قال رئيس
القائمة العربية المشتركة في الكنيست الإسرائيلي، أيمن عودة، إن انضمام رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"
أفيغدور ليبرمان، للحكومة الإسرائيلية التي يقودها
بنيامين نتنياهو؛ هو "إمعان في العنصرية المؤسسية، ودليل على مدى الأزمة التي يعاني منها العمل السياسي في إسرائيل".
وأكد في حوار مقتضب مع "
عربي21" أنه "مع دخول المتطرف ليبرمان إلى الحكومة وتوليه وزارة الدفاع؛ ستشهد الأشهر القادمة معارضة شديدة من قبل قوى المركز، والقوى المهيمنة في إسرائيل، ضد نتنياهو شخصيا وسياسته".
ولفت إلى أن "الخط المركزي" المهيمن في "إسرائيل" المتمثل في نتنياهو وحاشيته، يدعي أنه يتفاعل مع ما يسمى "يمينٍا له بعض الضوابط"، مبينا أن "هذه لغة إسرائيلية؛ نحن في القائمة العربية لا نتفق معها، فمن غير المقبول أن يُصنف يعالون مقابل ليبرمان؛ على أنه شخص له ضوابط".
تعمق الأزمة
وأضاف عودة أن "يعالون كان سببا رئيسا في
جرائم فظيعة ضد الشعب الفلسطيني، وآخرها قتل الأطفال خلال الأشهر الأخيرة"، حيث شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة الضفة والقدس المحتلتين، جرائم إعدام ميداني ارتكبها جنود الاحتلال بحق العديد من الأطفال الفلسطينيين.
ورأى رئيس القائمة العربية المشتركة، أن ما "يحدث بين اليمين واليمين الأكثر تطرفا بأبعاده الفاشية الواضحة؛ سيعمق هذه الأزمة خلال الأشهر القادمة".
وفي الوقت الذي تشهد فيه "إسرائيل" أزمات متعددة، وخاصة بين الساسة والعسكر، والتي يرى مراقبون أنها ازدادت بعد تقديم يعالون استقالته، وهو العسكري الذي يلقى قبولا كبيرا لدى قادة جيش الاحتلال؛ يتوقع عودة أن تقاوم حكومة نتنياهو الحالية السقوط خلال الفترة القادمة؛ لأن "لديها من مقومات الصمود؛ ما يمنحها الحياة لمدة سنة على الأقل".
وقال إن "سؤال استمرار الحكومة؛ هو سؤال موقف أحزاب الائتلاف الحكومي، وكلها تؤيد استمرار الحكومة؛ لأنها تريد إنجاز الكثير من الوعود الانتخابية التي قدمتها للجمهور الإسرائيلي، ولم تنجزها بعد".
ولفت عودة إلى أن وزير المالية الإسرائيلي، رئيس حزب "كلنا" موشي كحالون، وعد بالمساهمة في حل أزمة السكن وغلاء المعيشة، ولم يحقق شيئا في هذين الجانبين، كما أن وزير التعليم الإسرائيلي، رئيس حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينت، حصل على ثلاث وزارت مهمة جدا (التعليم والقضاء والزراعة) وما كان ليحصل عليها لولا أنه ابتز نتنياهو، وكذلك زعيم حزب "شاس" درعي، الملاحق قضائيا، يريد أن يحقق إنجازات من خلال توليه وزارة الداخلية.
وأكد أنه "لا يوجد أي مركّب من مركبات الائتلاف؛ معني بانتخابات قريبة، ولهذا من غير المتوقع أن تُجرى انتخابات خلال هذه السنة".
ويضم الائتلاف الحكومي الحالي كلا من أحزاب "الليكود" بزعامة نتنياهو (30 نائبا)، و"البيت اليهودي" (8 نواب)، و"كلنا" (10 نواب)، و"يهودات هتوراة" (6 نواب)، و"شاس"(7 نواب)، ويقيِّد هذا الائتلاف الضيق -الذي ضم 61 نائبا من أصل 120- عمل الحكومة الإسرائيلية، ويجعلها عرضة لحجب الثقة والسقوط.
رئاسة المعارضة
وحول تطلعه كرئيس القائمة العربية المشتركة في الكنيست، لتولي
رئاسة المعارضة داخل "إسرائيل"؛ أوضح عودة أن المعارضة في "إسرائيل" منصة مهمة جدا، "فرئيسها يتحدث في المناسبات الرسمية، وفي افتتاح دورات الكنيست، ويتحدث مباشرة بعد رئيس الحكومة، ويلتقي به شهريا، كما أنه يتمكن من لقاء رؤساء الدول الذين يأتون إلى البلاد".
وأضاف: "رأينا أنه في حال دخول حزب المعسكر الصهيوني لحكومة نتنياهو، فنحن سنكون على أتم الاستعداد لرئاسة المعارضة؛ لنجعلها منصة كبيرة، نطرح من خلالها بديلا قيميا وأخلاقيا وديمقراطيا على كل المواطنين".
وقال عودة إن قائمته "شجبت" سعي حزب "المعسكر الصهيوني" لدخول الائتلاف الحكومي، لأنها ترى "أهمية كبيرة في عزل نتنياهو، وعدم المساهمة في إنقاذه"، معتبرا أن "أي حكومة وحدة وطنية؛ من شأنها المساهمة في إنقاذ نتنياهو.. لهذا نحن مبدئيا ضد هذه الخطوة، ولكن في حالة تمت؛ سنكون في رئاسة المعارضة بإسرائيل".
ومن الجدير ذكره؛ أن مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، اختارت في كانون الأول/ ديسمبر 2015، أيمن عودة ضمن قائمة المفكرين المئة الأهم في العالم.