كشفت دراسة أعدها مؤخرا "مركز الرأي السوري للاستطلاع والدراسات"، وهو مركز موال للنظام السوري، أن نسبة السوريين الذين يعيشون تحت خط
الفقر تصل إلى 87.4 في المئة، وفقا لمعيار البنك الدولي، كما وجدت الدراسة أن الأسرة السورية تحتاج الآن ما يعادل ستة أضعاف متوسط الأجر الحالي لتستطيع مواصلة حياتها بشكل وسطي.
وفي التفاصيل، اعتبرت الدراسة التي استندت إلى 1500 عينة مفردة، موزعة على خمس محافظات سورية بالتساوي، وأجريت لصالح جامعة يابانية، أن للحصار الاقتصادي الدولي المفروض على النظام، دور مؤثر"في هجرة السوريين عن البلاد"، كما تحدثت عن "العامل الأمني"، الذي فاقم بدوره من هذه الهجرة.
وبينما ذكرت الدراسة انخفاض نسبة العاملين في القطاع الصناعي والزراعي إلى ما دون الـ17 في المئة من مجمل السكان، أشارت إلى تراجع كبير في نسبة العاملين في القطاعات الخدماتية، كما تحدث عن دمار 60 في المئة من البنية التحتية.
وبعد أن قدرت الدراسة عدد ضحايا الحرب في
سوريا بما يزيد عن 250 ألف قتيل ومفقود، ألمحت إلى حاجة حوالي مليون نسمة من أفراد أسر
القتلى والمفقودين، للرعاية لعشر سنوات على الأقل.
وتأتي هذه الأرقام شبه الرسمية، بينما شهد سعر الليرة السورية انخفاضا قياسيا جديدا، حيث تجاوز سعر الدولار الواحد في الأسواق السورية الإثنين 650 ليرة سورية، رغم إعلان المصرف المركزي ضخ كميات من العملة الأجنبية في السوق.
خسائر الطائفة العلوية
وبينما تتحدث الدراسة عن 250 ألف قتيل ومفقود على مدار عمر الحرب في سوريا، تفيد آخر التقديرات الصادرة عن المركز السوري لبحوث السياسات، العام الحالي، بأن حوالي 470 ألف سوري لقوا مصرعهم خلال الثورة السورية، فضلا عن الجرحى، وهو ما دفع بالمعارض العلوي المنشق عن النظام، ياسين عضيمة، إلى التعبير عن اعتقاده بأن هذا الرقم الأول هو رقم يخص ضحايا الحرب الذين هم في صف النظام.
وأوضح عضيمة لـ"
عربي21"؛ أن "واقع الحال يقول إن هذا الرقم (250 ألفا) مقارب لأعداد قتلى جيش النظام، والشبيحة"، مضيفا: "تقارب حصيلة القتلى من الطائفة العلوية لوحدها الـ100 ألف قتيل"، وفق تقديره.
بدوره، أكد المعارض السوري أكثم نعيسة، وهو علوي أيضا، نقلا عن مصادر علوية في الداخل السوري، أن عدد قتلى الطائفة يصل إلى 83 ألف قتيل، وحوالي 60 ألف جريح.
وأشار نعيسة، في حديثه لـ"
عربي21"، إلى تذمر بدأ ينتشر في أوساط الطائفة، بسبب بقاء بشار والغلاء والحرب، كما قال.
لكن نعيسة رأى أنه "ما لم يتم طرح مشروع وطني، يطمئن جميع أبناء سوريا بمختلف طوائفهم، وخصوصا المسيحية والعلوية، وتحمله غالبية القوى على الأرض، فالحرب ستبقى لسنوات طويلة؛ لأن الخوف يدفع بهم إلى القتال بشراسة مع النظام"، على حد تعبيره.