انقضت خمسة أيام ولم تعثر السلطات
المصرية بعد على صندوق
الطائرة المصرية الأسود، رغم العثور على بعض الحطام في البحر شمالي محافظة الإسكندرية.
وتقف فرق البحث التي أوكلت إليها مهمة العثور على
الصندوقين الأسودين لطائرة "
مصر للطيران" المفقودة التي تحطمت وعلى متنها 66 شخصا، أمام صعوبات تقنية يحدد خبراء الطيران سببها بأنه بطء الاستجابة للمتطلبات الإجرائية في كوارث سابقة.
ومع اقتراب ثلاث سنوات قضتها فرق البحث في التنقيب عن طائرة الخطوط الماليزية (إم.إتش 370) في المحيط الهندي دون العثور عليها، فإن مهمة شاقة أخرى تبدأ في البحر المتوسط.
وأمام فرق الإنقاذ 25 يوما لا أكثر قبل نفاد طاقة بطاريات أجهزة الرصد تحت الماء المصممة لإرشادهم إلى صندوقي تسجيل بيانات الرحلة، وهم ينقبون في مساحة 17 ألف كيلومتر مربع شمالي مدينة الإسكندرية.
ويقول محققون فرنسيون إن الطائرة المصرية أرسلت تحذيرات برصد دخان على متنها. ولا تشير التحذيرات إلى سبب الدخان، ولا يستبعد خبراء الطيران عملا متعمدا أو خطأ فنيا، بينما أرسلت مصر غواصة آلية للمشاركة في عملية البحث.
وهذه هي ثاني مرة خلال ما يزيد بقليل على عام واحد يكون فيها الاعتماد في عمليات البحث على تقنية الصندوق الأسود التي ابتدعت قبل عشرات السنين، بعد تحطم طائرة "إير آسيا" في بحر جاوة.
ووجه عدد من الخبراء انتقادات للتأخر في تطبيق التغييرات الخاصة على أجهزة الرصد لزيادة عمر بطارياتها، وتحسين فرص البحث عن الصناديق السوداء. وكان بين المنتقدين رئيس سابق لهيئة الطيران الفرنسية التي تساعد في البحث عن الطائرة المصرية.
يقول جان بول تروديك، الذي أشرف على تحقيق هذه الهيئة الحكومية الفرنسية خلال حادث طائرة إير فرانس متحدثا لـ"رويترز": "قضية البطاريات تمثل فضيحة حقيقية".
"تركيب البطاريات الجديدة سيتم بتكلفة لا تذكر. لم يكن هناك من سبب يدعو للانتظار حتى 2018"، كما يرى تروديك.
وخلال الأيام الأولى بعد أي حادث في البحر تكون الأولوية لاستخدام أجهزة سالبة، أي تلك التي لا يحتاج تشغيلها لأي طاقة تكون لها القدرة على رصد نبضات أجهزة الرصد. لكن ما إن تنفد طاقة هذه البطاريات حتى يتحتم على الباحثين استخدام أجهزة تعمل بالسونار وأجهزة آلية وهي معدات عالية التكلفة وتحتاج لوقت طويل. فعلى سبيل المثال تطلب الأمر عامين- باستخدام هذه الطريقة- للعثور على طائرة إير فرانس 447 في المحيط الأطلسي.
وقال هاني جلال محقق حوادث الطيران بمصر، الاثنين، إن محتويات الصندوق الأسود للطائرة التي تحطمت يوم الخميس سيتم تحليلها في مصر إذا عثر عليه سليما.
وأضاف أنه سيتم إرسال الصندوق الأسود للخارج لتحليله إذا تبين أنه قد أصابه التلف.