استقبل البابا فرنسيس، ظهر الاثنين، في الفاتيكان، شيخ الأزهر أحمد الطيب، في لقاء تاريخي "ودي جدا"، بحسب المتحدث باسم الكرسي الرسولي، بعد عشر سنوات من العلاقات المتوترة بين المؤسستين الدينيتين.
ويشكل هذا اللقاء الأول بين البابا وشيخ الأزهر في الفاتيكان تتويجا لتحسن كبير في العلاقات بين الطرفين منذ تولي فرنسيس البابوية في 2013.
وقال البابا في مستهل اللقاء إن الرسالة من هذا الاجتماع، الذي تخللته معانقة بينهما، هي "لقاؤنا" بحد ذاته.
وكان الأزهر قد قطع الاتصالات مع
الفاتيكان في 2011؛ بسبب ما قال إنها إهانات متكررة للإسلام من جانب البابا السابق بنديكت السادس عشر.
جاء قرار الأزهر بعد أيام من استنكار البابا بنديكت لما وصفها بأنها استراتيجية للعنف تتخذ المسيحيين هدفا، وذلك بعد هجوم بقنبلة خارج كنيسة في مدينة الإسكندرية الساحلية قتل فيه 23 شخصا.
ومنذ انتخابه في 2013، ركز البابا فرنسيس بشدة على تحسين العلاقات بين الأديان، واستقبل
شيخ الأزهر الاثنين بابتسامة عريضة.
وقال البابا للصحفيين: "الرسالة هي الاجتماع".
واستغرق اللقاء الخاص بين البابا فرنسيس وشيخ الأزهر نصف ساعة تقريبا، بحسب بيان الفاتيكان، الذي أكد أنه جرى في أجواء من "الود".
وأشاد المسؤولان الدينيان "بالدلالات المهمة لهذا اللقاء الجديد في إطار الحوار بين الكنيسة الكاثوليكية والإسلام".
وأصدر الأزهر بيانا في القاهرة عن اللقاء في الفاتيكان يؤكد أن "الجانبين اتفقا على عقد مؤتمر عالمي للسلام، واستئناف الحوار بين الأزهر والفاتيكان".
وأفاد بيان الأزهر عن الزيارة بأن شيخ الأزهر قال خلال لقائه البابا: "إننا نحتاج إلى مواقف مشتركة، يدا بيد، من أجل إسعاد البشرية؛ لأن الأديان السماوية لم تنزل إلا لإسعاد الناس لا إشقائهم".
وأعلن المتحدث باسم الفاتيكان، فيديريكو لومباردي، أن البابا وشيخ الأزهر بحثا بشكل خاص "المشكلات المشتركة لدى سلطات وأتباع الديانات الكبرى في العالم".
وتطرقا كذلك إلى "السلام في العالم، ونبذ العنف والإرهاب، ووضع المسيحيين في ظل النزاعات والتوتر في الشرق الأوسط، وكذلك حمايتهم"، بحسب المتحدث.
وكان البابا الراحل يوحنا بولس الثاني زار شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي، في القاهرة، في 27 شباط/ فبراير 2000، قبل عام على اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر في الولايات المتحدة، التي زعزعت العلاقات بين الغرب والعالم الإسلامي.