تواصل "وحدات حماية الشعب" الكردية، التابعة للإدارة الذاتية التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بمحافظة الحسكة (شمال شرق
سوريا)، ملاحقة الشبان العرب، بالإضافة إلى الشبان
الأكراد، بذريعة سوقهم إلى الخدمة الإلزامية في صفوف قواتها.
لكن هذه الخطوة أثارت رفض الأهالي وانتقادات النشطاء في منطقة الجزيرة السورية، حيث تحدث نشطاء لـ"
عربي21"؛ عن سعي الحزب إلى دفع من تبقى من السكان العرب في المنطقة للهجرة، تحت ضغط ملاحقة أبنائهم وإجبارهم على الخدمة في صفوف القوات التابعة له.
وقال الناشط الميداني ياسر عواد، وهو من أبناء محافظة الحسكة: "إن قوات الحماية الكردية قامت مؤخرا بمداهمة بعض القرى العربية للبحث عن الشبان الذين هم في عمر
الخدمة العسكرية، وأن هذه القوات اعتقلت 13 شابا من داخل مركز الحبوب في ناحية تل براك بريف المحافظة، كما قامت بنقل آخرين إلى مدينة القامشلي تمهيدا لتجنيدهم في صفوفها".
وأشار عواد إلى أن قيادة الوحدات الكردية تتوعد العائلات التي يتهرب أبناؤها من الالتحاق بالخدمة العسكرية لديها بعقوبات شديدة، تحت ذريعة أن دماءهم ليست أغلى من دماء بقية المقاتلين الذين تقول الوحدات الكردية إنهم يدافعون عن سكان المنطقة بوجه الإرهاب.
لكن ياسر عواد يرى أن "حملة الاعتقالات والتجنيد الإجباري التي أطلقتها مليشيات الوحدات الكردية تهدف إلى تهجير السكان العرب واستبدال الواجهة السكانية للمنطقة"، وفق قوله.
من جانبه، قال جلال الدين، وهو اسم مستعار لطالب جامعي من سكان إحدى القرى العربية في ريف الحسكة: "أغلب شباب القرى والبلدات في المحافظة يخاطرون أثناء التوجه إلى الجامعة عند المرور بحواجز القوات الكردية، وكذلك حواجز قوات النظام السوري والتي غالبا ما تكون متجاورة"، مشيرا إلى عزوف الشباب عن البقاء بالمدينة وتفضيلهم الهجرة خارج مناطق
الإدارة الذاتية الكردية. وقال إنه شخصيا لا يخفي نيته الهجرة قريبا بسبب تخوفه من الاعتقال والسوق للخدمة الإلزامية.
ويرى عمران حسين، وهو من أبناء ريف الحسكة، أن "سكان الجزيرة أرهقوا من الحصار وارتفاع الأسعار وندرة فرص العمل، بينما القوات الكردية منشغلة بملاحقة الشباب وحملات التجنيد الإجباري". وتابع متسائلا بلهجته القروية: "إذا كانوا غير قادرين على تأمين مستلزمات الناس، ليش أعلنوا دولة؟!! هل صارت الدولة شوية شعارات ورفع علم عنصري وحرق كم دولاب؟!"، كما قال.
يذكر أن إحصاءات أصدرتها جهات مختلفة خلال العاميين الماضيين أشارت إلى هجرة الآلاف من شباب المناطق التي تسيطر عليها قوات حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي ينظر إليه باعتباره الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني التركي، وغالبيتهم من الشباب الكرد بسبب رفضهم الخدمة الإلزامية التي يفرضها الحزب على سكان هذه المناطق من العرب والأكراد وغيرهم.