نشرت مجلة "جون أفريك" الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن الرئيس
المصري المخلوع، حسني
مبارك، الذي غادر السلطة بعد ثورة شعبية سنة 2011، ويعيش اليوم تحت الإقامة الجبرية في غرفة في مستشفى يطل على نهر النيل.
وقالت المجلة في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن حسني مبارك بعد إجباره على التخلي عن السلطة؛ أُعلن أنه أصيب بسكتة قلبية دخل على إثرها إلى مستشفى بشرم الشيخ. أما الآن فهو يقيم في غرفة واسعة بمستشفى في حي المعادي، جنوب القاهرة، منذ إطلاق سراحه المشروط في آب/ أغسطس 2013.
وأضافت أن مبارك بعد أن غادر زنزانته في سجن طرة، نقل إلى مستشفى يبعد 5 كيلومترات عن السجن، ووضع في غرفة أكبر مرتين من زنزانته السابقة، وأكثر رفاهية. وتقع هذه الغرفة في المستشفى العسكري بالمعادي، في حي راق يُمنع فيه المؤذنون من رفع أصواتهم بالأذان حتى لا يقلقوا راحة السكان.
وأشارت المجلة إلى أن حسني مبارك عادة ما يذكر زوجته سوزان بمنزلهما في شرم الشيخ، لكنه لا يستطيع الذهاب إليه، بسبب الشروط التي وافق عليها في الاتفاق الذي أبرمه مع السلطات، وتتمحور حول وضعه في العزل الانفرادي مقابل إطلاق سراح ابنيه جمال، الذي كان من المفترض أن يكون خليفته في الرئاسة، وعلاء، رجل الأعمال. وبدأ تنفيذ الاتفاق عمليا في تشرين الأول/ أكتوبر 2015.
وقالت المجلة إن "الفرعون" الذي حكم مصر قرابة الثلاثين سنة؛ يمنع اليوم من مغادرة غرفته في المستشفى، ويقضي أياما هادئة تحت مراقبتين: مراقبة الحراس والفريق الطبي المشرف عليه، رغم جهل الأغلبية بمرضه؛ أو إن كان مريضا فعلا، على حد تعبير المجلة.
وذكرت المجلة أن مبارك لم يُلحظ عليه يوما ما أنه مرض مرضا ملحوظا، حتى قيام الثورة التي أطاحت به.
ففي نيسان/ أبريل 2011 أصابته سكتة قلبية، ليظهر على نقالة في أول محاكماته. ورغم نفي محاميه فريد الديب، إلا أن معارضي حسني مبارك شككوا في مرضه وقالوا إنه يتظاهر بهذا حتى تؤجل محاكمته.
ورغم ما تردد عنه أنه اقترب من الوفاة في حزيران/ يونيو 2012، بعد أن استؤصلت الأورام الحميدة في الأمعاء الإثني عشرية، وخرجت إشاعات تقول بأنه مصاب بسرطان المعدة، لكن اليوم لم يعد هناك حديث عن هذا المرض أو غيره، إلا أنه يحتاج إلى مساعدة عند الوقوف أو الحركة بسبب الآلام التي تصيبه في عنق عظم الفخذ.
وفي 4 آيار/ مايو الجاري، ظهر من نافذة غرفته وحيّا الحضور الذي جاء ليحتفل بعيد ميلاده الثامن والثمانين، ورقصوا وغنوا أمام سور المستشفى. ورغم أن مبارك ظهرت عليه علامات الضعف، إلا أن شعره كان مصففا بشكل جيد، حيث يشرف عليه حلاقه الخاص.
وأضافت المجلة أن حسني مبارك، أصبح يقضي الكثير من الوقت في مشاهدة التلفاز وفي المطالعة، كما أنه لا يعيش في عزلة تامة، حيث تزوره زوجته وابنتاه وأولادهما وأصدقاؤه. وقد حصلوا جميعا على إذن بالدخول من وزارة الدفاع.
وقالت إن هناك من يجلب له الصحف والورود ووجبات الطعام التي يعدها له متعهد الطعام. كما أصبح كثير الملازمة لهاتفه الجوال، الذي يستخدمه كثيرا في إرسال الرسائل النصية القصيرة، وفي المكالمات الطويلة، حتى أنه استخدم هاتفه القديم "نوكيا" للمشاركة في حوار دام 15 دقيقة على القناة الخاصة "صدى البلد".
وفي الختام، قالت المجلة إن مبارك تعرض لمعاملة قاسية أثناء فترة حكم الإخوان المسلمين، وهو يدرك جيدا الآن أنه حمل ثقيل على السلطات ولكنه لا يظهر هذا، كما أن القضاء يتتبعه الآن في قضية تبييض أموال، ولكن ستأخذ هذه القضية وقتا طويلا، وسيكون قد هرم أكثر قبل أن يعرف نتيجتها.