قال أهم مراكز الأبحاث في
إسرائيل، إن صعود عبد الفتاح
السيسي للحكم أسهم بشكل واضح في تهيئة العالم العربي لتقبل أفكار "التطبيع مع إسرائيل وتنفيذ المشاريع الإقليمية والتعاون الثنائي والجماعي معها".
وبحسب "مركز أبحاث الأمن القومي"، الذي يعد أهم محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب، فإن عهد السيسي اتسم "بجرأة غير مسبوقة في التنظير للتعاون مع إسرائيل في كل المجالات، وهو ما أسهم في دفع نظم الحكم المهمة في العالم العربي لتوسيع التعاون والتنسيق السري وشبه العلني".
وفي ورقة تقدير موقف نشرها اليوم الأربعاء على موقعه، قال المركز إن إسرائيل في السابق "كانت هي التي تحاول بكل قوة إقناع العرب بالتعاون الثنائي، حيث كانت هذه المحاولات تواجه برفض من قبل الحكام العرب، وهذا ما يدلل على حجم التحول الذي حدث".
وبحسب الورقة التي أعدها المستشرق أوفير فنتور، فإن نظام السيسي ومعظم الأنظمة العربية "لم تعد تلوح بورقة التطبيع من أجل إقناع إسرائيل بالتقدم في المسار التفاوضي مع الفلسطينيين، بل إن هذه الأنظمة باتت ترى في التطبيع مصلحة من الطراز الأول لها وتعده مركبا أساسيا من مركبات البيئة الإقليمية التي ترى أن من مصلحتها أن تتكرس في محيطها".
ولفت فنتور الأنظار إلى أن الإعلام الرسمي
المصري "بتوجيه من السيسي هو ما قاد الحملات الداعية للتطبيع مع إسرائيل وتسخين السلام معها"، مشيرا إلى أن صحيفتي "الأهرام" و"المصري اليوم" نشرت العديد من المقالات لكتاب محسوبين على مؤيدي نظام السيسي تدعو للتطبيع مع إسرائيل "على اعتبار أنه يمثل مصلحة قومية مصرية".
ونوه فنتور إلى أن السيسي وكبار المسؤولين في القاهرة وكثير من كتاب الأعمدة الداعمين له باتوا "ينظرون بشكل مباشر وغير مباشر لفكرة تدشين محور إقليمي يضم إسرائيل والدول العربية المعتدلة لمواجهة المخاطر المشتركة".
واستدرك فنتور بأنه على الرغم من حرص السيسي وحماس الأنظمة العربية الأخرى، فإن فرص تمرير التطبيع والمشاريع الإقليمية في الوقت الحالي "تبدو متدنية بسبب الرفض الجماهيري العارم لها في العالم العربي".
وشدد فنتور على أن ما يجعل الأمور أكثر تعقيدا هو حقيقة "وجود حكومة يمين متشددة في إسرائيل"، مشيرا إلى أنه سيكون من الصعب تمرير التطبيع والتعاون الإقليمي في ظل مجاهرة قادة إسرائيل الحاليين بمواقف بالغة التطرف.