ثمن مكتب الإخوان المسلمين المصريين في الخارج لإدارة الأزمة، القرارات التي أصدرتها اللجنة الإدارية العليا في الداخل كخارطة طريق، "لتقوية مؤسسات الجماعة وتدعيم الشورى والثقة في جمهور الإخوان واختياراته".
وكانت اللجنة الإدارية العليا لجماعة الإخوان المسلمين، التي تمثل أحد طرفي الخلافات داخل الجماعة والمعروفة إعلاميا بالقيادة الجديدة أو الشبابية في مواجهة الجبهة المعروفة إعلاميا بالقيادة التاريخية التي يتزعمها القائم بأعمال المرشد العام محمود عزت، أعلنت السبت الماضي رسم خارطة طريق وصفتها بالواضحة، لإنهاء أزمة الجماعة الداخلية.
وتضمنت
خارطة الطريق عدة نقاط؛ أهمها تراجع جميع أطراف الأزمة خطوة للخلف، وترك الفرصة لجيل جديد يختاره الإخوان بكل حرية وشفافية، وإجراء انتخابات شاملة وفق اللائحة القديمة بكل مكاتب الجمهورية بدءا من شورى الشعبة، وانتهاء بشورى المحافظة، وكافة المكاتب التنفيذية خلال شهر أيار/مايو الجاري، وانتخاب حصة المحافظة بالشورى العام وفق اللائحة خلال الأسبوع الأول من حزيران/يونيو.
كما ثمن مكتب الإخوان بالخارج، في بيان له الأربعاء، الموقف الذي أعلنه عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان
محمد كمال، والذي أعلن، استقالته من كافة التشكيلات الإدارية بالجماعة، وعدم ترشحه لأي موقع تنفيذي بالجماعة مستقبلا، داعيا جميع قيادات الإخوان إلى اتخاذ إجراء مشابه، ومطالبا بدعم انتخاب قيادات شابة جديدة.
وقال المكتب إن ما قام به "كمال" يعبر عن "أسمى معاني التجرد، وداعما لما أعلنته اللجنة الإدارية العليا، وضاربا المثل بعدم التمسك بمناصب قيادية والرجوع للصف لاختيار قياداته المناسبة للمرحلة".
ودعا جميع الإخوان إلى أن يتكاتفوا ويدعموا خياراتهم، متجاوزين أية خلافات سابقة، ليكونوا صفا واحدا قويا للعمل الجاد من أجل إسقاط حكم الفساد والاستبداد والانقلاب العسكري، وذلك استجابة للكثير من المبادرات التي أطلقتها جهات متعددة حريصة على تماسك الجماعة ودورها، وعلى رأسها مبادرة الشيخ يوسف القرضاوي.
وأضاف أن "الحرص على الشورى والاحتكام لها وتقوية وتفعيل مؤسساتها أمر واجب علينا جميعا، وإن مكتب الإخوان المسلمين المصريين بالخارج يشد على يد اللجنة الإدارية العليا، ويثمن جهودها وحرصها، ويدعو جميع الإخوان إلى التعاون من أجل إنجاح هذه الخارطة وتفعيل مؤسسات الجماعة، سائلين الله تعالى أن يهدينا سبلنا ويفتح لنا بالحق وهو خير الفاتحين".
كما ثمنت الهيئة الشرعية لعلماء الإخوان المسلمين خارطة طريق اللجنة الإدارية العليا، مؤكدة أنها اشتملت على خطوات تنفيذية للخروج من الأزمة وإبعاد شبح الانقسام عن الجماعة الذي باتت أماراته تلوح في الأفق، وفق قولها.
وأهابت، في بيان لها، بجميع الإخوان المسلمين بأن يقفوا مع "هذه الخطوات التنفيذية، والتي فيها مصلحة الجماعة والأمة، وأن يعلنوا ذلك حتى تعود الجماعة يدا واحدة، فتعلو رايتها وعزتها بصف رباني مثابر ومجاهد وقيادة راشدة تقف أمام هذه الهجمة الشرسة ضد الإسلام والمسلمين وتستطيع كسر هذا الانقلاب الغاشم وتقدم رؤية جديدة للمستقبل".
وظهرت أزمة جماعة الإخوان الداخلية للعلن بوضوح في شهر أيار/ مايو من العام الماضي، وذلك على خلفية تباين وجهات النظر بشأن مسار مواجهة سلطة الانقلاب وشرعية القيادة في الظرف الجديد.
واشتعلت تلك الخلافات في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، حينما أعلن مكتب الإخوان المسلمين في لندن إقالة محمد منتصر من مهمته متحدثا إعلاميا باسم الجماعة، وتعيين متحدث جديد بدلا منه، هو طلعت فهمي، وذلك في أعقاب خروج مشرف للجنة إدارة محمد عبد الرحمن بعدد من القرارات الموقعة منه، التي قال إنها باعتماد من القائم بأعمال المرشد العام للإخوان عزت، التي تقضي بإعفاء بعض حاملي الملفات المهمة وتجميد عضويتهم، وأبرزهم المتحدث الإعلامي محمد منتصر.