في مصر، كما شارك عدد من الإعلاميين والنخب الاجتماعية المؤيدة للنظام العسكري في انتقاد تلك الحملة الامنية.
#عواد_اتسعر
وعبر الوسم الأشهر حاليا على "تويتر"، قال النائب البرلماني السابق حاتم عزام: "الحرية لهيثم محمدين وكل رفاقه. الحرية لمصر جاية باسقاط هذا النظام المجرم".
وغرد الحقوقي هيثم أبو خليل قائلا: "السيسي استدرك الخطأ.. ونفى أنه أعطى الضوء الأخضر لسحق مظاهرات 25 أبريل حتى يغسل يديه من أي كوارث تحدث في حين كلابه بدأت
اعتقالات".
وأضاف الإعلامي أسامة جاويش: "
#عواد_اتسعر بيعتقل في الشباب بشكل عشوائي، يبدو أن النهاية قد اقتربت وهو فقط في النزع الأخير".
وقال الصحفي سامي كمال الدين: "
#عواد_اتسعر وداير في البلد كلاتها اعتقالات لشباب مصر وطلابها.. زوار الفجر رجعوا تاني يبدو السيسي هيحقق حلمه ويقابل السادات".
أما الصحفي عمرو سلامة القزاز؛ فقد قدم حصرا بالمعتقلين خلال الحملة الأمنية، فقال عبر صفحته على "فيسبوك": "عدد المعتقلين اللي اعتقلوا أمس بحسب صفحة الحرية للجدعان 26 معتقلا من 6 محافظات مختلفة، أكبر عدد من المعتقلين كان من القاهرة وبالتحديد من وسط البلد ومدينة نصر وشبرا وإمبابة والقصر العيني وفيصل والعمرانية، أغلب المعتقلين من اتجاهات وتيارات سياسية مختلفة وقوى ناشطة على الساحة أبرزهم هيثم محمدين وسيد البنا ومحمد مصطفى".
وأضاف القزاز: "فيه ناس تانية راحوا لهم البيت زي خالد طوسون مالقهوش خدوا ابنه، وزي محمود السقا وصفوان معموله ضبط وإحضار، القبض من الشوارع كان عشوائي وأغلب أماكن التفتيش والقبض العشوائي كانت بمناطق وسط البلد - ميرغني - فيصل - المنيرة".
انتقادات حقوقية واسعة
وبعيدا عن وسم "
#عواد_اتسعر"، وجه المحامي والحقوقي نجاد البرعي انتقاده أيضا للحملة الأمنية الجديدة، فقال في تغريدة له: "طيب سيعتقل ألف شاب وماذا عن الآخرين؟ سينجح في تسليم الجزيرتين فماذا عن أبناء من ماتوا دفاعا عنهما بعد أن قيل لهم أنهم يحمون أراضي مصرية؟".
وأردف البرعي: "الدولة القوية هي من تحترم حقوق الإنسان، والدولة العنيفة هي من تنتهك حقوق مواطنيها، تبقى الدول القوية حين تنهار الدول العنيفة، درس التاريخ".
وندد الباحث السياسي محمد سيف الدولة بالحملة، عبر "فيسبوك"، قائلا: "الذين يعتقلون الشباب، متوهمون أن المصريين جبناء سيتنازلون عن أوطانهم خوفا من القبض عليهم، يحتقرون مصر ويهينون شعبها".
كما رأى عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان ناصر أمين، عبر "تويتر"، أن "حملات القبض على الشباب من البيوت والشوارع تعني أن هناك قرارا بعودة العمل بقانون الطوارئ الذي استخدمه مبارك 30 سنة وأوقفته الثورة في 25 يناير".
وغرد الكاتب الصحفي خالد منتصر: "هل مكتوب على هذا البلد أن تعطله أو تمزقه الحماقة الأمنية؟ شباب على مقاهي مهما غضب أو تظاهر هل يكون الثمن أن تجعله بستبدل بكوب الشاي حزام ناسف".
وتساءل الفقيه الدستوري محمد نور فرحات على "فيسبوك": "بعد حملة القبض العشوائي الأخيرة، إما السكوت عن التنازل عن الأرض وإما السجن ومن خاف سلم، هل ينجح عبد الغفار فيما لم ينجح فيه العادلي؟ بدلا من القبض على الناس ناقشوهم فإما أن يقتنعوا وإما أن تقتنعوا وكلا الأمرين مستبعدان ولله الأمر".
وغرد الفنان محمد عطية: "حملة اعتقالات رخيصة زي اللي بيعملها، هيثم محمدين اتمسك وعمرو بدر اقتحموا بيته وشباب كتير اتقبض عليهم من بيوتهم ومن الشارع يا نظام جبان ورخيص، كل ده عشان رافضين يبيعوا الأرض، أخص على الرخص".
وأضاف المحامي والمرشح الرئاسي السابق خالد علي: "حملة قمعية مسعورة لاعتقال الشباب من الشوارع والمقاهي والبيوت، لا تعبر عن قوة النظام بقدر ما تعبر عن ارتجافه وفقدانه لاتزانه ورعبه من الحراك الشعبي ضد بيع الجزر".
وانتقد المحامي طارق العوضي الحملة قائلا على "فيسبوك": "مواجهة المعارضين للتنازل عن
تيران وصنافير بكل هذه الإجراءات القمعية توكد أننا على حق.. لماذ لا يتم تشكيل لجان متخصصة من كافة وجهات النظر هل لأنكم لا تملكون أي أدلة وأن أدلتنا أقوى؟".
كما استنكرت الناشطة السياسية إسراء عبد الفتاح الحملة، فقالت عبر "فيسبوك": "هو النظام ده عنده مشكلة ما مع الشاي.. بيقتلوا اللي بيعمل الشاي.. وبيخطفوا اللي بيشرب الشاي"، في إشارة لحادث مقتل بائع شاي على يد أمين شرطة بالرحاب بعد خلاف على دفع ثمن الشاي.
وعلق القيادي بحركة "6 إبريل" شريف الروبي، عبر "فيسبوك": "النظام يسقط، بعد تلك الحملة القمعية المسعورة المتطرفة ضد الشباب داخل البيوت والمقاهي والشوارع، تدل على فشل وسقوط النظام وصراعات نفسية لدى الحاكم الفاشل".
وتابع: "تلك الحملة ومهما أعقبها من حملات اعتقال وقتل وسحل لن تثنينا عن موقفنا وعن يوم 25 أبريل، لن ترهبنا آلياتك ومعداتك العسكرية القمعية المتطرفة".
وأضاف: "مكملين مشوار الثورة وحلم العيش والحرية والعدالة والعدل والكرامة، أكفاننا على أيدينا من أجل مصر وشعبها وكرامتها واستقلالها".
جدير بالذكر أن العديد من الدعوات قد أطلقت للتظاهر يوم الاثنين القادم، احتجاجا على تنازل قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي عن جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية.