تشهد مدينة
بانياس الساحلية منذ أيام؛ حملات اعتقال مكثفة طالت مدنيين معارضين للنظام السوري، من قبل ميليشيات موالية لبشار الأسد، بالتعاون مع الفروع الأمنية في المدينة، بحجة اعتقال مطلوبين والبحث عن أسلحة مخبئة في المدينة.
"الريس البحري"، وهو اسم مستعار لمصدر مطلع على
الاعتقالات الأخيرة، قال لـ"
عربي21"، إن "حملات الاعتقال المكثفة منذ أيام على أيدي
مليشيات موالية للنظام السوري وأخرى استخباراتية طالت أعدادا كبيرة من الشباب والرجال الذين عادوا إلى المدينة عقب رحلة نزوح سابقة"، مشيرا إلى أن المعتقلين هم من المعارضين للأسد.
ورأى المصدر أن "الاعتقالات التي طالت العشرات من المدنيين المناوئين للنظام (..) تحمل وجهين مختلفين من التطورات الهامة أولهما: إخماد أي حراك ثوري في المدينة التي أوجعت النظام السوري في الأعوام السابقة خلال التظاهرات السلمية، ومنع أي تدفق للسلاح للثائرين فيها وبالتالي استحكام أكبر للقبضة الأمنية فيها".
والأمر الثاني، بحسب المصدر: "استغلال عناصر المليشيات هذه الاعتقالات للتنصل من أي أوامر عسكرية لزجهم على جبهات القتال، وبالتالي بقائهم في المدينة بعيدا عن أي جبهات ساخنة".
وأشار "الريس البحري" إلى أن تكثيف حملات الاعتقال جاء عقب عثور المليشيات الموالية للنظام على "مخزن بندقية آلية" في إحدى المزارع، وقال إن كل معتقل خلال هذه الحملة سيسعى إلى دفع مبالغ مالية كبيرة للمليشيات لإطلاق سراحه، معتبرا أن هذه الاعتقالات ستنقلب إلى تجارة مربحة لأصحاب النفوذ والسلطة في بانياس.
وتعد مدينة بانياس ككل، بحسب الريس، "مدينة خارج التغطية لوقوعها بين جبال العلويين، ولا أحد يستطيع القيام بأي فعل أو تحرك سوى النظام السوري ومليشياته".
ومدينة بانياس التابعة إداريا لمحافظة طرطوس؛ ذات خليط سكاني متنوع، ويبلغ تعداد سكانها قرابة 172 ألف نسمة، نحو 45 ألف منهم هم من السُنة، و25 ألفا من المسيحيين، والبقية هم من أبناء الطائفة العلوية التي ينتمي منها الأسد.
كما تعتبر بانياس من أهم مدن الساحل، وتبعد نحو 40 كيلومترا إلى الشمال عن مدينة طرطوس، مركز المحافظة. وهي تطل على البحر الأبيض المتوسط، وهي بذلك تشكل مرفأ ومدينة ساحلية وسياحية، ويقع بها ميناء ومرفأ النفط الأول في
سوريا، ومن خلالها يتم تفريغ وتصدير النفط السوري.
وكانت بلدة البيضا التابعة لمدينة بانياس، قد شهدت مطلع شهر أيار/ مايو من عام 2013، مجزرة مروعة على يد قوات النظام السوري وموالين له، وراح ضحيتها أكثر من 248 قتيلا، حيث تم جمع الرجال والأطفال والنساء في مجموعات متفرقة ومن ثم نفذت بحقهم عمليات قتل وحرق وذبح.