نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا تقول فيه إنه تم الكشف مؤخرا عن أن طبيبا عمل سبع سنوات مع الخدمات الطبية البريطانية في المملكة المتحدة، انضم إلى
تنظيم الدولة.
ويشير التقرير إلى أن عصام
أبو عنزة، البالغ من العمر 37 عاما، وهو من أصل فلسطيني، ويحمل الجنسية البريطانية، ترك زوجته وطفليه في شفيلد؛ ليذهب وينضم إلى المتطرفين.
وتذكر الصحيفة أن أوراق التسجيل، التي هي شرط للانضمام للتنظيم، تظهر بأنه اختار أن يكون مقاتلا، ولم يختر أن يكون انتحاريا، مشيرة إلى أن تعليقاته على مواقع التواصل الاجتماعي منذ دخوله إلى سوريا في تموز/ يوليو، تشيد بجرائم التنظيم.
ويلفت التقرير إلى أن أبو عنزة أشاد العام الماضي بالهجمات على "شارلي إيبدو"، حيث كتب: "الحمد لله على هذا العمل، اللهم اقتل أعداءهم جيشا ومدنيين، رجالا ونساء، كبارا وصغارا"، مشيرا إلى أنه علق حول حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، قائلا: "وددت لو حرقوه ببطء شديد، ثم أعالجه ليحرق مرة ثانية".
وتكشف الصحيفة عن أن أبو عنزة كتب بغزارة حتى شهر تشرين الأول/ أكتوبر، ثم توقف ولا يُعرف مكان وجوده، لافتة إلى أن تنظيم الدولة يحتاج بشدة لأطباء لمعالجة الجرحى، حيث اشتكى المتطوعون البريطانيون من زيادة عدد الوفيات الناتجة عن عدم وجود الكفاءات الطبية اللازمة.
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأنه بالرغم من القيود المشددة على حركة النساء، إلا أن تنظيم الدولة سمح بعمل بعضهن في المرافق الطبية؛ بسبب النقص في الطواقم الطبية.
وتبين الصحيفة أن طلب أبو عنزة يشير إلى أنه متخصص في الغدد وعلاج الاضطرابات الهرمونية، منوهة إلى أنه أول
طبيب من الخدمات الطبية الوطنية يتم تأكيد انضمامه لتنظيم الدولة، حيث كان التنظيم قد جند عددا من طلاب الطب، وقد تم سجن طالب الطب طارق حسني، الملقب بالجراح خلال دراسته؛ لأنه كان يخطط لإطلاق النار على ضباط شرطة وعسكر في لندن.
وينوه التقرير إلى أن هناك صورا للدكتور أبو عنزة في صفحته على الـ"فيسبوك"، يظهر فيها مرتديا ثياب العمليات الطبية، ويحمل بندقية، بينما تظهره صورة أخرى في لباس عسكري ويقرأ القرآن ويحمل بندقية آلية، مشيرا إلى أن صفحة الـ"فيسبوك" ذاتها تحتوي على صور طفليه.
وتنقل الصحيفة عن "بي بي سي"، التي كشفت عن هويته الليلة الماضية، قولها إنه تخرج في بغداد عام 2002، وحصل على تصريح بمزاولة عمله طبيبا في
بريطانيا عام 2009.
وتضيف "بي بي سي" أنه عمل في مستشفى "ريل" في شمال ويلز، في الفترة ما بين أيار/ مايو وتموز/ يوليو 2009، وفي مستشفى "سكاربرا" العام "شمال يوركشير"، في الفترة ما بين تشرين الأول/ أكتوبر 2012 وحتى آب/ أغسطس 2013.
ويفيد التقرير بأن أبو عنزة شارك في ورقة علمية عن مرض الليجونيرز عام 2009 في ويلز، حيث إن هناك فيديو يظهره وهو يصلي في مستشفى "سكاربرا"، مشيرا إلى أنه كان يدير شركة على الإنترنت لبيع الثياب العربية "الدشداشات"، لكنها أغلقت، كما تم حذف اسمه من سجل الأطباء؛ بسبب عدم تسديده للرسوم.
وتنقل الصحيفة عن أخته نجلاء، التي انتقدته على "فيسبوك"؛ بسبب تركه لوالديه، قولها إن عائلته لن تسامحه، وأضافت نجلاء لـ"بي بي سي" أنها عهدته شابا عصريا، ولا تدري ما الذي حصل له، ومن الذي دله على طريق الإرهاب، مشيرة إلى أن والديه لن يسامحاه، وقالت: "كان أمل والدي أن يراه قبل أن يموت، وقد أنفق ماله كله عليه وعلى تعليمه".
وبحسب التقرير، فإن الدكتور أبو عنزة، الذي رفضت زوجته التعليق على الموضوع، شجع الأطباء في الغرب على الانضمام لتنظيم الدولة، وكتب عن عمل الطبيب في ساحة حرب، حيث قال في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014: "نحن بحاجة إلى أطباء في سوريا من التخصصات كلها، خاصة في جراحة الأوعية الدموية والصدر والتخدير".
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن أبو عنزة احتفى في آذار/ مارس الماضي عندما قام 11 طالب طب من السودان بالانضمام للتنظيم في سوريا، حيث انضم للتنظيم 16 طالب طب بريطانيا في السودان على الأقل، وسافروا في مجموعتين، بعد أن قام طبيب بتجنيدهم.