نشرت صحيفة "ذيسفوتبول تايمز" البريطانية تقريرا حول الإنجازات التي حققها فريق
برشلونة في موسم 2003/2004، والتي وضعته في طريق المجد العالمي منذ ذلك الوقت إلى اليوم.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن موسم 2003/2004 يعتبر موسما مثاليا بالنسبة للنادي الكتالوني، وذلك لأن الفريق جمع بين ثلة من أبرز اللاعبين في العالم خلال تلك الفترة على غرار، نجم خط وسط البرازيل رونالدينيو، نجم البرتغال كواريسما، المدافع المكسيكي ماركيز، إضافة إلى عودة كل من لويس غارسيا من أتليتيكو مدريد وألفونسو من ريال بيتيس.
وذكرت الصحيفة أنه في صيف عام 2003 كانت هناك موجة من التفاؤل اجتاحت ملعب كامب نو، وذلك بعد انتخاب "خوان
لابورتا" المحامي أصيل برشلونة والبالغ من العمر 40 عاما رئيسا للنادي مكان "خوان غاسبارت" .
وأضافت الصحيفة أن لابورتا جمع مجموعة من المقربين مثل "ساندرو روسيل" الذي وضعه نائبا له، "فيريان سوريانو" المسؤول عن التسويق، "مارك إنغلا" مديرا عاما للفريق ولاعب برشلونة السابق "تكسيكيب جيريستين" مدير
كرة القدم.
ووضع خوان لابورتا استراتيجية تمكنه هو ومساعدوه من استعادة مجد الفريق، حيث قام بتقسيم المجموعة إلى شقين أساسيين، الأول يهتم بإرجاع الديون التي خلفها النظام السابق والمقدرة بـ 150 مليون يورو، والثاني يهتم بالبحث عن انتدابات جديدة تساعد على خروج الفريق من أزمته والبحث عن الكأس التي حرم منها لمدة أربع سنوات متتالية.
وذكرت الصحيفة أنه تم وضع الصربي "رادومير أنتيتش" كمدرب للفريق لتحقيق "استقرار السفينة"، وبالفعل تمكن هذا الأخير من الحصول على المركز السادس، وضمان التأهل لكأس الاتحاد الأوروبي.
وأضافت الصحيفة أن لابورتا كان يريد توقيع عقد مع ديفيد بيكهام لاعب مانشستر يونايتد، ولكن بيكهام فضل الانضمام إلى ريال مدريد وهو الشيء الذي سبب الإحراج لـ"لابورتا".
وأشارت الصحيفة إلى أنه ومع ذلك، لم يتوقف لابورتا عن البحث عن وسيلة لاسترضاء الجماهير الساخطة، وانتقل إلى الخيار الثاني، المتمثل في لاعب باريس سان جيرمان والفائز بكأس العالم، البرازيلي رونالدينيو.
وبحسب الصحيفة، حصل الإسبان على الموافقة بضم "رونالدينو" اللاعب صاحب الثلاثة والعشرين عاما، واشترط "فرانسيس غريل" رئيس باريس سان جرمان مبلغا يقدر بـ30 مليون يورو.
وأضافت الصحيفة أنه بعد انضمام الوجوه الجديدة للفريق على غرار رونالدينيو، ريكاردو كواريسما، رافاييل ماركيز وحارس المرمى التركي رشدي رتشبر، أصبح الجميع يتوقع مستقبلا مشرقا لبرشلونة.
وقالت الصحيفة إن هناك مجموعة صغيرة من الأعضاء الذين أطلقوا على أنفسهم اسم "الكلاب المسعورة" طلبوا من لابورتا دفع الفدية من تذاكر المباريات، إلا أنه رفض تملق هذه المجموعة، وأصر على أنه لا يوجد مكان لمثل هذا السلوك داخل برشلونة الجديدة. وهو ما دفع هذه المجموعة لشن حملة تخويف تمثلت في تخريب ممتلكات لابورتا وتهديده بالقتل.
وذكرت الصحيفة أنه في شهر كانون الثاني/يناير لعام 2004، اقتربت برشلونة من السقوط، وهو ما دعا لابورتا لإزالة المدرب السابق وجلب "
فرانك ريكارد" ليساهم في تنشيط الفريق.
وقالت الصحيفة إن لابورتا كان عازما على الوقوف إلى جانب ريكارد ورفض إجراء تغيير إداري، وبدلا من ذلك، قام بالتركيز على سوق الانتقالات كوسيلة لإحياء الموسم الكارثي، وقد تمكن من جلب لاعب خط الوسط الدفاعي البالغ من العمر 31 عاما "إدجار ديفيدز" كإعارة من يوفنتوس.
وأضافت الصحيفة أنه بعد وصول ديفيدز للفريق أصبح يمثل حافزا كبيرا، إذ إنه تمكن من إضافة صلابة إلى خط الوسط إلى جانب مواطنه فيليب كوكو، ووجود ديفيدز سمح لتشافي بالتقدم أكثر، وكان كل من رونالدينيو وسافيولا ولويس غارسيا يشكلون خطوط العرض الأمامية، وتمكنوا من الفوز على ريال سرقسطة بثلاثة أهداف نظيفة في ملعب كامب نو وذلك من خلال الأهداف التي سجلها كل من سافيولا ورونالدينيو وتشافي.
وأضافت الصحيفة أنه عقب التعادل في بلباو، تمكنت برشلونة من تحقيق خمسة انتصارات متتالية أمام كل من إشبيلية، ألباسيتي، أوساسونا، أتلتيكو مدريد وفالنسيا، وتمكنت في الأخير من الوصول إلى ملعب ريازور لمواجهة حامل اللقب ديبورتيفو في 29 شباط/فبراير.
وقالت الصحيفة إن الفريق الكتالوني تقدم في الشوط الأول من المباراة بثلاثة أهداف بفضل هدف سافيولا وهدفين من البرازيلي رونالدينيو، إلا أن الشوط الثاني شهد صحوة في النتيجة لمرتين من الفريق المضيف، ولكن "البارسا" كان أكثر إصرارا على الخروج بالنصر.
وفي الختام قالت الصحيفة إنه وعلى الرغم من أن موسم 2003-2004 لم يقدم العديد من الجوائز لبرشلونة، إلا أنه كان واحد من المواسم الأكثر أهمية في تاريخ النادي الكتالوني، وعلى الرغم من العراقيل تمكن الفريق من السير على حبل مشدود نحو النجاح.
وقد تمكن لابورتا من خلال وفائه بالمبادئ التاريخية لبرشلونة من تحقيق أشياء عظيمة، ووضع حجر الأساس لأمثال جوارديولا وتشابي وإنيستا وميسي.