فازت الكتلة الإسلامية، الجناح الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية "
حماس"، في
انتخابات مجلس طلبة
جامعة بيرزيت بمدينة
رام الله بالضفة الغربية المحتلة، في ظل تخوفات بشن الاحتلال الإسرائيلي والأجهزة الأمنية الفلسطينية حملة اعتقالات ضد أبناء الكتلة الإسلامية بالجامعة.
خيار المقاومة
وأعلن رئيس اللجنة التحضيرية للانتخابات محمد الأحمد، حصول الكتلة الإسلامية (كتلة الوفاء)، على 25 مقعدا، وحصول كتلة الشبيبة الفتحاوية (الشهيد ياسر عرفات) الجناح لطلابي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، على 21 مقعدا، كما حصلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على خمسة مقاعد، أما بقية الكتل الطلابية فلم تبلغ نسبة الحسم.
وأوضح رئيس اللجنة التحضيرية، أن "كتلة الوفاء" حصلت على 3481 صوتا، و"كتلة الشهيد ياسر عرفات" حصلت على 3035 صوتا، والشعبية على 668 صوتا، حيث بلغت نسبة التصويت 76.61%، من إجمالي العدد الذي يحق له التصويت والبالغ 9892 طالبا.
من جانبه، أكد ممثل الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت، طارق ربيع، أن فوز الكتلة هو "فوز لخيار المقاومة، وخيار الوحدة الوطنية، وهو يعكس رأي واتجاه الشارع الفلسطيني الذي يمثله طلاب جامعة بيرزيت"، مؤكدا أن كتلته "تتبنى خيار المقاومة داخل الجامعة وتدعمه".
وتوقع ربيع في حديثه لـ"
عربي21"، أن تقوم "قوات الاحتلال الإسرائيلي، والأجهزة الأمنية الفلسطينية بملاحقة واعتقال كوادر الكتلة"، لافتا إلى أنه "بعد كل فوز للكتلة تكون هناك حملة اعتقال من الاحتلال وأحيانا من الجانب الفلسطيني".
مشكلة كبيرة
وأكد ممثل الكتلة الإسلامية، أن "هناك الكثير من العقبات وقفت أمامهم، منها الاعتقالات الواسعة والمتكررة لرموز الكتلة، ومصادرة مقتنيات والأدوات الكتلة، والملاحقة والاستدعاءات المتكررة، والتخويف من قبل الأجهزة الأمنية".
وتعليقا على نتيجة الانتخابات، عبر الخبير السياسي عبد الستار قاسم، عن اندهاشه من الأصوات التي حصلت عليها حركة الشبيبة الطلابية؛ الجناح الطلابي لحركة "فتح"، بقوله: "ما حصلت عليه (فتح) عدد كبير".
وأضاف عبد الستار قاسم لـ"
عربي21": "في ظل فساد السلطة الفلسطينية وتعاونها العلني والمكشوف مع "إسرائيل"، ما زال هناك العديد من الناس ينتخبون السلطة وأعوانها؛ وهذه مشكلة كبيرة"، متسائلا: "ماذا يجب أن نفعل من أجل أن نقنع الناس بأن خط السلطة؛ هو خط أضاع القضية الفلسطينية وأهلكنا وسبب لنا الكثير من المصائب".
ورأى قاسم، أن نتيجة تلك الانتخابات تؤكد أن "هناك مشكلة حقيقة في الوعي الفلسطيني بما يجري على الساحة الفلسطينية"، مؤكدا أنه "من المؤسف جدا أن أهل السلطة يحصلون على هذا العدد الكبير من الأصوات".
وحول ما تشير إليه نتائج الانتخابات من التفاف الفئة المثقفة التي تتمثل بطلاب الجامعات، حول خيار المقاومة رغم كل محاولات السلطة والاحتلال لكبح جماح حركة "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في الضفة الغربية المحتلة، قال قاسم: "وبالرغم من هذا ما زالت السطلة تحصل على أصوات كثيرة؛ وهذه مصيبة"، بحسب تقديره.
إسناد للانتفاضة
بدورها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فوز جناحها الطلابي "الكتلة الإسلامية"، في هذا الانتخابات بمثابة "مبايعة جديدة لخيار المقاومة، ورسالة دعم وإسناد للانتفاضة الثالثة، ودليلا على قوة حركة "حماس" رغم كل التحديات التي تتعرض لها".
وأشادت "حماس"، في بيان لها نشرته الأربعاء، بـ"النموذج المتقدم، الذي قدمه مجلس الطلبة بقيادة الكتلة على قاعدة التمثيل النسبي"، منوهة أن الكتلة كان بإمكانها "تشكيل المجلس لوحده، والذي تعرض للاستهداف والملاحقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والسلطة الفلسطينية".
وأضافت: "كان أبرز ما قام به الاحتلال هو اعتقال رئيس مجلس الطلبة سيف الإسلام دغلس وعدد من أعضائه"، مثمنة دور إدارة جامعة بيرزيت "وحرصها على إنجاز الانتخابات بشكل دوري وإنجاحها، رغم كل محاولات التأثير التي تعرضت لها العملية الانتخابية من قبل جهات خارج الجامعة".
ويجدر العلم، أن ست كتل طلابية تنافست في تلك الانتخابات وهي؛ "كتلة الوفاء" الإسلامية التابعة لـ"حماس"، و"كتلة الشبيبة" التابعة لـ"فتح"، و"القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي"، و"تحالف جامعة بيرزيت"، و"تجمع المبادرة الطلابي"، و"كتلة فلسطين للجميع".