أثار تسرب امتحان
الثانوية العامة للغة العربية لغطا واسعا في
مصر، حيث أبدى قطاع واسع من الطلاب والنشطاء ترحيبهم بذلك التسريب، ومطالبين بالمزيد، فيما اعترض طلاب آخرون عليه معتبرين إياه تضييعا لجهودهم الاستذكارية طوال العام.
وعبر "فيسبوك"، بررت الصفحة المثيرة للجدل "شاومينج" أسبابها في تسريب
الامتحانات، حيث اعتبرت أن هدفها الأول من هذا التسريب هو إعادة هيبة المدرس المصري ووضعه الاجتماعي والمالي والثقافي.
"المدرس ياخد وضعه"
وقالت صفحة "شاومينج بيغشش ثانوية عامة"، التي أعلنت تمردها على وزارة التربية والتعليم بتسريبها لامتحان اللغة العربية والتربية الإسلامية مع نماذج الإجابة، في منشور مطول لها مبرزة أسبابها: "شاومينج عاوز حاجات بسيطة: تصحيح مسار المنظومة
التعليمية عن طريق أن المدرس ياخد حقه، مفيش حاجة اسمها مرتبات ملاليم، المدرس ده اللي بيربي ناس بكره هتشيل البلد على أكتافها، قول لي إيه هي حقوق المدرس في مصر؟! ولا حاجة.. المدرس ياخد وضعه الاجتماعي والمادي والثقافي".
وأردفت: "دور المدرس مش أقل من دور الطبيب أو المهندس لكن مين يفهم؟ المدرس بأه بيدي دروس عشان يقدر يعيش، واتقلبت المهنة من تربية وتعليم وتقويم لتجارة وربح، وتلاقي المدرس دخل الامتحانات وبقى مراقب في منطقة تانية، بياخد 5 جنيه مواصلات.. يا فرحتي، بينام في المدرسة.. يا حلاوة".
إلغاء التنسيق وتفعيل نظام القدرات
وأضافت صفحة شاومينج في ثاني مبرراتها: "التصنيف الطبقي للكليات، بناء على إيه بتقول كليات قمة؟!! آه صح نسيت بناء على التنسيق (طب، هندسة، صيدلة = قمة.. تربية، تجارة، آداب، رياض أطفال = ولا حاجة) طب مش تربية ده اللي بيطلع مدرسين؟ مدرسين اللي هما علموا الطلبة وبأت مهندسين؟ رياض أطفال مش ده بيعرف فن التعامل مع الأطفال وتربيتهم؟ الطفل بيتربى على أسس علمية صحيحة، الطفل بيكبر يبأه إنسان سوي بردو مش كليات قمة!! وغيره، الغوا التنسيق وفعلوا نظام القدرات".
وأردفت الصفحة: "يعني إيه سنة من حياتي تحدد مستقبلي عشان البيه اللي قاعد على مكتب عارف إن الجامعة دي بتشيل ألف ودي بتشيل 500 فبيروح يلعب بأحلام الطلبة عشان مفيش أماكن ومقومات، ونعم التنسيق".
المناهج والتعليم الورقي
وتساءلت الصفحة في ثالث أسبابها قائلة: "بيتصرف كام ع طباعة الكتب!! فين مواكبة التكنولوجيا والمناهج على تابلت؟ يعني إيه أدرس في كتاب الحاسب الآلي "ويندوز 98"؟!! يعني إيه أدخل كليات الاقيهم شغالين بأدوات وقوانين عفا عليها الزمن؟!! يعني إيه لسه الامتحان عندي على ورق ومدرس يتكدر جنبهم يصححهم؟!!".
كما أعادت الصفحة نشر أحد منشوراتها السابقة، حيث طالبت في 15 تموز/ يوليو 2015 بالمطالب ذاتها قائلة: "شاومينج لازم يكون حاجة من الاتنين، إما أن يتم: إعطاء المعلم حقه ماديا واجتماعيا وثقافيا. للقضاء على فساد المعلمين، إلغاء التنسيق للقضاء على فكرة كليات القمة، وتحديث المناهج للقضاء على التبلد الفكري، وتجنب الخسارة المتعمدة في طباعة الورق وإهدار المال العام، والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، أو أن يظل كما هو، وسيأتي بقوة حل الامتحانات وتسريبها مما يدل على عجز التعليم في مواكبة العصر التكنولوجي، والفكرة هي التطوير، حتى يصبح للطالب والمعلم المجال التأهيلي لهما وتبدأ الانطلاقة".
ظلم أم مساواة؟
وفيما عبر العديد من الطلاب عن سعادتهم بتلك التسريبات، ودشنوا وسم "شاومينج" عبر "تويتر" للتعبير عن تأييدهم لها ومطالبتهم بالمزيد، تداول النشطاء أيضا صورا لطلاب يقومون بالغش الجماعي داخل إحدى اللجان، كما تداولوا مقطعا مسجلا لطالبة في الثانوية العامة تهاجم من يقوم بتسريب الامتحانات؛ قائلة إن هذا يضيع مجهود الطالب الذي اجتهد طوال العام، وتساويه بمن وصفته بـ"الطالب الفاشل".