مع مرور 14 عاما على اعتقال القوات الإسرائيلية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان
البرغوثي (57 عاما) في عام 2002؛ تتجدد الحملات الإعلامية، والفعاليات الحقوقية المطالبة بإطلاق سراحه، وترشيحه لنيل
جائزة نوبل للسلام.
وكان نواب في البرلمان البلجيكي من عدة أطياف سياسية، أعلنوا الأربعاء الماضي، ترشيح البرغوثي لنيل جائزة نوبل للسلام، باعثين برسالة الترشيح الرسمية إلى لجنة جائزة نوبل النرويجية.
وفي السياق ذاته؛ تبنى اتحاد البرلمان الأفريقي السبت الماضي، ترشيح البرغوثي لجائزة نوبل للسلام في جلسته المقررة في السابع من تموز/يوليو المقبل، وفق ما أعلنه رئيس ملف العلاقات الخارجية في البرلمان الزيمبابوي كينديس باردازا.
وأوضحت فدوى، زوجة الأسير البرغوثي، والعضو في المجلس الثوري لـ"فتح"، أن "الجهود التي تقوم بها لإطلاق سراح زوجها؛ التي تتمثل في لقاءات مع نشطاء سياسيين، ولجان حقوقية عالمية؛ جعلت مروان رمزا عالميا".
وقالت إن "لقائي الأهم كان مع وزير الخارجية المصري سامح شكري في نيسان/أبريل بالقاهرة، نظرا لمعرفة مصر أهمية الدور السياسي لمروان"، مضيفة: "لدي ثقة كبيرة بأن الشعب الفلسطيني سيختاره لأي موقع يراه مناسبا".
نهاية عهد عباس
ويتزامن تردد اسم البرغوثي هذه الأيام؛ مع اقتراب نهاية عهد الرئيس الفلسطيني
محمود عباس (81 عاما)، وبروز أسماء خليفة له، كمحمد دحلان، وصائب عريقات، وماجد فرج، وجبريل الرجوب، ومروان البرغوثي.
وعلمت "
عربي21" من مصدر فتحاوي بغزة، أن "البرغوثي لديه مؤيدون من قيادات فتحاوية وازنة في الضفة الغربية، كصائب عريقات، ومحمد الحوراني، وقدورة فارس، وأحمد غنيم، وجمال حويل".
وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "القيادي الفتحاوي محمد دحلان يُعد أحد حلفائه"، مؤكدا أنه "التقاه في سجن هداريم الإسرائيلي عام 2011، واتفقا على ترتيبات ترشيح البرغوثي لرئاسة السلطة، بحيث يصبح دحلان رئيسا لفتح أو الحكومة المقبلة، وهذا الاتفاق ما زال قائما حتى اللحظة"، على حد قوله.
لا أحد يعلم متى قد تحصل
الانتخابات الرئاسية، لكنها متوقعة في أي لحظة؛ بسبب الوضع الصحي لعباس، وتقدمه في العمر، وإمكان اتفاق "فتح" و"حماس" عليها.
فرصة كبيرة
وقال القيادي الفتحاوي، رئيس اللجنة السياسية في المجلس التشريعي، عبدالله عبدالله، إن مروان البرغوثي قيادي كبير؛ يحصل على تعاطف شعبي كباقي الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وأضاف لـ"
عربي21" أن البرغوثي "يعد من الأسماء المرشحة للانتخابات الرئاسية المقبلة؛ في حال لم يرشح الرئيس عباس نفسه مجددا إليها"، مشيرا إلى أنه "في ظل امتلاك مروان سجلا نضاليا، وامتلاكه شبكة علاقات وطنية واسعة في الساحة الفلسطينية، وتردد اسمه في المحافل الدولية؛ فإن فرصة ترشحه للرئاسة كبيرة".
وعلى غير العادة؛ أجرى المركز الفلسطيني للإعلام، الموقع الإخباري الأقرب لـ"حماس"؛ لقاء موسعا مع البرغوثي في نيسان/أبريل، للحديث عن مستقبل العلاقة الإستراتيجية بين "فتح" و"حماس".
علاقات جيدة مع "حماس"
وقال المتحدث باسم
حركة حماس، حسام بدران، ذو العلاقات الشخصية الجيدة مع البرغوثي، إن "الانتخابات الرئاسية استحقاق وطني، ولكن من السابق لأوانه الحديث عن مرشحين، وإذا كان الترشح حقا لمروان؛ فإن الأهم أن يكون للفلسطينيين دور في اختيار رئيسهم، وليس للتأثيرات الإقليمية والدولية".
وأضاف لـ"
عربي21": "نحن في حماس نحتفظ بعلاقات جيدة وإيجابية مع مروان، وهناك تواصل معه بطرق مختلفة، ومعنيون بالحفاظ على أوسع حالة توافق معه ومع غيره حول مستقبل القضية الفلسطينية".
وتحدث موقع ويللا الإسرائيلي في 20 نيسان/أبريل الماضي، عن خطة بين البرغوثي و"حماس" لمواجهة "إسرائيل" عبر حجب وصول الإسرائيليين لمستوطناتهم في الضفة الغربية، بتشكيل دروع بشرية فلسطينية، والإضرار بشبكات المياه والكهرباء والإنترنت في المستوطنات، واعتماد مقاومة غير مسلحة.
نقطة ضعف
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بنابلس، عبدالستار قاسم، إن "ترشح البرغوثي للانتخابات الرئاسية؛ منوط بتوافقه مع الدول الغربية وإسرائيل، التي لن تفرج عنه إلا إذا كان في مصلحتها".
وأضاف لـ"
عربي21": "في حال أفرجت عنه، ثم ترشح للانتخابات الرئاسية؛ فإن الفلسطينيين سيعدّونه خيارا إسرائيليا، وهذه نقطة ضعف له، مع أنه يمتلك شبكة علاقات واسعة، بما فيها حماس ودحلان، الخصمان اللدودان".
ويرى كثير من المراقبين؛ أن فرص البرغوثي بأن يكون المرشح الأوفر حظا للانتخابات الرئاسية في حال إجرائها "تتزايد"، بعدما تجاوز الاهتمام به الصعيد الفلسطيني، ليصل أبعادا إقليمية ودولية، مما قد يشكل في لحظة ما خيارا لهذه الأطراف، مشيرين إلى أن مما يزيد حظوظه في ترشحه للانتخابات الرئاسية؛ إعلانه التزامه بعملية السلام مع "إسرائيل"، وامتلاكه في الوقت ذاته علاقات مقبولة مع "حماس"، التي قد تبدي موافقة ضمنية على ترشحه.