كشف موقع "سحام نيوز"
الإيراني، في تقرير نشره عن مصادره المقربة من الرئيس الإيراني حسن
روحاني، عن تطور الخلافات بين حكومة روحاني وبين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي
خامنئي.
وقال الموقع إن خامنئي "بدأ في التدخل المباشر لحذف الحلفاء الرئيسيين لشخص الرئيس الإيراني حسن روحاني من داخل الحكومة الإيرانية".
وأضاف أن الخلافات تطورت بين روحاني وخامنئي حول الاتفاق
النووي وحول هوية الحكومة، وظهرت نظرية "دين الدولة والدولة الدينية".
واعتبر الموقع الإصلاحي تدخلات خامنئي في الحكومة، محاولة منه للسيطرة على مؤسسات الدولة كافة.
وحذر من أن تؤدي سياسة المرشد الحالية إلى انهيار النظام الجمهوري قائلا: "خامنئي كان واضحا في سلوكه منذ بداية هذا العام، وإذا لم يؤخذ هذا الوضع على محمل الجد فسوف يتسبب في انهيار النظام الجمهوري الإيراني".
وعن تفاصيل تدخل خامنئي، فقد قال إنه "أمر الرئيس الإيراني حسن روحاني، بشطب محمد نهاودنيان مساعد روحاني وحسين فريدون شقيق الرئيس ورئيس مكتب روحاني، وإن هؤلاء لم يشاركوا فعلا في جلسات الحكومة الرسمية".
وقال إن "الضغوط المباشرة التي يمارسها المرشد على حكومة روحاني وصلت إلى مرحلة صدور الأوامر المباشرة لأعضاء الحكومة بحضور روحاني، وتمجيد خامنئي للنائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري، بحضور الرئيس وجميع أعضاء الحكومة، ووصف المرشد جهانغيري بأنه قائد الوزراء وأن جميع الوزراء تحت إمرته لمحاربة الفساد الاقتصادي في إيران".
وأضاف "سحام نيوز": "يحاول خامنئي إضعاف موقع الرئيس روحاني داخل الحكومة، وأن يكون هناك بعض الشخصيات التابعة له داخل الحكومة، تخضع لأوامره وتكون عناصر نفوذ المرشد داخل الحكومة، كما حدث ذلك في العامين الأخيرين من حكومة أحمدي نجاد، حين قام خامنئي بتقريب محمد رضا رحيمي النائب الأول لنجاد، وأصبح المرشد يتواصل مع الحكومة من خلال رحيمي وليس الرئيس. وهذه هي الحالة".
وحول موقف روحاني من كل هذه الخلافات، فقد كشف الموقع أن روحاني حاول عدة مرات تلطيف الأجواء بينه وبين المرشد، خلال الاجتماعات التي تعقد بين الطرفين، ولكن خامنئي كان يصر على مواجهة روحاني، وكان ينتقد حكومته بشدة.
وقال: "يبدو أن حسن روحاني وعلي خامنئي من خلال تصريحاتهما وخطبهما العامة دون الإشارة المباشرة إلى مستوى الخلافات، كشفا عن دلالات واضحة على هذه الخلافات بين الطرفين خلال الأشهر الأخيرة".
وأشار الموقع إلى أن الهجوم على حكومة روحاني من شأنه أن يضطر الوزراء إلى العمل على الحصول على رضا المرشد، الأمر الذي أثر على كفاءة عمل الحكومة.
ويرى المراقبون للشأن الإيراني أن هناك حرب رسائل متبادلة بين المرشد والرئيس، أصبح الشارع الإيراني يتابعها بقوة، وآخرها كان تصريح المرشد الأخير الذي انتقد من خلاله الترويج للغة الإنجليزية في إيران، واعتبرها إحدى أدوات الغرب للتأثير على إيران. وردا على تصريحات المرشد، فقد أكد روحاني ضرورة تعلم الشباب اللغة الإنجليزية، وقال: "اللغات الأجنبية التي يمكننا أن نعلمها لشبابنا سوف تفتح لنا نوافذ جديدة من العلم والتكنولوجيا، كما أننا نستطيع من خلالها أن نتواصل مع العالم المحيط بنا ونفهمه".