نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلتها في القاهرة بيل ترو، عن مصير أهل
الفلوجة المحاصرين، والواقعين بين سيف
تنظيم الدولة، وتعذيب "المحررين" الشيعة.
وتقول الكاتبة: "أولا، واجهوا جلادي تنظيم الدولة، الذين لاحقوهم عندما حاولوا الهروب من الفلوجة، والآن يواجه 50 ألف مدني وحشية المليشيات الشيعية (المحررة) لهم".
ويشير التقرير إلى التحقيق الذي أعلنت عنه حكومة حيدر العبادي يوم أمس، في الانتهاكات التي قامت بها قواته، حيث تحدث السكان الذين فروا من المدينة عن حدوث انتهاكات وتعذيب وقتل، وقال أحد الشبان الذين عادوا إلى أقاربهم الذين فروا من الصقلاوية إن "الرجال والشباب تعرضوا للتعذيب".
وتذكر الصحيفة أنه تم اتهام هؤلاء السكان بأنهم مقاتلون، وتم نقلهم إلى وحدة "الكشف" عن معارضتهم لتنظيم الدولة في طارق، مقر قيادة الجيش
العراقي، حيث قضوا يوما هناك، وعندما عادوا كانت أكتافهم مكسورة على أجسادهم.
وتنقل ترو عن سياسي سني، قوله إن أحد الذين نقلوا إلى معسكر الجيش العراقي تم تعذيبه حتى الموت، حيث قال النائب في البرلمان لقاء الوردي: "تم تفريق الرجال عن العائلات، ولم تعرف النساء إلى أين ذهب أزواجهن وأبناؤهن"، وأضاف أن "الرجال نقلوا إلى معسكر طارق، وتعرضوا للتعذيب، ومات أحدهم تحت التعذيب، وقالوا إنهم كانوا ينتظرون التخلص من تنظيم الدولة، ويشعرون الآن أنهم يواجهون التهديد ذاته".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن هناك لقطات من معسكر طارق، تظهر رجالا لا يستطيعون المشي وينزفون، حيث تمت معالجتهم على يد ممرضين، وقال رجل: "لقد جعلونا نصطف في طابور، وأغلقوا الباب علينا، وقال أبو سجاد اضربوهم بشدة"، في إشارة لقائد سيئ السمعة في المليشيات الشيعية العراقية.
وتورد الصحيفة نقلا عن رجل مكلوم، قوله: "لقد قضينا عشر ساعات على ظهر شاحنة، وقاموا بطعن واحد بالسكين، ولا نعرف أين ألقوا جثته"، مشيرة إلى أن تقارير تحدثت عن مقتل 17 شخصا اتهموا بالتعاطف مع تنظيم الدولة، حيث فروا من بلدة الكرمة الأسبوع الماضي، وأكد مسؤولون في الأنبار مقتلهم، الأمر الذي يوصف بجرائم حرب.
وتكشف الكاتبة عن أن عددا من الذين حاولوا الهروب قتلوا، حيث أطلق مقاتلو التنظيم النار عليهم، وقام المتطرفون بتفخيخ الجسور، ووضع الألغام والقنابل البدائية على المعابر.
ويعلق التقرير بأن معظم الاتهامات وجهت لمقاتلي ما يعرف بمليشيات
الحشد الشعبي والشرطة الفيدرالية، اللتين كانتا في الصقلاوية، حيث سجل المواطنون حوادث الضرب وكسر العظام والطعن، بعد وصولهم إلى ما يعتقد أنها منطقة آمنة.
وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم حيدر العبادي، قوله إنه أمر بإنشاء لجنة تحقيق في خرق الأوامر القاضية بحماية المدنيين، وأصدر أوامر بإدانة من تورط في انتهاكات، لافتة إلى أن هذه الانتهاكات جاءت رغم التوصيات التي أصدرها المرجع الديني آية الله علي السيستاني.
وتلفت ترو إلى أن مدينة الفلوجة كانت أول مدينة تتم السيطرة عليها من مقاتلي التنظيم قبل إعلانهم "الخلافة" في عام 2014، حيث قامت قوات الجيش والشرطة الفيدرالية والمليشيات الشعبية المدعومة من إيران بقصف المدينة من ثلاث جهات، تحت غطاء من الطيران الأمريكي.
ويورد التقرير نقلا عن سكان، قولهم إن ألف مقاتل من تنظيم الدولة يسيطرون على المدينة، التي نقص فيها الطعام والدواء والماء، وقال رجل إن بعض المقاتلين حلقوا لحيتهم ورؤوسهم؛ من أجل الهروب مع الهاربين.
وتنوه الصحيفة إلى أن منظمات حقوق إنسان حذرت من جرائم طائفية، في حال دخول المليشيات الخاضعة اسميا لسلطة حيدر العبادي المدينة، حيث يقول السكان إن تشكيل رئيس الوزراء لجنة تحقيق ليس كافيا لمعالجة المشكلة.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى فول كريستوف ويلك من منظمة "هيومان رايتس ووتش" إن "الحوادث التي ظهرت يوم الجمعة والانتهاكات تصل إلى درجة
جرائم حرب"، وأضاف: "نريد وجود قاض عسكري للإشراف على التحقيق، لا لجنة تقوم بالتحقيق فيما حصل من أخطاء أخلاقية".