اعتبر وزير الخارجية الأمريكي جون
كيري خلال زيارة خاطفة له لجنيف الأحد، أن الصراع في
سوريا "خارج السيطرة"، مضيفا أنه تم تقديم "اقتراحات عدة" حول تفاصيل الهدنة، من دون تفاصيل إضافية.
وأضاف كيري مشيرا إلى النقاش حول إنشاء "آلية" متابعة: "سنحاول في الساعات المقبلة معرفة ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق، ليس فقط لإعادة العمل باتفاق وقف الأعمال القتالية، بل لإيجاد مسار نستطيع اعتماده"، لكي لا تكون النتيجة وقفا لإطلاق النار ليوم أو يومين فقط بل لأكثر.
وقال كيري: "لذا، فإن
روسيا والولايات المتحدة وافقتا على وجود عدد أكبر من الموظفين في جنيف للعمل 24 ساعة يوميا سبعة أيام في الأسبوع" لمراقبة الهدنة بشكل أفضل.
وتوصلت واشنطن وموسكو إلى "اتفاق وقف الأعمال العدائية" بين قوات المعارضة والنظام السوري ومن خلفه الدعم الروسي والمليشيات الإيرانية، في 27 شباط/ فبراير الماضي، إلا أن خروقات مستمرة لهذا الاتفاق، كان أغلبها من قبل الحكومة أدت إلى تأزيم الأوضاع على الأرض في سوريا من جديد.
وتدعي أمريكا أنها تسعى إلى إقناع روسيا بممارسة ضغوط على حليفها، بشار الأسد، لوقف هجماته على فصائل المعارضة السورية.
ومنذ 21 نيسان/ أبريل الماضي، تتعرض أحياء مدينة حلب، شمال سوريا، لقصف عنيف عشوائي من قبل طيران النظام السوري، وروسيا.
ولم تسلم من القصف المستشفيات والمنشآت الصحية، وكذلك المدنيين، فضلا عن تدهور الأوضاع الإنسانية هناك، وهو ما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاءه، واعتبرت استهداف المشافي "انتهاكا واضحا للقانون الدولي".
وأشار كيري إلى أن الهدنة التي تعود إلى تسعة أسابيع لها "تأثير إيجابي بصورة عميقة" وأنقذت حياة الكثيرين، ولكنها "تعرضت للاختبار" في الأسابيع الأخيرة.
وقال إن الهدف هو دعم هدنة عريضة يمكنها تحمل المزيد من الاختبارات. وتعهد أيضا بجلب المزيد من مراقبي وقف إطلاق النار لمراقبة الخروقات "24 ساعة يوميا سبعة أيام في الأسبوع".
وقال كيري: "نحاول التعجيل بذلك بأقرب صورة ممكنة، ولكنني لا أريد أن أعد وعودا لا يمكنني الوفاء بها".
وبين كيري أن الهجوم الجوي الأخير على مستشفى للأطفال في حلب، والذي أنحى باللائمة فيه على القوات الحكومية، كان عملا "غير أخلاقي غير مبرر"، ولكنه أضاف أن الجانبين، الحكومة والمعارضة، أسهما في "هذه الفوضى".
أوباما و"المنطقة الآمنة"
في سياق ذي صلة، رفض المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، الحديث عن مقترح فرض "مناطق آمنة" في حلب السورية.
وقال خلال الموجز الصحفي اليومي للخارجية الأمريكية بواشنطن: "لا يزال من المبكر جدا الحديث عن تفاصيل محددة، وما نريد أن نراه هو أن تصبح كل دولة سوريا منطقة آمنة؛ حيث لا يتعرض الشعب للقصف بالغازات (الكيماوية) أو البراميل المتفجرة".
ورغم محاولات أنقرة المستمرة لإقناع واشنطن بتبني مقترح إنشاء "منطقة آمنة"، شمال سوريا، تشمل حظرا للطيران فيها، فإن الأخيرة تصر على أن هذا المقترح صعب التنفيذ، ويتطلب جهدا وأموالا كثيرة.
وأودت الحرب في سوريا، التي بدأت في آذار/ مارس الماضي، بحياة مئات الآلاف، وشردت الملايين من منازلهم، وأثارت أسوأ أزمة لجوء في العالم، وأتاحت لمتشددي تنظيم الدولة فرصة السيطرة على أراض والانطلاق منها لشن هجمات في أماكن أخرى.
وتعثرت جميع الجهود الدبلوماسية لنزع فتيل هذه الحرب؛ بسبب الخلاف على مصير الأسد الذي يرفض قبول مطالب المعارضة برحيله.