بعد اختفاء دام نحو 28 عاما، وجهود حثيثة؛ عثرت
السفارة الفلسطينية في الهند على الفلسطيني فتوح أحمد محمود أبو سته (49 عاما)، وهو من سكان محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وقال الشقيق الأكبر لفتوح، محمود أبو سته، تعلو وجهه علامات الفرح: "أخيرا عثرنا على فتوح، وهو في الطريق إلينا، وبانتظار فتح
معبر رفح لعودته.. لقد قامت السفارة هناك بترتيب كل شيء".
وأضاف لـ"
عربي21": "أريد أن أذهب وأنام على المعبر حتى يأتي أخي.. لقد طالت غربته، 28 عاما ونحن نبحث عنه"، لافتا إلى أن والده المتوفى، ذهب إلى الهند قبل 15 عاما، للبحث عنه "لكنه لم يجد له أثرا".
وبين أنه "لم يقطع الأمل"، وتواصل مع السفارة الفلسطينية في الهند التي "بذلت جهودا كبيرة"، للبحث عن "فتوح"، حتى "جاءت البشرى بأنه موجود، وحي يرزق".
نسي اللغة العربية
وحول تواصله مع شقيقه فتوح؛ أكد أبو ستة أنه تحدث معه هاتفيا، و"كنا في غاية السعادة"، مشيرا إلى صدمته بـ"أمر محزن، فبعد هذا الغياب الطويل؛ نسي فتوح اللغة العربية، ولم يتمكن من النطق بها".
من جانبه؛ أكد المسؤول في السفارة الفلسطينية في الهند، عبدالرازق أبو جزر، أنه عثر على "فتوح أحمد أبو سته"، المفقود في الهند، بالتعاون مع منظمة مبادرة دول الكومنولث لحقوق الإنسان "CHRI".
وأوضح أبو جزر في منشور له الخميس، في صفحته على "فيسبوك"، أنه "عثر على
فتوح أبو ستة المولود في خان يونس عام 1967، بمدينة كلكتا الهندية في ولاية البنغال الغربية، والتي تبعد عن العاصمة نيودلهي مسافة ساعتين بالطيران".
وأشار إلى أن فتوح أبلغهم أنه وصل إلى الهند عام 1988 للدراسة، حيث جرى اعتقاله هناك "بتهمة مدنية وجنائية"، وصدر بحقه حكم في 1993 لمدة 20 عاما، تنقل خلالها بين العديد من
السجون الهندية"، مبينا أن السلطات الهندية "أبقت عليه في السجن عقب انتهاء محكوميته في 2013".
وقال الخبير القانوني في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بغزة، محمد أبو هاشم، لـ"
عربي21"، إن المعتقل بقي في السجن لعدم معرفة الجهة أو الدولة التي يجب أن يُسلم إليها، كونه كان مسجونا باسم "Emery Rozy"، وهو خلاف اسمه الحقيقي.
وأوضح شقيق فتوح أن السفارة الفلسطينية قامت بعمل الترتيبات اللازمة لعودة أبو ستة إلى قطاع غزة، وإصدار جواز سفر فلسطيني له، حيث يجري الاتصال مع السلطات المصرية لإدخاله إلى القطاع "في حال فُتح معبر رفح".