ردت
دار الإفتاء المصرية على الخطاب الأخير لزعيم تنظيم "
القاعدة"، أيمن
الظواهري، بأنه "يمثل محاولة لاسترجاع زعامة الجهاد العالمي في ظل تنافسه المحموم مع تنظيم داعش الإرهابي".
وأضافت في بيان لها الثلاثاء، أن تنظيم القاعدة يقدم "نفسه كطليعة الجهاد الحق ضد أمريكا وروسيا وبريطانيا، وكأصحاب منهج صحيح، على خلاف داعش التي يصفها تنظيم القاعدة بالخوارج الغلاة والتكفيريين الجدد".
وأوضح "مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة"، التابع لدار الإفتاء المصرية، أن أيمن الظواهري جمع في خطابه الأخير بين العدو البعيد: الغرب، وما يعتبره العدو القريب، وهو ما يسميها أنظمة الحكم في البلاد العربية، حيث دعا في خطابه إلى "الدفاع عن الجهاد في الشام" ضد بريطانيا وأمريكا والسعودية ودول تابعة، التي زعم محاولتها "تقديم إسلام مزيف"، ووصف أنظمة وحكام تلك الدول بالردة، وذلك في تسجيل جديد منسوب له، نشرته مؤسسة السحاب، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة.
وكان زعيم تنظيم القاعدة قال في التسجيل، الذي نشر الأحد، إن الصورة الوحيدة في ثورات الربيع العربي هي الثورة في الشام؛ لأنها "انتهجتِ الطريقَ الصحيحَ، طريقَ الدعوةِ والجهادِ لإقامةِ الشريعةِ وتحكيمِها"، مهاجما في الوقت نفسه تنظيم الدولة وخليفته "إبراهيم البدري".
كما هاجم السعودية التي تدعو "لإقامة إسلام مزيف"، على حد قوله.
ولفت المرصد إلى أن الظواهري يستخدم آليات خطابية من القرآن الكريم والسنة المطهرة؛ لتخدم أغراضه في الصراع على زعامة موهومة مثل قوله: إن الأكابر المجرمين في الدنيا قد اجتمعوا على «منعِ قيامِ دولة مجاهدة في شامِ الرباطِ والجهادِ.. وبدأتِ المؤامراتُ والدسائسُ والضغوطُ والإغراءاتُ»، وأشار إلى وجود ما وصفها بـ«طائفة مجاهدة، من خيارِ الأنصارِ والمهاجرين، ثابتة على الحقِ لا تتزحزحُ عنه، فالتفت حولَها الأمةُ المسلمةُ في الشامِ، وأدركتِ الفرقَ بين صحةِ منهجِها وزَيفِ منهجِ الخوارجِ الغلاةِ التكفيريين الجددِ،» على حد تعبيره، في إشارة إلى عبارات تستخدمها القاعدة لوصف تنظيم الدولة.
وقال المرصد إن الظواهري يسعى لتجنيد المزيد من الأتباع والأنصار، فيبرز اتساع جبهة المواجهة في سوريا وتعدد أطرافها، مستخدما قاموسه في وصف هذه الأطراف، فيقول: واجب المسلمين الحقيقي هو «التحريض على وحدةِ المجاهدين في الشامِ، حتى يتحررَ من النظامِ النصيريِ (العلوي) العلمانيِ وأعوانِه الروافضِ الصفويين وحلفائِه الروسِ والغربِيين الصليبين، وحتى يقومَ فيه كيان إسلامي مجاهد راشد».
وفيما يخص جهة النصرة، أضاف المرصد أن الظواهري يخشى من انفضاض تنظيم جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة، فرفض الدعوة إلى إنهاء جبهة النصرة، لبيعتها له بالقول: «هل سيرضى أكابرُ المجرمين عن جبهةِ النصرةِ لو فارقت القاعدة، أم سيلزمونها بالجلوس على المائدة مع القتلة المجرمين، ثم يلزمونها بالإذعان لاتفاقاتِ الذل والمهانة، ثم بالرضوخ لحكومات الفساد والتبعية، ثم بالدخول في لعبة الديمقراطية العفنة»، محذرا إياهم من أنهم سيلقون بهم في السجنِ.