يعاني
المصريون مع اقتراب شهر
رمضان، من ارتفاع كبير في أسعار جميع السلع، خاصة السلع الغذائية وتلك المرتبطة بالشهر الفضيل.
وقال تجار يعملون في مجال السلع الغذائية لـ"
عربي21" إن ارتفاع الأسعار يتواصل بشكل شبه شهري، بسبب الارتفاع المستمر في سعر الدولار مقابل الجنيه، وأكدوا أن أسعار "ياميش رمضان" شهدت هذا العام ارتفاعات كبيرة بلغت نحو 25 في المئة مقارنة بشهر رمضان من العام الماضي.
ووصل سعر صرف الدولار في السوق السوداء إلى نحو 11 جنيها متسببا في ارتفاع جنوني في أسعار جميع السلع، لا سيما المستوردة من الخارج.
ضعف الرقابة الحكومية
ويقول مراقبون إن ضعف الرقابة الحكومية على الأسواق ساهم في زيادة الأسعار، حيث استغل معظم التجار ارتفاع سعر الدولار ورفعوا أسعار منتجاتهم رغم استيرادها أو إنتاجها قبل زيادة شعر الدولار.
وقررت الحكومة صرف نقاط تموينة إضافية بداية من شهر حزيران/ يونيو المقبل تزامنا مع شهر رمضان تبلغ 20 في المئة من حصة كل مستحق وذلك لتقليل الآثار السلبية لارتفاع سعر الدولار.
من جانبه، أعلن وزير التموين، خالد حنفي، أن الحكومة ستدشن سلسلة من المعارض لبيع سلع شهر رمضان بأسعار مخفضة تقام تحت رعاية قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
وأوضح أن الحكومة ستضخ كميات كبيرة من السلع الغذائية الأساسية بأسعار أقل من الأسواق في أكثر من ثلاثة آلاف معرض في مختلف المحافظات.
وأعلن الوزير في تصريحات صحفية على هامش افتتاحه مبادرة "أهلا رمضان" لبيع سلع منخفضة السعر في المنافذ التابعة لوزارة التموين بمناسبة شهر رمضان، أنه سيتم لأول مرة صرف السلع التموينية وفارق نقاط الخبز من هذه المعارض السلعية خلال فترة شهر رمضان بقيمة إجمالية تصل إلى نحو مليار ونصف المليار جنيه، بجانب استمرار صرفها من المجمعات الاستهلاكية ومحلات البقالة التموينية.
لكن تقارير صحفية تؤكد أن تأثير هذه الحملات الحكومية على الأسعار محدود للغاية، بسبب قلة هذه المعارض وعدم انتشارها في القرى والمدن بشكل كافٍ، كما أن السلع المعروضة فيها لا تكفي الاحتياجات الحقيقية للأسواق.
العمل الخيري يتقلص
ومنذ سنوات طويلة، يقوم متبرعون وجمعيات خيرية في مصر بتوزيع مواد غذائية جافة على الفقراء ومحدودي الدخل بمناسبة حلول شهر رمضان، فيما يعرف باسم "شنطة رمضان"، إلا أن متطوعين ونشطاء في هذا المجال أكدوا لـ"
عربي21" أن الارتفاع الحاد في أسعار السلع الغذائية هذا العام أجبرهم على تخفيض كمية المساعدات التي يوزعونها على الفقراء إلى النصف تقريبا، بينما لجأ آخرون إلى تقليل محتويات الكيس الواحد لمواكبة الغلاء الذي ضرب كل السلع بلا استثناء.
وأشار متطوعون إلى أن المبالغ التي كانوا يجمعونها من المتبرعين قبل شهر رمضان لإعداد هذه "شنط رمضان" انخفضت هي الأخرى بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد منذ سنوات عدة.
دعوات للمقاطعة
وفي محاولة لكبح جماح الغلاء، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى وسائل الإعلام المصرية دعوات لمقاطعة "الياميش" منها حملة "نقدر نعيش من غير ياميش"، وحملة "قاطع الياميش علشان الجنيه يعيش" التي أطلقتها حركة "مواطنون ضد الغلاء" داعية المواطنين إلى الامتناع عن شراء "الياميش" المستورد لتخفيف الضغط على الجنيه وتوفير الدولار لشراء السلع الأكثر أهمية.
وأكد رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء"، محمود العسقلاني، في تصريحات صحفية، أن ارتفاع أسعار الكثير من السلع خلال الأيام الماضية جاء نتيجة استغلال بعض التجار أزمة الدولار لرفع الأسعار على الرغم من وجود كميات كبيرة من السلع في مخازنهم، مطالبا الحكومة بتشديد الرقابة على الأسواق وتعديل والقوانين لمحاسبة المتلاعبين بالأسعار ومنع احتكار السلع.
وبحسب وكالة "رويترز"، فإن بنوك استثمار عاملة في مصر إن القفزة التي سعر الدولار منذ آذار/ مارس الماضي كانت السبب الرئيس وراء صعود معدل التضخم في نيسان/ أبريل لأعلى مستوى في أربعة أشهر، وتوقعت موجة جديدة من الغلاء من يونيو المقبل مع حلول شهر رمضان.
وقفز معدل زيادة أسعار المستهلكين في شهر نيسان/ أبريل على مستوى الجمهورية إلى 10.9 في المئة، مقابل 9.2 في المئة، في آذار/ مارس بحسب ما أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الأسبوع الماضي، وأرجع الجهاز هذا الارتفاع إلى زيادة أسعار الخضروات والأرز والحبوب والدواجن والفاكهة والملابس.
وكان البنك المركزي قد خفض قيمة الجنيه في السوق الرسمية بنحو 14 في المئة، في آذار/ مارس الماضي، ليصل الدولار إلى 8.78 جنيهات، لكن سعر الجنيه انخفض بشدة في السوق السوداء في نيسان/ أبريل ليتجاوز الدولار 11 جنيها.